صحفية مجرية.. من ناقلة معاناة إلى صانعة مأساة
بسرعة هائلة شقت المصورة المجرية بترا لازلو طريقها إلى الشهرة، ولكن ليس بصورها الرائعة التي تنقل مآسي الناس وآهاتهم فتحولها إلى مادة للتعاطف الإنساني، وليس بتقاريرها ذات اللغة الرصينة والشيقة، بل بركلاتها لأطفال لا حول لهم ولا قوة ولاجئين ألقت بهم الأقدار إلى بلدها فحبسوا فيه دون إرادة منهم.
كانت لازلو توزع ركلاتها يمنة ويسرة وتوقع اللاجئين أرضا أثناء محاولتهم الفرار من طوق أمني في روزكي في جنوبي المجر.
وظهرت لازلو في أحد المشاهد وهي تعرقل بقدمها رجلا يحمل طفلا ويركض به محاولا الفرار من أيدي شرطي، فأوقعت الرجل والطفل أرضا، وظهرت في آخر وهي تركل طفلا آخر.
وقال شهود عيان إن الصحفية المصورة كانت تستخدم ألفاظا مسيئة بحق اللاجئين أثناء تصويرهم وركلهم.
أثارت المشاهد غضبا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، وصبّ عليها مغردون جام غضبهم من سب وشتم.
لم تتحمل قناتها “أن 1 تي في” الخاصة -رغم قربها من حزب جوبيك اليميني المتطرف- المشاهد التي وجدتها في كاميرا مصورتها، فأصدرت قرارا بفصلها على الفور أمس.
وفي بيان أصدره رئيس تحرير القناة سابولكس كيسبيرك قال إن “إحدى الزميلات في أن.1.تي.في تصرفت اليوم بطريقة غير مقبولة في نقطة التجمع في روزكي”.
وأضاف أنه “تم إنهاء عقد عمل المصورة وذلك اعتبارا من اليوم، ونحن نعتبر القضية منتهية”.
وحاول مئات اللاجئين أمس الثلاثاء اختراق طوق أمني فرضته الشرطة المجرية قرب الحدود مع صربيا، في وقت استخدمت الشرطة رذاذ الفلفل لمنع اللاجئين من الخروج من المخيم الذي احتجزوا فيه.
وأشعلت مشاهد لاجئ -وهو يجري حاملا معه ابنه قبل أن توقعه الصحفية فيرتمي أرضا مع ابنه- موقع تويتر، وكتب مغرد أن “حقوق الإنسان ليست شعارات ينادى بها في المحافل بل ممارسات تظهر على أرض الواقع”.
وقال آخرون إن سلوك المصورة نتاج تربية عنصرية سيئة، وجزم آخرون بأنه سلوك “أبعد ما يكون عن الصحافة”، وغرد آخر اسمه فيصل الحارثي قائلا “حسبي الله عليها، اللهم ارحم ضعفهم وأهلك من شردهم من ديارهم”.
محمد غلام- الجزيرة نت