تركيا تتحرك عسكريا بالقرب من الحدود السورية
وأفاد مراسل الجزيرة أمير العبّاد على الحدود السورية التركية بأن الجيش التركي أرسل أمس الثلاثاء تعزيزات من غازي عنتاب إلى محافظة “كيليس” جنوبي البلاد, وقال إن التعزيزات شملت نحو ثلاثين دبابة ومدرعة عسكرية, فضلا عن جنود.
وأضاف أن تعزيزات أُرسلت إلى قرية “إلبيلي” التركية المقابلة لبلدة الراعي بريف حلب الشرقي التي تخضع لتنظيم الدولة الإسلامية. كما نشرت تعزيزات في قرية “كراكامش” التركية مقابل بلدة جرابلس, وهي أحد معاقل تنظيم الدولة في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وأوضح العبّاد أن القرى التركية المقابلة للبلدتين السوريتين الخاضعتين للتنظيم تشهد إجراءات أمن مشددة, كما وضع الجيش التركي حواجز عسكرية على الطرقات الواصلة بين البلدات والقرى الحدودية التركية.
لكنه قال إن السلطات التركية لم تخلها من السكان مثلما حدث في القرى المقابلة لمعبر مرشد بينار الحدودي شمالي مدينة
عين العرب (كوباني) السورية أثناء المعارك بين تنظيم الدولة ووحدات حماية الشعب الكردية العام الماضي.
وقال العباد إن التعزيزات العسكرية التركية على الحدود السورية ربما هي الأولى من نوعها, وهي تأتي بعيد اجتماع لمجلس الأمن القومي التركي, وفي ظل تقارير عن احتمال تدخل عسكري تركي في شمال سوريا لمنع تشكل كيان كردي سوري متصل جغرافيا, وكذلك للحد من تهديد تنظيم الدولة للأمن القومي التركي.
في المقابل, أفاد مراسل الجزيرة بأن تنظيم الدولة زرع ألغاما ومفخخات في مناطق سيطرته بريف حلب قبالة الشريط الحدودي خشية تقدم قوات تركيا. وأضاف أن التنظيم أقام سواتر ترابية في محيط بلدة جرابلس المقابلة لقرية “كراكامش” التركية.
مواجهة المخاطر
وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قال أمس في كلمة أمام كتلة حزبه في البرلمان إن بلاده لن تسمح بفرض أمر واقع عليها من أي جهة، ولن تسكت عن أي تغيير للخريطة السياسة أو الديمغرافية للمنطقة.
من ناحيته قال إبراهيم قالين -مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان– في مؤتمر صحفي بأنقرة أمس إن تركيا لن تسمح لأي “منظمة إرهابية” بأن ترسخ وجودها على الحدود الجنوبية للبلاد.
وأضاف أن أنقرة اقترحت إنشاء منطقة حظر جوي على الحدود بين سوريا وتركيا، وهي ماضية في التنسيق مع الجهات المعنية في هذا الصدد, مشيرا إلى أن أي إجراءات أمنية تتخذها تركيا ستهدف لحماية أمن حدودها، وليس للاشتراك في الحرب الدائرة بسوريا, أو لدعم جهة على حساب أخرى.
وكانت وسائل إعلام محلية وأخرى دولية قد نقلت تقارير مفادها أن الرئيس التركي يدرس إقامة منطقة عازلة على الحدود من الجهة السورية.
وكان أردوغان ومسؤولون أتراك اتهموا مؤخرا المقاتلين الأكراد بعيد سيطرتهم على بلدة تل أبيض شمالي محافظة الرقة الحدودية بطرد السكان العرب والتركمان من مناطقهم ضمن حملة “تطهير عرقي”, وهو ما نفته وحدات حماية الشعب.
وفي وقت سابق حذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو نظيره الأميركي جون كيري خلال اتصال هاتفي من أن تركيا لن تبقى في موقف المتفرج تجاه الأوضاع التي تشهدها المنطقة.
وشدد على مخاوف تركية من إنشاء حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي حكما ذاتيا شمالي سوريا من خلال تأسيسه مؤخرا لممر للأكراد قرب الحدود مع تركيا مما يهدد الأمن القومي التركي، وذلك حسبما نقل موقع “خبر سبعة” المقرب من الحكومة التركية.
وقال الموقع الإخباري إن اتصال جاويش أوغلو بكيري كان بمثابة التحذير الأخير لواشنطن في هذا الموضوع.