4 أعضاء كونغرس يطالبون بفرض مناطق آمنة في سورية بقوة السلاح
السوري الجديد : في تطور لافت يعكس الضغوطات التي يتعرض لها الرئيس الأمريكي باراك أوباما من عدد من الشخصيات و الجهات النافذة في الولايات المتحدة، ولا سيما من حزبه، كنتيجة لسياسته الخارجية تجاه ما يحصل في سورية، قام أربعة من أعضاء الكونغرس البارزين أمس الثلاثاء 21 نيسان بتوجيه رسالة علنية هي الأولى من نوعها بهذا المحتوى للرئيس أوباما
الرسالة (الترجمة أدناه) التي جاءت في صفحتين تشرح للرئيس عمق الأزمة الإنسانية التي تتعرض لها سورية، وتطلب لفرض مناطق انسانية آمنة ولو باستخدام القوة العسكرية الأمريكية.
وتأتي هذه الرسالة تتويجاً لجهود عدد من المنظمات السورية الامريكية في واشنطن التي دأبت على مطالبة دوائر الحل و العقد في واشنطن بانشاء مناطق امنة للمدنيين في سورية، و قد نجحت مؤخراً باقناع ثاني أهم سناتور في مجلس الشيوخ السناتور الديموقراطي ديك ديربن بتبني الطلب واعداد الرسالة، ثم اقنعت السيناتور الديمقراطي الآخر تيم كين عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميريكي الذي وقع على الرسالة بدوره، و من ثم انضم من الحزب الجمهوري السناتور النافذ جون مكين رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ و السناتور لينزي غراهام و هو أيضا عضو في نفس اللجنة، لتخرج الرسالة أربعة سناتورات مؤثرين من الحزبين الديمقراطي و الجمهوري.
و تعد هذه الخطوة نقلة نوعية كبيرة في السياسة الأمريكية الضاغطة على الرئيس فهذه هي المرة الاولى التي تطرح اسماء ديمقراطية كبيرة من حزب الرئيس نفسه على فكرة انشاء مناطق امنة في سورية ولو باستخدام السلاح، وهو ما لم يكن يؤيده العضوان الديموقراطيان الموقعان على الرسالة
و يتزامن اطلاق الرسالة مع زيارة رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد الخوجة للولايات المتحدة نهاية الأسبوع الجاري.
مرفقاً نص الرسالة
ترجمة: قسم الترجمة- السوري الجديد
————————————————
– نص الرسالة-
الرئيس باراك أو باما
البيت الأبيض
1600 جادة بنسلفانيا
واشنطن العاصمة 20500
سيادة الرئيس:
مع دخول النزاع السوري العنيف عامه الخامس يواجه الشعب السوري كارثة إنسانية مهولة علينا معها أن نضع حداً لعمليات النزوح والقتل والتدمير المروعة التي تشكل إهانة للعالم المتحضر. لذا نهيب بالولايات المتحدة أن تعمل مع حلفائها دون مماطلة على إقامة وتأمين منطقة آمنة أو أكثر في سوريا من شأنها أن توفر الحماية اللازمة للنازحين السوريين من المدنيين وتتيح معبراً آمناً للمعونات الإنسانية التي هم في أمس الحاجة إليها.
إنه من المشين أن ما بدأ في آذار 2011 من مظاهرات سلمية للمطالبة بحريات سياسية أكبر تحول إلى حرب أهلية مستمرة أدت إلى أسوأ أزمة إنسانية في تاريخ العالم الحديث. إذ لقي أكثر من مئتي ألف سوري مصرعهم خلال السنوات الأربع الماضية – العديد منهم من الأطفال – وهناك أكثر من إثني عشر مليون سوري بحاجة للمعونات الإنسانية. هذا فضلاً عن تسعة ملايين سوري وهم قرابة نصف التعداد السكاني مهجرين داخلياً أو منفيين بصورة دائمة في الدول المجاورة، يستضيف الأردن حالياً 1.3 مليون لاجئ منهم مما يزيد عدد سكانه بنسبة 10%. وللأسف أصبح الاستيطان في الخارج أكثر صعوبة مع إغلاق الدول المجاورة حدودها. كما أن الاستيطان هنا في الوطن محدود بشكل مخيّب للآمال حيث استقبلت الولايات المتحدة أقل من ثمانمائة سوري منذ بداية النزاع.
يعاني أولئك الذين لم يُتح لهم المأوى الآمن في الخارج من وحشية الأسد والجماعات المتطرفة ومن الجوع والمرض. لقد تعرض الشعب السوري إلى جرائم حرب مرعبة بشكل لا يمكن وصفه بدءاّ من البراميل المتفجرة إلى الاستخدام المستمر لغاز الكلور. وقد تم إلقاء حوالي ألفي برميل متفجر في العام الماضي فقط مما أودى بحياة ستة آلاف شخص. كما قامت الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية بتوثيق عمليات التعذيب والاغتصاب والخطف في سوريا. وتم حرمان مناطق بأسرها من الغذاء والماء والخدمات الطبية. وبذلك ستوفر المناطق الآمنة المحمية ملجئاً للسوريين الهاربين من هذه الظروف غير المقبولة.
لعلنا اختلفنا حول السياسة المتبعة حيال النزاع السوري إلا أننا نتفق جميعاً أن الأزمة لن تنتهي قريباً وأنه حان الوقت لتقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بالعمل بشكل فاعل حيال المعاناة الإنسانية الرهيبة في سوريا. بناء على ذلك نناشد بتأسيس منطقة أو أكثر من المناطق الإنسانية الآمنة على وجه السرعة مدعمة بما يلزم من الآليات بما في ذلك الاستخدام المحتمل لإمكاناتنا الجوية لتوفير الحماية للمدنيين وضمان وصول المعونات الإنسانية دون انقطاع. كما ينبغي أن تكون هذه الخطوات مصحوبة بتأمين المنطقة الحدودية مع تركيا التي يسهل من خلالها دخول الكثير من المتطرفين إلى سوريا. وستكون المناطق الآمنة متماشية مع قرارات مجلس الأمن 2139 و 2165 و 2191 التي تقضي بالعمل الفعال لإيصال الدعم الإنساني إلى داخل سوريا.
ستساعد هذه الخطوات المهمة في تخفيف قدر من المعاناة الإنسانية الفظيعة في سوريا لذلك نطلب موافاتنا بالمستجدات المتعلقة بتنفيذ هذا الهدف بما في ذلك خطط الإدارة ومفاوضاتها الدبلوماسية نحو إقامة واحدة أو أكثر من المناطق الإنسانية الآمنة بالاشتراك مع حلفائنا.
التوقيع
السيناتور ريتشارد ديربن السيناتور تيم كين
السناتور لينزي جراهام السيناتور جون ماكين
الثلاثاء 21 نيسان 2015