هل تستعد تركيا لدخول سوريا ؟
في تقرير نشره موقع “ألمونيتور” الإليكتروني، تحت عنوان” هل تستعد تركيا لغزو سوريا؟”، ورد أن حزب بي كي كي الذي يشن منذ أمد طويل حملة عسكرية من أجل الحصول على حكم ذاتي للأكراد في تركيا، يحارب أيضاً تنظيم داعش في شمالي سوريا، وهو ذات الحزب الذي صنفته كل من أنقرة وواشنطن كتنظيم إرهابي.وفي خطاب آخر ألقاه في 27 يونيو (حزيران) صعد أردوغان من لهجته قائلاً أنه تركيا لن تسمح بأية محاولات لإقامة كيان كردي في شمالي سوريا، وقال “لن نسمح مطلقاً بإنشاء دولة في شمالي سوريا وفي جنوب بلدنا، ومهما كلفنا الأمر،
سنواصل نضالنا في هذا السياق”.وأضاف الرئيس التركي بأن تركيا لن تسمح بتغيير ديموغرافية المنطقة، في إشارة لاتهام بي واي دي بتنفيذ عملية تطهير عرقي في تل الأبيض، وفي مناطق أخرى استولى عليها من داعش، بحيث يتهم هذا الحزب الكردي بطرد العرب والتركمان.وبحسب ألمونيتور، وردت تصريحات أردوغان في أعقاب نشر مجموعة من التقارير في وسائل الإعلام تشير لقيام الجيش التركي تنفيذاً لأوامر من الحكومة بإعداد خطط طوارئ للدخول إلى سوريا، وإقامة منطقة عازلة على طول الحدود التركية بطول 100 كم، وبعرض ما بين 10 إلى 15 كم.وتضمنت تلك التقارير لقاءات مع مسؤولين أتراك ادعوا بأن تلك الخطط لن تلبي متطلبات تركيا الأمنية، بل ستؤمن ملاذاً آمناً للاجئين السوريين الذين يواصلون التدفق نحو تركيا، كما قال أولئك المسؤولين بأنها ستمكن تركيا من المشاركة بفعالية أكبر في القتال ضد داعش، في تكذيب لادعاءات وسائل إعلام غربية بأن أنقره تقدم المساعدة لذلك التنظيم.وبرأي الموقع، وعند الاستماع لتصريحات أردوغان، يدرك عدد من المراقبين بأن الهدف الرئيسي من هذا التدخل هو منع الأكراد السوريين من إقامة منطقة معادية لتركيا في الشمال السوري. فإن المنطقة العازلة التركية ستقع بين مدينة كوباني( عين العرب) وجرابلس في غربها، والتي ينوي الأكراد استعادتها من داعش.وبالرغم من معارضته لقيام أي كيان تركي على طول الحدود مع تركيا، ويقال بأن الجيش التركي يخشى من أن تجره الحكومة لخوض مغامرة عسكرية في سوريا.ومن جانبه عبر السفير المتقاعد أوميت بامير، وهو أيضاً عضو منتدى العلاقات الدولية، عن اعتقاده بأن الدخول إلى سوريا دون موافقة الأمم المتحدة، أو موافقة ائتلاف قوي من الدول، أمر محفوف بالمخاطر، ولكنه رأى بأنه يمكن إقناع موسكو وطهران بمزايا مثل تلك العملية إن كانت ستفضي لمحاربة داعش. ولكن ذلك يتطلب أن تضع أنقرة قضية محاربة داعش في أولى أولوياتها، وهو الشيء الذي لم تفعله حتى تاريخه.وقال بامير لألمونيتور” يتوجب على تركيا أن تنسق مع الائتلاف الدولي، وإلا فإن خطتها بإقامة منطقة عازلة مع سوريا ستأتي بنتائج خطيرة”.ومن جانب آخر، يبدو بأن واشنطن غير متحمسة للخطوة التركية التي تعتقد بأنها ستكون معادية للأكراد. وعندما سئل حول المنطقة العازلة التي تنوي تركيا إقامتها في الداخل السوري، قال مارك تونر، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، لصحفيين في ٢٩ يونيو (حزيران)، بأن موقف واشنطن لم يتغير.
سوريا مباشر