اطمأنت روسيا لمصالحها وغادرت سوريا بعد إتصال هاتفي
لم يسجل التاريخ انسحاب قوات دولة تساند طرفا عبر اتصال هاتفي !! . لكن حصل ذلك حين أبلغ الرئيس الروسي بشار أسد قرار انسحابه عبر اتصال هاتفي . الخبر تناقلته وسائل الإعلام كنكتة ساخرة تضاف الى سجل الطاغية بشار أسد .
حسب المعطيات ، ربما تحصلت روسيا على اشارة من قوى لها ثقلها بشكل فاعل بالمنطقة لسحب قواتها في خطوة استباقية ، كي تتجنب عواقب فشل المفاوضات الذي سيعقبه تدخلا عسكريا .كذلك توحي هذه الخطوة بأن روسيا ربما ستشارك ضمن قوات التحالف الدولي في أكذوبة الحرب على داعش والارهاب .
ربما لا هذا ولا ذلك ، والسبب يعود لحصول روسيا على عقود تصدير الغاز وأيضا استفادت من تثبيت قاعدة دائمة لها وتمركز عسكري في الساحل السوري . وذلك يلزم سوريا المتابعة بهذه الصفقة حتى بعد مغادرة القوات الروسية ، التي دخلت اصلا للمساعدة بضرب المعارضة السورية ليس لضرب داعش كما عنوان حملتها ، وقد ساهم القصف الروسي بقتل 1800 مواطن خلال شهور خمسة ، وشردت سكان المدن والبلدات السورية ودفعت بأكثر من مليوني مواطن لبلدان اللجوء ، هذه القضايا مجتمعة ساهمت بإستعادة بعض المناطق لصالح النظام السوري ، في خطوة تطيل عمره لغاية 18 شهرا اضافية ، وهي الفترة التي حددها اتفاق جنيف للإنتقال السياسي والذي بدأ أولى جولاته اليوم .
أحمد سليمان www.opl-now.org
( أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الرئيس السوري بشار أسد قرار انسحاب قواته من سوريا عبر الهاتف . هذا و تمنى له حلا سياسيا عبر مفاوضات جنيف .)
رحبت المعارضة السورية بالإعلان الروسي، وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط إنه إذا كانت هناك “جدية” في تنفيذ الانسحاب فسيعطي ذلك دفعة إيجابية للمحادثات.
وأكد المسلط أن الإعلان الروسي بالانسحاب سيشكل عنصرا أساسيا للضغط على النظام، وستتغير الأمور كثيرا نتيجة لذلك، “لأن القوات الروسية هي التي أنقذت النظام من السقوط”، كما أشارت المعارضة إلى أنها تريد التحقق من تنفيذ قرار الانسحاب الروسي على الأرض.
وجاء الإعلان عن هذه الخطوة في اليوم الذي استؤنفت فيه محادثات ترعاها الأمم المتحدة في جنيف بين أطراف الصراع في سوريا.
وفي سياق ذلك، طلب الرئيس الروسي من وزارة الخارجية الروسية تكثيف دور روسيا في الوساطة من أجل التوصل لاتفاق سلام في سوريا، كما أكد سفير روسيا بالأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن الانسحاب العسكري الروسي من سوريا سيساعد في تسوية سياسية للنزاع.
من جهة أخرى، أكد مسؤولون أميركيون لرويترز أنه لم يردهم أي إخطار من موسكو بسحب الجزء الرئيسي من قواتها بسوريا، وعبروا عن دهشتهم بالقرار المفاجئ، وأن واشنطن لا ترى بعد أي مؤشر على استعدادات لذلك الانسحاب.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال اليوم الاثنين إنه أصدر تعليمات لقواته المسلحة للبدء في سحب الجزء الرئيسي من القوات بداية من غد الثلاثاء، مؤكدا أن ما سماه العمل الفعال للجيش هيأ الظروف لبدء عملية السلام.
وأضاف أن المهمة التي وضعت أمام وزارة الدفاع والقوات المسلحة الروسية حققت أهدافها في المجمل، و”تمكنت القوات المسلحة السورية والقوات الوطنية السورية بمشاركة الجيش الروسي من تحقيق تحول جذري في الحرب ضد الإرهاب الدولي، وملكت زمام المبادرة في جميع النواحي تقريبا”.
وأشار بوتين إلى أن موسكو ستحتفظ بوجود عسكري في ميناء طرطوس وفي قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية بسوريا .
المصدر : نشطاء الرأي + الجزيرة + وكالات