سنة خامسة ثورة … سوريا إلى أين ؟
تباينت وجهتا نظر ضيفي “الاتجاه المعاكس” حول المستقبل الذي ينتظر سوريا، فبينما قال عضو مجلس الشعب السوري شريف شحادة إن سوريا سوف تنتصر بقيادة الرئيس السوري بشار الأسد على “المؤامرة” لأن لها إرادة الانتصار، خالفه في الرأي العميد ركن أحمد رحال وأكد رحيل “شذاذ الآفاق”، والنظام السوري إلى قم، ومن وجهة نظره فإن الرئيس الأسد سيذهب إلى مزبلة التاريخ، والدول العربية تقوم الآن بعاصفة الحزم، وبعدها ستنفذ “عاصفة سوريا”.
وجاءت آراء الضيوف هذه ردا على الأسئلة التي طرحتها حلقة الثلاثاء (8/4/2015) من برنامج “الاتجاه المعاكس” بشأن أحوال الثورة في سوريا وهي تدخل عامها الخامس، وتساءلت: ألم يصبح نظام بشار الأسد “كالداشرة” التي ما زالت تتشدق بالعفة والصمود ولم يبق أحد إلا واغتصبها؟ ألم يبشر بشار أتباعه بأن الأعمال القتالية الكبرى ستنتهي بنهاية العام 2014؟
في المقابل طرحت الحلقة تساؤلات بشأن المواقف الدولية من الثورة السورية، أليس ممنوعا على أحد أن ينتصر في سوريا؟ أليس المطلوب فقط تدمير البلاد؟ أما زال العالم مصرا على الحل السياسي وليس الحسم العسكري؟
وقد أظهر التصويت الذي طرحته صفحة البرنامج على موقع الجزيرة نت أن 93.9% أجابوا بنعم على سؤال: هل تعتقد أن سوريا أصبحت بلدا محتلا؟ فيما رأى 6.1% من المشاركين بالتصويت غير ذلك.
إعلام حاقد
في تعليقه على نتيجة التصويت قال عضو مجلس الشعب السوري شريف شحادة إن مقدمة البرنامج توضح دور الإعلام “الحاقد” الذي يستهدف سوريا، وأكد أن الأسد رئيس شرعي للبلد “غصبا” عن الجميع.
وضرب شحادة مثالا بقناة الجزيرة التي قال إنها قدمت أكثر من ألف برنامج لتحريض الناس في سوريا على الثورة، وتساءل عن أي ثورة تتحدثون؟ ومن هم الذين يمثلون قيادات الثورة في سوريا؟
ومضى يؤكد أن سوريا تعرضت لما لم تتعرض له دولة في العالم، وأنها صمدت لمدة أربع سنوات في وجه هجمة من مائة دولة حول العالم، عازيا هذا “الصمود” لشعبية الأسد.
وعبر عضو مجلس الشعب عن فخر بلاده لتمتعها بعلاقة طيبة مع إيران، نافيا وجود مسلحين إيرانيين في سوريا، وقال إن الموجودين لا يتجاوزون الخمسين إلى ستين خبيرا، وأكد أن بلاده على استعداد لاستقبال المئات منهم، بل على استعداد لاستقبال مقاتلين من فنزويلا إذا جاؤوا للدفاع عن سوريا.
وحسب شحادة، فإن تعداد الجيش العربي السوري يبلغ أكثر من 800 ألف فرد، وبمقدوره الصمود والقتال لأكثر من عشر سنوات، واصفا الحديث عن وجود المقاتلين الإيرانيين في سوريا بأنه حديث “جزاف” ولا سند له، وأكد أن سقوط إدلب وقفت وراءه تركيا التي أدخلت 15 ألف مقاتل ودعمتهم بالسلاح والسيارات.
كما اتهم السعودية بالوقوف وراء سقوط معبر نصيب الحدودي مع الأردن من يد النظام السوري، من خلال ضخها للأموال.
وأقر البرلماني السوري بوجود أسرى إيرانيين تمت مبادلتهم بمقاتلين من المعارضة، ولكنه أوضح أن هؤلاء الرجال لم يكونوا مقاتلين ولكنهم كانوا خبراء أجانب يعملون في مرافق النفط.
واتهم شحادة تركيا بتدمير الاقتصاد السوري، مؤكدا أن المواطن السوري كان يعيش في رخاء في بداية الألفية، وأن وكل مواطن كان يمتلك ثلاث سيارات وأربعة موبايلات، وأن الدولار الأميركي لم يتجاوز سعر صرفه الـ48 ليرة سورية.
“شريف شحادة: سوريا سوف تنتصر بقيادة بشارالأسد على “المؤامرة” لأن لها إرادة الانتصار”
تدخل إيراني
في المقابل، أبدى العميد الركن أحمد رحال استغرابه من دفاع أشخاص عمن وصفهم بالمجرمين وعن القتل وارتكاب الجرائم، في الوقت الذي أفرغت فيه سوريا من سكانها، وقال إن البلاد صارت تحكم من قبل أفرع المخابرات، وإن شريعة الغاب هي التي تسودها، وإن سعر صرف الدولار بلغ 280 ليرة. واتهم الجيش الأسدي بأنه جيش “تعفيش” وسرقة، ووصف حكام دمشق بشرذمة باعت البلد، وبأن سوريا أصبحت محتلة من قبل طهران، وضرب أمثلة على هذه المظاهر.
وقال إن إيران فرضت على الأسد أن يجنس 500 ألف عراقي شيعي، ووصف الأسد بالوجه الآخر للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، واعتبر أن سوريا تمر بمرحلة مفصلية من تاريخها.
وردا على نفي شحادة وجود مقاتلين إيرانيين في سوريا، أشار رحال لتصريحات العديد من المسؤولين الإيرانيين وقائد حزب الله حسن نصر الله الذين أكدوا الدور الكبير الذي قام به المقاتلون الشيعة في الدفاع عن نظام الأسد، وعرض صورا لضباط وقادة إيرانيين قتلوا في معارك في جبهات مختلفة بسوريا، وتساءل عن الأسباب التي تدفع بقائد إيراني مثل قاسم سليماني إلى أن يقاتل في سوريا.
وأشار رحال إلى العديد من عمليات تبادل الأسرى التي جرت بين النظام السوري وقوات المعارضة، وتمت فيها مبادلة أسرى إيرانيين ولبنانيين شيعة مقابل أسرى من الثوار.
وأكد أن الثوار هم الذين يسيطرون على الأرض، وأن النظام لم يبق تحت سيطرته سوى القليل من أحياء دمشق.
واتهم النظام السوري بالتسبب في تدمير البلاد، وأشار إلى 12 مليون مشرد و8 ألف معتقل، غير أنه أعرب عن تفاؤله بأن الثورة السورية سوف تعيد الأمور إلى نصابها، وستعيد رسم سوريا وستحررها من تلك العصابة “البائسة”.