انتشار ظاهرة المنتديات او الملتقيات الثقافية في تسعينيات القرن الماضي كان له تأثير واضح ونتج عنه وعي مدني ديمقراطي بين السوريين . لم تستمر تلك التشكيلات لأنها كانت كما انها تجمعا او متنفسا لطموحات اليساريين ، هذا ما كنت ادعمه شخصيا ،صحبة رفاق وأصدقاء قدماء ، لكن سرعان ما تم استهداف الجميع ، بالتالي تشتيتنا بقوة من قبل اجهزة النظام الاستخباراتي السوري .
لكن يقينا ان البذرة تلك ، انبتت ما وجدناه فيما بعد بإرهاصات المطالبة لتحرير المجتمع من قوانين التأخر وسطوة الاستبداد ،
نحن اليوم بأمكنة افتراضية ، بوسع أي كان اعلان عشرات الصفحات ، لكن السؤال الأهم ، كم ستكون نسبة التفاعل ، و هل سترقى البرامج الى مستوى الطموح ؟!
فاليوم الفكرة الأساس ، مواجهة قيم الزيف التي ينتجها نظام يقتل السوريين ويعلن ذلك عبر بث مباشر بوسائل دموية محرمة ، لا بل احيانا بترخيص دولي .
النظام نفسه الذي تحول الى شركة متنفذة لدول وجماعات ارهابية متماشية مع لعبة الجهاد الداعشي بغطاء ديني او قومي استخبارتي مأجور ، هذا النموذج المصنوع بشكل وحشي اوقع السوريين بمستقع الدماء .
يؤسفني القول ، ان الطريق غير سالكة لإنتاج حالة ثقافية فكرية تنتج وعيا سياسيا حديثا في مشهد مشتت غير متناغم ، لكن في الوقت عينه ، سيكون متاحا بشكل أفضل اذا كان على شاكلة مبادرة غير مناطقية ، انما على المستوى الوطني السوري الديمقراطي .
أحمد سليمان www.opl-now.org
Opinion activists

المزيد من المواضيع
توم باراك بين بغداد ودمشق… هندسة صراع أم صفقة سلام؟
إسرائيل تتوغل مرارًا في الأراضي السورية وتستهدف المدنيين
إقالة مُلتبسة… شخصنة القرار وسوء الإدارة في اتحاد الكتّاب