هل هناك تطرف حلال وآخر حرام؟
هل يتعامل العالم بازدواجية مع الحركات والجماعات المسلحة؟ لماذا حلال على المليشيات اليمنية واللبنانية والعراقية والإيرانية أن تتمدد وتقاتل في كل مكان، بينما تُلاحق الجماعات السنية حتى المعتدلة وتوضع على قوائم الإرهاب؟
حلقة الثلاثاء (10/3/2015) من برنامج (الاتجاه المعاكس) ناقشت هذا الموضوع، وتساءلت: لماذا دائما يوصف كل فصيل إسلامي سني بأنه إرهابي، بينما تمارس المليشيات الشيعية كل أنواع الإرهاب بمباركة أميركية؟ ولماذا حشدت واشنطن دول العالم لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية وتركت الحوثيين يعيثون في اليمن فسادا؟
أم أن الأولى متطرفة والثانية غير متطرفة؟ أليس هناك إجماع عربي ودولي على مواجهة هذه الجماعات، بل وتشارك فيها الدول العربية؟ ألا تضع الدول العربية نفسها هذه الجماعات على قائمة المنظمات الإرهابية؟
وأظهر التصويت الذي عرضه البرنامج عبر صفحته على موقع الجزيرة نت أن 95.6% من المصوتين (18136 شخصا) يرون أن المجتمع الدولي يغض الطرف عن الجماعات الشيعية ويلاحق الجماعات السنية بكافة أشكالها، في حين رأى 4.4% منهم (827 شخصا) غير ذلك.
مخطط إيراني
حول هذا الموضوع يقول النائب في البرلمان اللبناني خالد ضاهر إن نتيجة التصويت طبيعية وواقعية، أدركها جمهور الأمة، لأن الوقائع على الأرض تثبت ذلك.
وأضاف أن المليشيات الشيعية المدعومة من إيران تمارس حقدها على العرب في كل المحيط العربي من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن، ووصف ما تفعله إيران بأنه مشروع يحاولون تحقيقه على الأرض.
وقال ضاهر “إن الإيرانيين اتفقوا مع الأميركان على صيغة بسيطة ليكونوا شرطيا لهم في المنطقة العربية والإسلامية”، وتابع “نحن أمام مشروع إيراني يعتمد على رضا الأميركان والغرب وإسرائيل”.
واعتبر النائب اللبناني أن بعض الشيعة العرب هم عملاء لإيران، ومتآمرون مع الغرب على ضرب قلب العالم الإسلامي، مشيرا إلى أن أميركا وإسرائيل لديهما طمع بثروات الأمة، ولا يهمها إذا كان من يتعاون معهم مسلما سنيا أم شيعيا.
مشروع وطني
في المقابل، دافع الكاتب والباحث العراقي سمير عبيد عن المليشيات الشيعية في العراق وغيرها التي ترفع راية الحسين، وقال “شعار الحسين شعار شرف وليس شعار قتل وتطرف ونكاح”، حسب قوله.
وتساءل عبيد “لماذا الحملة على التيارات الشيعية في الوقت الذي خلصوا فيه اليمن من القاعدة ومن التطرف وحزب الإصلاح؟ ولماذا حينما حرروا ديالى في العراق؟
وقال إن الحشد الشعبي هو مشروع وطني بحت، جاء بعد أن تبدد الجيش العراقي بخطط صهيونية أميركية، معتبرا أنه مشروع له إطار عربي وإسلامي جاء لإسقاط المشروع التكفيري الصهيوني، وفق وصفه.
وأضاف عبيد أن تنظيم الدولة الإسلامية بما يقوم به من قتل وانتهاكات هو بذرة خرجت من رحم تنظيم القاعدة، وتحمل مشروع “اجتثاث الحضارة والإنسان والقيم”، في حين قام الحوثيون في اليمن بثورة بيضاء لإنقاذ بلادهم.