تحدي داعش .. شباب سوريون ينتجون “إصدارا مرئيا” ضد الموت
هنادي الخطيب : يحمل تعبير “الإصدار المرئي” لمن يسمع بصدور جديده ردة فعل سريعة، يمكن اختصارها بـ”الرعب”، وتنظيم “داعش” الذي امتهن الإصدارات المرئية المرعبة عليه أن يعيد حساباته قليلاً، بعد أن تجرأ أحدهم وكتب “الإصدار المرئي”.
الإصدار المرئي الجديد يحمل حياة بدلاً عن الدم، وابتسامة بدلاً من نظرة الرعب في عيون من ينتظر موته في إصدارات داعش، ويعج بالألوان بدلاً عن اللونين البرتقالي والأسود اللذين باتا نذير شؤم، لدرجة يتمنى المرء أن يختفي هذان اللونان من الحياة.
شباب سوريون يردون على العالم و”داعش” في وقت واحد، يطرحون سؤالاً صغيراً، ماذا لو لفتنا نظركم بإصدار مرئي يحمل بصمة أطفال وشباب سوريون، هل يمكن أن تنتبهوا لأطفال سوريا الذين يموتون ويتشردون ويتيتمون؟ هل ما يحدث لأطفال سوريا لا يلفت النظر؟ ربما فيلم داعشي سيلفت النظر، سؤال شرعي يحتاج لإجابة لكل من تجاهل أولئك الأطفال وترك مستقبلهم للمجهول.
فريق_ملهم_التطوعي” يصور ويخرج إصداراً مرئياً يشعر المتفرج للوهلة الأولى أن توقيع داعش موجود على الفيلم القصير، فنرى 12 شاباً يسوقون 12 طفلاً وطفلة، لا تقترب الكاميرا من وجوههم، فيتوقع المشاهد أن الوحشية والخوف هما الملمحان الرئيسيان اللذان من المفروض أن يسيطرا على وجوه الشاب والطفل..
إخراج احترافي هو ما عمل عليه فريق_ملهم_التطوعي”، وفكرة غير مسبوقة، لأن نهاية الفيلم لا تشبه بدايته، ورغم أنهم حاولوا جاهدين أن يعطوا إيحاء بالقسوة، وقبل أن يحبس الإنسان أنفاسه، وبصحبة موسيقى تثير الأعصاب، ورؤوس أطفال مطأطأة إلى الأرض، يكسر الشباب الرهبة، بتنفيذ الحكم على الأطفال.
ألوان تنتشر في الصحراء، أطفال يتحولون من ضحايا إلى أبطال، والثياب المهلهلة يتم استبدالها بأخرى ملونة، وأما الشباب “الجناة” فإنهم وخلال لحظات يتحولون لأطفال يقفزون ويحملون الأطفال الحقيقيين ويتضاحكون.
لا أقوى من سلاح الحياة لهزيمة الموت، “فريق_ملهم_التطوعي يتقدم بخطوات على العالم، ويوصل رسالته “نحن أطفال سوريا، نموت كل يوم، لا تنسونا”، والإصدار المرئي الذي حمل عنوان “على أمل أن يلفتوا نظركم” يستحق أن يلفت نظر العالم لأطفال سوريا.
وأطلق الفريق عبر إصداره الجديد حملة #بسمة_أمل5 لتأمين ملابس العيد والعيديات للأطفال في سوريا ودول اللجوء… يذكر أن فريق_ملهم_التطوعي” يضم أكثر من 80 متطوعاً حول العالم معظمهم في الأردن وتركيا ولبنان والداخل السوري.
العربية نت