تقدم المعارضة السورية والمتغيرات الإقليمية
تطابقت قراءة ضيفي حلقة (29/7/2015) من برنامج “ما وراء الخبر” لآخر تطورات المشهد السوري، وبالتحديد ما يتعلق بتقدم قوات المعارضة السورية المسلحة في الشمال وارتباط ذلك بحسابات إقليمية ودولية.
فقد أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي السوري عبد الناصر العايد مستندا إلى معطيات ومراكز صنع قرار أن التقدم العسكري للمعارضة المسلحة نحو الساحل السوري جاء بضوء أخضر- إن صح التعبير- من الجهات الداعمة للثورة السورية ومن قوى إقليمية.
لكن المتحدث أوضح أن تقدم المعارضة المسلحة والانتصارات التي حققتها على عدة جبهات يعود لتوحدها، ولعامل الخبرة والاحترافية التي اكتسبها الثوار منذ دخولهم في معركة مع النظام، في مقابل ما عده ضعف وخلخلة بنيوية هذا النظام.
وحسب القائد بجيش الفتح التابع للمعارضة السورية أبو عبيدة، فإن الثوار يخوضون معاركهم ضد قوات النظام بهدف إسقاط هذا النظام ورئيسه بشار الأسد.
وذهب الباحث في العلاقات الدولية الدكتور علي مراد في نفس المنحى بقوله إن هناك “إعادة تموضع لخريطة الشطرنج السورية”، بمعنى أن تقدم المعارضة المسلحة يأتي ضمن خطة إقليمية دولية، وذكر في السياق دخول تركيا في مواجهة عسكرية مع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بهدف خلق منطقة آمنة والسماح للمعارضة بالتقدم في مناطق محصنة.
تجدر الإشارة إلى أن أنقرة تقوم بالتنسيق مع واشنطن من أجل طرد مسلحي تنظيم الدولة من المناطق الحدودية شمالي سوريا.
وقال مراد إن هدف الضربات الجوية التركية هو منع النظام من السيطرة على المناطق التي يخليها تنظيم الدولة ومنع هذا الأخير أيضا من السيطرة على المناطق التي يخليها النظام، وتسليم تلك المناطق للمعارضة السورية المسلحة بعد الاتفاق مع الأميركيين.
وحذر المعارضة من الذهاب في معارك ليست مفيدة على المدى القصير، مشيرا إلى أنه لا المعارضة ولا النظام ولا تنظيم الدولة بإمكانهم حسم المعركة في سوريا، لأن موازين القوى قد تحسم باتجاه حل سياسي للأزمة السورية.
عقبات
وتحدث الباحث في العلاقات الدولية عما عدها عقبات أمام القوى الدولية، منها اعتبار الولايات المتحدة جبهة النصرة منظمة إرهابية وسعيها إلى إضعافها بقصف مقراتها، وذلك في محاولة لإبعادها عن المشهد السوري في مرحلة ما بعد الأسد.
من جهته، رأى الخبير العسكري والاستراتيجي أن القصف الذي يستهدف النصرة والحركات التي لا ترضى عنها الولايات المتحدة سيزيد من شعبية هذه التنظيمات واستقطابها للمجندين، وقال إن واشنطن تمارس سياسة تميزية مع فصائل المعارضة السورية، لخوفها من سيطرة بعضها مثل جبهة النصرة على الحكم الجديد في سوريا.
ويذكر أن قوات المعارضة السورية حققت في المدة الأخيرة انتصارات في ريف إدلب وسهل الغاب لتسيطر على عدة مواقع للنظام بريف حماة الغربي.
وتعد منطقة سهل الغاب -الواقعة شمال غربي محافظة حماة- واحدة من أهم المناطق الاستراتيجية في البلاد، حيث تشكل بوابة للساحل السوري الذي ينحدر منه رئيس النظام ومعظم أركان حكمه، وهي خط تماس بين القرى ذات الأغلبية السنية التي تسيطر عليها المعارضة، والقرى ذات الأغلبية العلوية الموالية للنظام.