الموحدون الدروز وبقية الأقليات في سوريا .. إلى أين ؟
بينما تعيش محافظة السويداء (جنوبي سوريا) والتي تقطنها أغلبية درزية حالة من الترقب والتوتر نتيجة المعارك بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام يطرح سؤال الأقليات نفسه: هل تتخلى تماما عن نظام الأسد وتنضم إلى جيرانها؟
حلقة 16/6/2015 من “الاتجاه المعاكس” تساءلت في اتجاهين: كيف يحمي النظام الأقليات إذا لم يعد قادرا على حماية نفسه؟ وفي المقابل أليس من الإجحاف اتهام النظام بتسليم الأقليات لقوى التطرف كي يتاجر بمحنتها، ومن قال إنه تركها لمصيرها؟
وقبل المناقشة بين ضيفي الحلقة المعارض المستقل والكاتب ماهر شرف الدين، والأستاذ في الجامعة اللبنانية وفيق إبراهيم عرض مقدم البرنامج فيصل القاسم نتيجة التصويت على سؤال الحلقة: أيهما أفضل للموحدين الدروز وغيرهم من الأقليات أن يكونوا مع النظام أم الأكثرية الثائرة؟ وصوت لخيار النظام 5.5% (674 صوتا) بينما صوت لخيار الأكثرية 94.5% (11425 صوتا).
“عودوا لتاريخكم”
استشهد ماهر شرف الدين بالزعيم الوطني السوري سلطان باشا الأطرش الذي قال لأهله عودوا دائما إلى تاريخكم لتجدوا الجواب عن الأسئلة، مشيرا إلى الأطرش الذي قاد الثورة ضد الاستعمار الفرنسي هو من سمى جبل الدروز جبل العرب، لتثبيت الناس على حماية المشروع العربي وليس الفارسي، كما قال.
وأشار إلى أن الدروز في جبل العرب لا يمكن أن يقفوا “مع الظالم” وهم من هزموا العثمانيين “ودفعوا نصف شهداء الثورة على الفرنسيين”، وها هو عدد المتخلفين عن الجيش يصل إلى 33 ألفا، كانوا سيقلبون المعادلة لو التحقوا بقوات النظام.
ودعا شرف الدين -وهو أحد أبناء جبل الدروز- أبناء منطقته إلى أن ينفكوا عن النظام “المجرم”، وأنه حتى بمقياس المصلحة فإن سفينة النظام تغرق، وإذا كان العلويون لديهم روسيا وإيران “فليس لدينا سوى التعايش” مع أهل السهل، أي درعا، حيث يمكن للتاريخ أن يتبدل أما الجغرافيا فلا.
“لا للتكفيريين”
من جانبه، قال وفيق إبراهيم إن أهالي جبل العرب قالوا “لا للتكفيريين”، وإنهم عبروا بالتحامهم مع قوات النظام عن رفضهم الوباء الذي يريد إعادة البلاد إلى القرون الوسطى وإلغاء القوانين الوضعية وقتل كل البشر، على حد قوله.
وأضاف أن تنظيم الدولة قتل من السنة أكثر من أي مذهب آخر، مبديا أسفه لاستخدام الأوصاف المذهبية والطائفية، وسائلا ضيفه: هل سيقول إنه درزي أم سوري لو كان في أميركا؟
وبشأن تعايش الجبل والسهل أي الدروز وأهالي حوران بمحافظة درعا قال “صحيح أن الحوراني هو الجار القريب لكن من يملك زمام الأمور فيها الآن هم التكفيريون”.