إلى المجتمع الدولي … دير الزور ، حصار وتجويع وقبضة أمنية من داعش والنظام
” منذ قرابة الشهرين وداعش يمنع دخول أي مواد غذائية أو طبية أو دوائية إلى منطقتي ” الجورة والقصور” ما تسبب في حدوث ضائقة خانقة تنذر عن جوع مرعب إضافة إلى نفاذ الدواء وحليب الأطفال من الصيدليات “
- للمشاركة بدعم القضية المطروحة يرجى التوقيع بموقع منظمة آفاز هنا
يهدف هذا النداء التخاطب مع المجتمع المحلي والدولي لوضعهم أمام واقعة خطيرة تعيشها مدينة دير الزور السورية ، من حصار وتجويع وإهمال خدماتي وصحي كارثي .
الوقائع :
استطاع تنظيم الدولة الإسلامية ” داعش ” احتلال محافظة دير الزور بعد ثمانية شهور كاملة ، حاول خلالها الهجوم عليها من الجهات الأربعة وبأكثر من حملة سقط خلالها المئات من الشهداء والجرحى، وصمدت المحافظة إلى لحظة انهيار الحدود العراقية ، ونتج عن ذلك سيطرة التنظيم على المحافظة ، من ثم تفكيك كتائب وألوية الجيش الحر ومصادرة أسلحته وملاحقة عناصره قتلاً واعتقالاً وتهجيراً، كما وأجبرت الكثيرين منهم على مبايعة التنظيم والقتال ضمن صفوفه في مناطق أخرى .
أدان أهالي المحافظة للتنظيم وهذا الأخير قام بفرض حصار على مدينة ديرالزور، بالأخص القسم الواقع تحت سيطرة القوات النظامية ، وذلك يشكل حوالي ثلث المدينة و الذي نقل إليه النظام مؤسساته ودوائره الأمنية والرسمية ، وبدأ الحصار من خلال منع التنظيم للموظفين النازحين إلى الريف المحرر من الحضور إلى القسم التابع للنظام في المدينة بغية استلام رواتبهم ، وهي المنطقة التي يطلق عليها أهالي دير الزور اختصاراً ( الجورة والقصور ) ، مالبث بعدها التنظيم إلى منع الجميع من الدخول إلى المدينة من طلاب وموظفين ومراجعين .
داعش يحاصر والنظام ينتعش :
منذ قرابة الشهرين وداعش يمنع دخول أي مواد غذائية أو طبية أو دوائية إلى منطقتي ” الجورة والقصور” ، ما تسبب في حدوث ضائقة خانقة تنذر عن جوع مرعب إضافة إلى نفاذ الدواء وحليب الأطفال من الصيدليات .
بالرغم من الحصار المفرط إلا أن النظام وقواته الموجودة في الجورة والقصور لم يتأثروا بهذا الحصار، لأن المطار العسكري مايزال بيد النظام رغم محاولات عديدة للسيطرة عليه من قبل المعارضة والتنظيم ، كما هو ثابت تحط في المطار يومياً طائرة شحن عسكرية تنقل فيها مايحتاجه النظام وشبيحته من طعام وشراب ، مافتح المجال لبيع تلك الأطعمة للمدنيين الموجودين في ” الجورة والقصور ” بأضعاف أسعارها الحقيقية ، ليسجل على سبيل المثال سعر الكيلوغرلم الواحد من الشاي بأربعة آلاف ليرة سورية ، والسكر بالف ومئتي ليرة ، وهذه أسعار مرتفعة جدا في ظل ظروف قاسية حيث لا عمل ولا شروط حياتية واضحة ، الى جانب إنتشار طوابير المدنيين من نساء وشيوخ وأطفال على مؤسسات الدولة لشراء مايسد الرمق ، ومايتعرضون خلاله من سوء معاملة من عناصر الأمن والدفاع الوطني وإذلال وتشبيح .
ليست المرة الأولى التي تحاصر دير الزور لكنها الأكثر قسوة وهولا ، ففي السنوات الأربعة الماضية من عمر الثورة ، استنفذت قوى المدنيين وأموالهم ، كما وأن الحصار اليوم مزدوج ، والعنف أضحى أبشع مستوياته ، التنظيم يحاصر المدينة من الخارج والنظام من داخلها .
وهكذا تقع ديرالزور بين نارين وحصارين في وقت واحد ، وهي المحافظة التي قدمت وماتزال أكثر من خمسة عشر ألف شهيد من أبنائها خلال سنين الثورة ، عدا عن دمار شامل في البيوت والأملاك إبان قصف مستمر منذ سنوات ثلاثة ، حاول النظام خلالها اقتحام المدينة عشرات المرات ولكنه كان يواجه كل مرة مقاومة أسطورية من الثوار .
إغاثة دير الزور :
إننا والحال ، ما نشعره من تراجع خطير ، مصدره الآن السياسة المتبعة إزاء القضية السورية ، تنظم دير الزور الى المدن التي تعيش اسوأ مرحلة تجويع متعمد ، وارهاب قسري مزدوج .
المأمول من قوى العدالة ومنظمات الأمم ، والهيئات المدنية والإغاثية التي تقف الى جانب السوريين ، الإلتفات إلى المدن المحاصرة قبل ان يطالها المزيد من الكوارث الصحية والبيئية نتيجة للتدمير والقتل المنظم بلا أي مسائلة أو محاسبة دولية .
المصدر : نشطاء الرأي www.opl-now.org