إستنكار أممي لم يوقف إستهداف حلب وتحذيرات من هجوم إرهابي مماثل في الرقة والدير
خلت تصريحات المسؤوليين الفاعلين بالمحافل الدولية ، من أية إشارة تلجم الهجوم الإرهابي الذي تقوده روسيا وإيران وبشار أسد ومليشيات تابعة . هذا و قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين، اليوم الجمعة، إن تصاعد وتيرة العنف في سوريا حيث تهاوى اتفاق هدنة هش وانهارت محادثات السلام قد يؤدي إلى مستويات جديدة من الرعب وإن كل الأطراف أبدت “استخفافاً شنيعاً” بحياة المدنيين.
كما ندد ستيفن أوبراين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالقصف الذي تعرضت له مستشفيات ومنشآت صحية في سوريا، وقال في كلمة له أمام مجلس الأمن إن على جميع الأطراف المحلية والدولية العمل على استمرار تثبيت وقف الأعمال القتالية في سوريا.
وفي السياق نفسه، ندد البيت الأبيض بشدة بالقصف الجوي الذي استهدف مستشفى تابعا لمنظمة أطباء بلا حدود في حلب، وقال إن الغارة تشكل انتهاكا لاتفاق وقف العمليات العدائية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن تصرفات نظام الأسد تتسبب في مزيد من الضغوط على الاتفاق المذكور، ويعتبر البيت الأبيض الحل في دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى استخدام نفوذه لدى نظام الأسد لوقف انتهاكه لاتفاق وقف العمليات العدائية.
و قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن تصعيد العنف في سوريا في الأيام الماضية مقلق للغاية، وأضاف أن معاناة الشعب السوري كبيرة وربما هذا يطرح أسئلة لأميركا وروسيا لإعادة الاجتماع للضغط على الأطراف العديدة من أجل وقف العنف.
من جهته، قال رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني السوري هيثم المالح إن القوات الروسية -ومنذ احتلالها الأراضي السورية- تقصف كل المناطق والمدن بما فيها المستشفيات والمدارس والمساجد، وأضاف في مقابلة سابقة مع الجزيرة أن موسكو أتت لإنهاء الثورة وليس تنفيذ أي اتفاقيات دولية.
وجاءت هذه الإدانات في وقت لا تغيب فيه الطائرات الروسية وطائرات النظام السوري عن سماء حلب، تحصد قنابلها وصواريخها في إثر كل غارة المزيد من أرواح السوريين المدنيين.
ورغم كل هذه الخسائر الكبيرة في الأرواح والدمار الواسع يرى المبعوث الأممي لسوريا ستفان دي ميستورا أن الهدنة في سوريا لا تزال معلقة بخيط رفيع، ولأجل الحفاظ على هذا الخيط دعا موسكو وواشنطن إلى استخدام نفوذهما لوقف الأعمال القتالية على الأراضي السورية.
كما هو معروف ان الهيئة العليا للمفاوضات في الـ18 من نيسان/أبريل الحالي قررت تأجيل مشاركتها في محادثات جنيف، بسبب عدم وجود تقدم في المسار الإنساني، وتعرض الهدنة لخروقات، وعدم إحراز تقدم في ملف المعتقلين.
وكان دي ميستورا قال إن على الولايات المتحدة وروسيا أن تعقدا اجتماعا وزاريا للقوى الكبرى والإقليمية التي تشكل المجموعة الدولية لدعم سوريا، وأضاف في مؤتمر صحفي عقب إفادته لمجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية أن اتفاق وقف العمليات القتالية المعلن منذ الـ27 من فبراير/شباط الماضي ما زال قائما، لكنه في خطر كبير، وقد ينهار في أي وقت.
يشار إلى أن المبعوث الأممي أكد في إفادته لمجلس الأمن الأربعاء الماضي أن ثمة قواسم مشتركة بين الحكومة السورية والمعارضة “لكن الخلافات أكبر”، وأعرب عن أمله في عقد الجولة القادمة من المحادثات السورية في مايو/أيار المقبل، مشددا في الوقت نفسه على أن الأمر سيتطلب أولا خفض وتيرة القتال.
في سياق إتتقادي حذَّر أحمد سليمان الصحافي والكاتب ، عبر نشطاء الرأي بالإستناد إلى مراقبون : من استمرار العنف الوحشي الذي ينتهجانه النظام وروسيا عبر القصف الجوي بمؤازاة ميدانية متفاوتة لمجموعات إرهابية كردية وأخرى طائفية تابعة للنظام وإيران . في إشارة الى تخطى هذا التصعيد المبرمج مدينة حلب لتشمل كل من دير الزور والرقة . و تابع سليمان قوله : إن اكذوبة محاربة داعش تكشفت ، ذلك إن المساعي الواضحة ليست سوى تعزيز سيادة إرهابية تحقق أدوار محددة للنظام المجرم ، مؤكدا ، إن التصريحات الأممية ليست فاعلة وغير ملزمة ، ولم تحقق أية نتائج لحماية المدنيين ، بل بدت وكأنها متخصصة بإرغام المعارضة السورية للإمتثال بما يتناسب مع الداعمين الفعليين للإرهاب المحلي و الدولي .
المصدر نشطاء الرأي + وكالات