إلى إيفلين فاركاس .. تمثيلية المفاوضات والإرهاب وداعش والفدرالية لعبتكم
منذ ما يزيد عن أعوام خمسة نلاحظ الدفع بإتجاه تشويه صورة الثورة والتي بدأت من شمال البلاد الى جنوبها ، رافضة استمرار بشار أسد وحاشيته في الحكم ، ليستقر الحال بالسوريين الذين لم يعد بأيديهم لا مصيرهم ولا مصير البلاد .
كان ذلك نتيجة لتداخلات الحالة السورية عبر سياسيي المنطقة والعالم ، تحول عنوان اسقاط السفاح بشار أسد الى عنوان فرعي تمت عنونته امريكياً ( مكافحة الإرهاب ) وتبنته كل من روسيا وإيران ، بدورهما يمارسان المجازر اليومية والتلاعب بمصير البلاد .هكذا ، وبكل قذارة متعمدة بات العنوان ” الإرهاب ” بمعنى أدق اختراع التطرف و من قبل الفاعلين الدوليين ، واقتراح محاربته ايضا عبر الأروقة الدولية ؟!
الوقائع تؤكد ، استهداف كل المعارضة وإستثناء داعش ، كون وظيفة هذا الأخير محاربة المعارضة على الأرض ، واحتلال نقاط استراتيجة وجعلها آمنة ، بهدف فتح الطريق أمام قوت النظام ، بعد تمثيلية اشتباكات قصيرة معه ، أي كالعادة . بنفس العقلية الداعشية لاحظ هذا التكتيك بما تمارسه وحدات الحماية الكردية في كل من القامشلي وعفرين وما سوف نلاحظه في المستقبل .
.لتوي قرأت تصريحات إيفلين فاركاس النائب السابق في وزارة الدفاع ، والتي تبين عمق المأزق الذي تم احداثه عمدا وقد طال عموم السوريين تحت مسمى الحرب على الإرهاب ، وهي تؤكد ان الحرب برمتها دفاع ” عن الأسد ” التصريح يلقي الإتهام المباشر الى روسيا ، لكن السيدة ايفيلين لم تشر الى بريطانيا ولم تشر الى قيادة اوباما بدورهما اعطيا تويكلا حصريا لروسيا كي تدير حربا بالوكالة عنهما في سوريا
فلو كانتا بريطانيا وامريكا جادتين بمساعيهما من أجل انهاء المأساة السورية ، لفعتلا ذلك منذ البداية ، فهم بوسعهم سحب شركة داعش للتجارة الجهادية التابعة لهم .
لكنهم كما نلاحظ ، انهم يدفعون بإتجاه توسيع المقتلة اليومية في سوريا ، عبر جناح داعشي آخر يقوده صالح مسلم دعي حماية الديمقراطية ، هذا الأخير هو وعصاباته متهمان بإرتكاب مجازر حرب بغطاء وتنسيق مع عصابات يقودها المجرم المؤسس للمجازر بشار أسد .
كان بوسع السياسيين الذين يسعون لإعادة تفكيك المنطقة عبر حروب متفرقة الأهداف تأخذ طابعها العام الديمقراطية والسلام ، لكن في جوهرها فتن تضرب المكونات السورية ببعضها . تجلى ذلك بإختراع ” داعش ” بموازاة الدفع للعصابات الطائفية القادمة من البوابة الإيرانية ، الى جانب توريط الأكراد بالدم السوري ما يجعل ذلك السلام مستحيلا .
ان خلط هذع الاوراق ، وإسناد الدور الواسع خذب PYD المدعوم من الأسد ، والسير بإتجاه احتكار البلاد من قبل حاكميات متفرقة يتم اداراتها عبر اجهزة مخابرات دولية . بالتالي ، يبدو للعيان ، ان المساعي تذهب الى تدمير كل البلاد تحت مسمى الحرب على داعش الذي تم اختراعه وبرمجة سياساته وتهيئة سيطرته على نقاط جغرافية محددة ، بموازاة دعم ما يطلق عليهم بالبنادق المأجورة ، أي حزب أوجلان الكردي ، القادم من ديار بكر الى الشمال السوري لإستخدام المناطق التي يسيطرون عليها كقاعدة عسكرية عنوانها ” فدراليات كردية ” أما أهدافها تفكيك البلاد واستخدامها لضرب أهداف وفق مصالح تحددها سياسات لا تخص السوريين او الأكراد . بل سيكونون مجرد حطب لإشعال المزيد من المحارق برعاية أجهزة مخابرات عربية ودولية .
أحمد سليمان www.opl-now.org
تصريحات إيفلين فاركاس: إنهم يدافعون عن الأسد :
وفقا لما نقلته شبكة CNN الأمريكية من تصريحات إيفلين فاركاس النائب السابق لمساعد وزير الدفاع الأمريكي حيث تقول : “لا تدعوا الروس يخدعوكم والعالم بخطاباتهم حول الإرهاب، إنهم لا يحاربون الإرهاب، إنهم يدافعون عن الأسد”
“القتال سيستمر للأسف، ولذلك أعتقد، أكره الدعوة لمزيد من القتال، ولكن نحن بحاجة إلى وضع مزيد من الضغط العسكري على الروس والأسد ، وبدون ذلك، لن يقدموا تنازلات، ما لم نأتي بشيء ذكي، مثل فرض مزيد من العقوبات التي ننفذها”.
“أشعر أن المحادثات مجرد تمثيلية؛ نحن لا نعمل بجهد كاف، ولم نستخدم النفوذ الكافي لتحفيز روسيا ونظام الأسد على تقديم تنازلات”.
“الروس، يستخدمون نفس الأسس التي استخدمها الرئىس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش في البوسنة”، في إشارة إلى “استراتيجية اكتساب الأراضي عسكرياً لاستخدامها لاحقاً كقوة تفاوضية”.
“إنهم فعلوا ذلك في البوسنة، ميلوسيفيتش فعل ذلك، والروس يفعلون ذلك مع السوريين الآن في سوريا.”