
قبل أي شي أود القول ان الذين شاركوا بالثورة عبر كتابة يافطات تخص فئات معينة ، متناسين معشرهم والخيرات التي نعموا بها من وطننا ، فإن كان لابد من اي حديث مستقبلي عنكم سيكون رميكم بذات الفخاخ التي نصبتموها ضد السوريين ، فخاخكم ستعمل على تفكيكم وتعودون من حيث أتيتم ، فقد تركنا لكم صحراء وبرية وحشرات تناسب عقولكم .
في العود على بعض الذين يحملون تفكيرا ” قحبائيا ” لا بد ان نسمي الأشياء بمسمياتها . عندما خرج السوريون في حركات احتجاجية ومن ثم تحولت تلك الحركات الى ثورة شاملة ، لم يضع احدا في حساباته نظرة دينية أو قومية وجل ما كان يتنادى فيه الثوار الأوائل الحرية لسوريا والسوريين .
اليوم ، ومع دخول الثورة عامها الخامس اصبح الحديث يأخذ طابعا تدميريا لا يعي المسؤولية الأخلاقية والوطنية والأسس التي انطلقت من أجلها الثورة .
عصابات طائفية مدعومة من ايران جلبها بشار أسد ، بموازة عصابات تكفيرية أيضا اسس لها ودعمها وهندسها بشار أسد ( داعش / النصرة نموذجا ) الى جانب عصابات ” الحماية الكردية ” التي تدار من قبل النظام .
هذه المجموعات التي استولت على مناطق بتنسيق مع اجهزة المخابرات ، اليوم يتحدثون من منطلق بأن سوريا ليست بلدهم وان المناطق التي يسيطرون عليها هي أرضهم التاريخية . ربما يقصدون منذ ان تم تأسيس قبيلة كردية بإيران .
هؤلاء ، وفقا للتاريخ الحديث والقديم ، تكاثروا في سوريا وهم القادمين من تركيا والعراق وايران على اعتبار ان الاكراد بالأصل هم بدو رحل منتشرون في الجبال . استوطنوا بسوريا واعتاشوا كما غيرهم ، فعضهم بالاصل هم واحزابهم كانوا يعملون مع النظام وذلك ليس سرا ، فالأكراد السوريين الشرفاء يؤكدون ذلك .
كلنا يتذكر كيف تكالبت دول العالم لإثارة فتنة بين السوريين والاكراد ، متبنين صيحات تتماثل في جوهرها بصيحات داعش ودولتها الخرافية ، كلاهما يرددان بأروقة خبيئة عن طريقة تهدف إلغاء الوطن السوري ، وتقسيمه وفق لعبة قذره تتناسب مع سياسات اللاعبين الذين يعملون على تفكيك المنطقة واعادة بنائها على اساس ديني قومي شوفيني في خطوة غير أخلاقية .
هنا كلمة موجزة للعالم الحر ، سوريا وعلى مدى التاريخ ، مكانا للتعايش ، بالرغم من هذا الدمار والقتل والتشرد الذي انتجه النظام الدموي الحامي والداعم للإرهاب ، ستبقى المكان الحيوي لمن يؤمن بمدنية الدولة واساسها العدالة والديمقراطية .
أحمد سليمان www.opl-now.org

المزيد من المواضيع
توم باراك بين بغداد ودمشق… هندسة صراع أم صفقة سلام؟
إسرائيل تتوغل مرارًا في الأراضي السورية وتستهدف المدنيين
إقالة مُلتبسة… شخصنة القرار وسوء الإدارة في اتحاد الكتّاب