الاعتداء على بطلة الفيلم الممنوع “الزين اللي فيك” عن الدعارة في المغرب
ااعلنت الممثلة المغربية لبنى أبيدار، بطلة فيلم “الزين اللي فيك” للمخرج نبيل عيوش، إنها تعرضت ليل الخميس الجمعة لاعتداء جسدي في الدار البيضاء. ويتناول الفيلم قضية الدعارة في المغرب حيث منع بعد جدل واسع.
وأدلت أبيدار في الفيديو الذي تقاسمته بتصريحات خطيرة وقاسية: “تعرضت لاعتداء فلا طبيب ولا مصحة ولا محافظ شرطة قبل استقبالي”. وذكرت الممثلة بالتحديد “ولاية الأمن الكبرى بالدار البيضاء” حيث توجهت “ليلا” مؤكدة: “ضحكوا مني وقالوا: أخيرا ضربت أبيدار”.
ولعبت الممثلة دور البطولة في فيلم”الزين اللي فيك” للمخرج نبيل عيوش والذي لم يخمد بعد الجدل الذي أثاره في المغرب منذ أن عرض لأول مرة نهاية مايو ضمن قسم “أسبوعي المخرجين” على هامش مهرجان كان لتناوله موضوع الدعارة في المملكة التي منعت عرضه.
“عاهرات” مراكش من المدينة القديمة إلى مهرجان كان
وفي أغسطس، فازت لبنى أبيدار بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان “أنغوليم” للفيلم الفرانكوفوني (جنوب غرب فرنسا)، وقالت عند تسلمها الجائزة والدموع تنهمر من عينيها: “لم أجرؤ حتى على الحلم بذلك”. وفي مهرجان كان صرحت البطلة إبان عرض الفيلم: “أعرف أنني سأواجه العديد من المشاكل في بلادي لأنني عربية ومسلمة لكني لست نادمة على أي شيء وأنا فخورة بأنني عملت مع نبيل الذي يفتح الباب لكل هؤلاء النساء لأنهن في كل مكان ولا أحد يريد رؤيتهن!”
“كل هذا من أجل فيلم لم تشاهدوه”
لم تخطئ أبيدار إذ سرعان ما اتخذ الصخب الإعلامي والسياسي الذي فجره الفيلم منحى مأساويا. ففي وقت سابق، أكدت الممثلة أنها تلقت رسائل حقد وتهديدات بالقتل. كما تعرض أحد الممثلين الآخرين في الفيلم للاعتداء بالسكين في بداية الصيف، الذي تقمص دور أحد الزبائن السعوديين الذين يتعاطون الجنس مع بائعات الهوى في مراكش. وكانت السلطات المغربية قد منعت الفيلم لأنه “يتضمن إساءة أخلاقية جسيمة للقيم وللمرأة المغربية ومس صريح بصورة المغرب”.
منع فيلم “الزين اللي فيك”.. رقابة أم دفاع عن قيم مجتمع؟
وإن كان الفيلم أثار جدلا واسعا في المغرب، إلا أنه سمح أيضا بإطلاق نقاش حول ظاهرة الدعارة، فتناول عمل عيوش مختلف أشكال التهميش وألقى الضوء على أبعاد هذا الوسط مشيرا بأصبع الاتهام إلى المجتمع الجائر والعائلة البائسة والأمن المتخاذل.
ومن سخرية الأقدار وبطشها، أن البطلة تتعرض في الفيلم للاعتداء الجنسي داخل مركز الشرطة الذي تحصنت فيه. فإن ثبتت أقوال أبيدار التي أدلت بها الجمعة، تتقلص أكثر المسافة التي تفصل الخيال عن الواقع. وبشأن الاعتداء، تضيف الممثلة في الفيديو الذي نشرته هذا الصباح ، ودموع الألم والقهر تسيل من عينيها: “كل هذا من أجل فيلم لم تشاهدوه. لم تشاهدوا منه سوى ما أرادوا أن تشاهدوه على الإنترنت”. وكانت مقاطع من الفيلم مسربة على الإنترنت عقب انطلاق الجدل في المغرب.
وتواترت صباح اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي تعليقات تضامن مع الممثلة واستنكار لما حصل لها، نذكر منها “بأي حق يتم الاعتداء على مواطنة مغربية ولا يستقبلها لا أمن ولا مصحة!!” إضافة إلى دعوات لعدم السكوت عن هذه المسألة “المرجو منك أن لاتتنازلي عن حقك كمواطنة مغربية وأن ترفعي شكوى إلى السيد الوكيل العام بالدار البيضاء ليبت فيها وأن تقومي بتدوين كل المعطيات الجديدة في قضيتك لأن ما قام به الطبيب أو الأمن شيء خطير يعني أنهم يستقبلون من أرادوا ويرفضون من أرادوا، هذا يتنافى مع أخلاقيات المهنة”.
أما بشأن تعامل الأمن مع قضيتها، أثارت التعليقات من جديد مسألة “تغطية الشمس بالغربال” في المجتمعات المحافظة “ولكن كيف عرفوك؟ إذا، كلهم تفرجوا في الفيلم . النفاق وتاحرميات وتجراهميت” (الكلمتين الأخيرتين من العامية المغربية وبمعنى النفاق). شدة هذا التحريم والتابوهات بانت في تعليقات أخرى تشتم الممثلة وتعتبر الاعتداء “جزاء فسادها”.
ومن تونس كتب رواد “فيس بوك”: “تعالي إلينا سريعا سنعالجك ونأويك”، وستكون تونس أول بلد عربي تعرض “الزين اللي فيك” ضمن فعاليات “أيام قرطاج السينمائية” التي تقام من 21 إلى 28 نوفمبر الجاري، وستحل لبنى أبيدار ضيفة على المهرجان.
وكالات