دلالات أسر المعارضة السورية لجنود النظام في حلب
حلقة الخميس (19/2/2015) من برنامج “ما وراء الخبر” توقفت مع هذا الخبر وتساءلت عن دلالات أسر هذا الكم من جنود النظام ومناصريه، وما الذي يكشفه وجود أجانب من غير حلفائه التقليديين بينهم؟
كما ناقشت الحلقة أبعاد وتأثيرات الحقائق التي كشفتها هذه الواقعة على مسار الصراع المفتوح بين المعارضة والنظام.
وكان النظام السوري قد كثّف خلال الأيام الماضية محاولاته لقطع طريق المعارضة السورية المسلحة بين حلب وتركيا، وذلك استباقاً لترتيبات سياسية محتملة في حال نجاح مشروع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا.
لكن نتائج المواجهات في هذا المحور لم تأت كما أراد نظام الأسد الذي تحول من صياد إلى طريدة، ليكشف انكساره أن حشده لم يقتصر على جنوده أو المليشيات المدنية التي تقاتل إلى جانبه، أو حتى مليشيات حلفائه التقليديين في لبنان والعراق وإيران، وإنما تجاوز كل هؤلاء ليشمل هذه المرة مقاتلين من أفغانستان وغيرها، في مؤشر يؤكد الهوية الجديدة التي تكتسبها المواجهة في سوريا.
إدارة إيرانية
حول هذا الموضوع يرى رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني السوري هيثم المالح أن التدخل الإيراني في سوريا ليس وليد اليوم، بل مر عليه أكثر من عام، والجنرال الإيراني قاسم سليماني هو الذي يقود المعارك في سوريا، “وطهران جمعت جمعا شيعيا حاقدا لذبح أهل السنة في سوريا”.
وأضاف المالح أن نظام الأسد يكذب منذ توليه السلطة، ووقوع جنوده أسرى في أيدي مقاتلي المعارضة يكشف حقيقة الكذب والخداع الذي يمارسه.
وأكد أنه لم يعد هناك جيش سوري، وجيش النظام انتهى، ومن يخوض المعارك إيران وحزب الله، أما الأسد فلا يملك شيئا على الأرض ولا في السماء.
ودلل المالح على قوله بأن النظام على مدى أربع سنوات لم يستطع حسم الأمر لصالحه، ولا يسيطر على أكثر من ربع مساحة سوريا.
تكتيك عسكري
في المقابل، أقر عضو النادي الاجتماعي السوري في بريطانيا هيثم سباهي بسقوط 17 من جنود الجيش العربي السوري أسرى في أيدي كتائب المعارضة، لكنه برر تراجع قوات النظام باعتباره تكتيكا عسكريا يحدث عادة في الحروب.
وأضاف سباهي أن الجيش السوري تقدم بطريقة مفاجئة في عدد من المناطق وسيطر عليها، وفتح جبهات على مناطق عدة وهو ما أدى إلى ما حدث، بحسب رأيه.
وشدد على أن كل من يقاتل ضمن الجيش السوري فهو ضمن وزارة الدفاع السورية، واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه هو من فتح الحدود لتدفق مقاتلين أجانب لمواجهة قوات النظام في حلب.
ونفى سباهي وجود أي عمل طائفي في سوريا، وقال إن من يخوضون المعارك هم “رجال الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الوطني لتحرير الأرض السورية من العملاء والمرتزقة”.