صفعة لجنة التحقيق في قضية إغتيال الحريري الشاهد بني عودة
تتبع فريق العمل في برنامج “الصندوق الأسود” قصة عبد الباسط بني عودة أو من عُرف في الإعلام اللبناني “بالشاهد الإسرائيلي”، وهو أحد الشهود في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وتفاصيل الصفقة السرية بينه وبين لجنة التحقيق الدولية.
وكشف الرئيس السابق للجنة التحقيق ديتليف ميلس في حلقة الخميس 26/2/2015 من برنامج “الصندوق الأسود” أن العديد من الشهود في القضية أشاروا إلى أدوار تتعلق بالاغتيال قام بها أعضاء في أجهزة الأمن السورية، وأضاف أنه وجه باعتقال أربعة من الضباط اللبنانيين لأنه وجد قرائن كافية تشير إلى تورطهم.
البداية
بدا أن التحقيق في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري التي وقعت يوم 4/2/2005 قد انتهى في العام 2014 الذي بدأت فيه المحكمة الدولية الخاصة بلبنان جلساتها في لاهاي لمحاكمة خمسة أشخاص ينتمون إلى حزب الله غيابيا.
وتم تقديم تسجيلات لمكالمات هاتفية توضح أن المتهمين كانوا يترصدون تحركات الحريري، وأنهم اشتروا السيارة البيضاء التي كانت تحمل القنبلة، كما ينسب إليهم تلفيق التسجيل الذي صدر باسم أحمد أبو عدس الذي أعلن فيه مسؤولية جماعة النصرة والجهاد-بلاد الشام عن الحادث.
ولكي تستعيد المحكمة مصداقيتها، دعاها المدير العام السابق للأمن العام جميل السيد إلى أن تحذر من شهود الزور لأن وجود أكثر من عشرة شهود زور يعني وجود مؤامرة، واتفق معه الصحفي موسى العاصي على أن التعاطي ينبغي أن يكون حاسما مع شهود الزور وملاحقتهم لأنهم أعاقوا عمل المحكمة.
واتصل الشاهد عبد الباسط بني عودة أولا بالسيدة بهية الحريري وقدم لها نفسه باسم مستعار “مازن”، وكشف لها أن السوريين هم الذين نفذوا عملية اغتيال شقيقها، وأوصلته بدورها برئيس لجنة التحقيق اللبنانية اللواء أشرف ريفي.
وتمكن مازن بذلك من إيصال معلوماتها إلى المحققين الدوليين وأصبح الشاهد الملك في القضية، وأوضح بني عودة أنه عمل سرا مع الشاباك والمخابرات الفلسطينية في نفس الوقت.
وفي لقائه مع المحقق الدولي بو إستريم قال بني عودة إنه تعرض للسجن في لبنان لدخوله البلاد بطريقة غير شرعية لمدة ثلاثة أشهر، ولكنهم أبقوا عليه مدة سنة ونصف.
الخداع الدولي
وادعى بني عودة أن ضباطا من المخابرات اللبنانية تواصلوا معه وعرضوا عليه العمل معهم أو الموت داخل السجون اللبنانية، فوافق على العمل معهم لأنه رأى الكثير من المحكومين يظلون في السجون بعد انقضاء محكومياتهم.
وبتدخل من المفوضية السامية للاجئين اختير بني عودة كلاجئ وحصل على لجوء سياسي في السويد، وأوضح أن المخابرات السورية واللبنانية ظلت على تواصل معه في موطنه الجديد، وقال إنهم كانوا يدفعون له الأموال ويغرونه بالعودة إلى لبنان وتنفيذ اغتيال الحريري بالمتفجرات في لبنان أو في دولة أوروبية.
وأوضح أنهم عرضوا عليه مناصب سياسية في لبنان وأموال ولكنه رفض تنفيذ العملية، رغم أنهم أغروه بأنهم سيجعلونه يعيش في نفس المستوى المعيشي للحريري.
وخلال اجتماع في لوبي أحد الفنادق بالسويد، كشف بني عودة للمحقق إستريم أنه زار سوريا سرا والتقى ماهر الأسد وتلقى منه تعليمات حول عملية اغتيال الحريري ووضع المتفجرات في سيارته.
وتم تسفير بني عودة إلى فيينا للإدلاء بشهادته رسميا أمام الأمم المتحدة رغم أن فيها تفاصيل لا يمكن التحقق منها بحسب المحققين، رغم أنهم وجدوا أن المعلومات التي تقدم بها “جديرة بالثقة”.
وعرض محققو الأمم المتحدة على بني عودة توفير الحماية له ولأسرته ومنحه الجنسية السويدية في حال تقدمه بشهادته التي تثبت تورط المخابرات السورية واللبنانية، ولكنهم نكصوا عن وعودهم بعد أن تقدم بني عودة بشهادته.