مسببات اصطدام النظام السوري والأكراد في الحسكة ؟
قال الكاتب الصحفي السوري أحمد كامل إن حزب الاتحاد الديمقراطي على وشك السيطرة على شمال سورياكله، من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق، بما فيها مناطق الغالبية العربية والتركمانية والآشورية.
وعلى ضوء الاشتباكات الجارية في الحسكة بين النظام السوري والقوات الكردية فإن المسرحية – كما يرى كامل- قد انتهت، فالنظام يريد القول إنه لم يسلم شمال البلاد، والأكراد يريدون القول إنهم انتزعوا الأرض انتزاعا.
ومضى يقول في برنامج “حديث الثورة” إن ثمة تسميات تناهز العشر كلها واحدة، فحزب العمال الكردي في تركيا هو الأصل، وفرعه السوري هو الاتحاد الديمقراطي، الذي هو نفسه الإدارة الذاتية وهو ذاته وحدات حماية الشعب الكردية ووحدات حماية المرأة وهو ذاته قوات سوريا الديمقراطية.
وخلص إلى أن فصلا من المسرحية يقضي بضم بعض العرب ليقال إنها قوات سورية ديمقراطية، والحقيقة أنه لا علاقة لها بسوريا ولا بالديمقراطية، إنما قرارها لدى حزب العمال الكردستاني في تركيا.
ومن القامشلي قال ريزان كلّو مسؤول الدفاع في هيئة الإدارة الذاتية لمناطق سيطرة الوحدات الكردية إن قوات الحماية الكردية حررت محافظة الحسكة “من جبهة النصرة” ومؤخرا من تنظيم الدولة “وتم تسليم المناطق إلى المكون العربي” ولكن النظام حاول عبر “مرتزقته” الرجوع للمنطقة.
وقال ريزان كلّو “قواتنا ستحارب النظام ردا على هجماته البربرية ضد المواطنين العزل”، لافتا إلى أن الأكراد اختاروا الطريق الثالث بين طرفي الصراع دعما لسوريا ديمقراطية للجميع، لكن النظام بهجومه الأخير قطع الطريق على جميع الحلول.
وأضاف “قواتنا منذ ثلاث سنوات تحارب الإرهاب والنظام، ويتلخص مشروعها في مستقبل سوري فدرالي لكل مكونات الشعب”.
وانتهى إلى القول إن روج آفا (غرب كردستان) مفتوحة للكل وليست لتقسيم سوريا. أما تغيير أسماء المدن والقرى إلى الكردية فقال إنها ليست إلا إعادة الأسماء إلى طبيعتها قبل حملة التعريب التي نفذها النظام.
من ناحيته قال الناشط السياسي السوري هيثم سباهي إن التفاهمات في الحسكة بين قوات الجيش السوري وقوات الحماية الكردية قضت بأن تتولى الأولى حماية المؤسسات، والثانية حماية المحافظة من تنظيم الدولة و”المجموعات الإرهابية”.
وواصل القول إن أي فصيل يحاول تغيير هذه التفاهمات أو تغيير أي تموضع ستقوم القوات السورية بالرد اللازم عليه، مؤكدا أن “الإخوة الأكراد مكون من الجمهورية العربية السورية ولا يريدون تقسيما”، وأن أي مجموعة انفصالية صغيرة تحلم بالانفصال “سنقاتلها وستقاتلها معنا” غالبية الأكراد.
في القسم الثاني من الحلقة نوقش استهداف النظام السوري المشافي والمراكز الصحية، حيث وثق استهداف أربعة وعشرين مشفى ومركزا طبيا في أعلى معدل يسجل خلال العام الحالي. ومن ذلك تعرض داريا في ريف دمشق لقصف ببراميل متفجرة أدى إلى تدمير المستشفى الميداني في المدينة بالكامل.
وقال الطبيب بالمستشفى الميداني في داريا ضياء الأحمر إن المستشفى الذي دمر هو الوحيد في داريا، وأن البديل القائم الآن يقدم فقط الخدمات الإسعافية، إذ إن المقر غير مخصص ولا مجهز لعمل طبي فوق الإسعافي.
من ناحيته قال مدير منظمة أطباء عبر القارات زاهد المصري إن المنظمات الإنسانية تبذل كل الجهود لتقديم خدماتها، لافتا إلى أن الوضع في حلب تحت القصف أفضل من داريا المحاصرة بالكامل، التي يعتبر الوصول إليها “عملية انتحارية”.
لكنه أشار إلى أن داريا تقع على بعد كيلومترات من مقر الأمم المتحدة وبالتالي فهي مسؤوليتها، مذكرا بأن المنظمة الأممية احتفلت أمس باليوم العالمي للإنسانية بينما داريا تحاصر وتقصف بأسلحة محرمة، و”فوق كل هذا يعبر المشرف على النشاطات الأممية يعقوب الحلو عن سعادته بالعمل في سوريا التي تمثل الإنسانية في أحسن حالاتها”.