مطالبة الأمم المتحدة بتأسيس منصة إلكترونية لمشاركة الشعوب بالقرارات المصيرية
السادة الأفاضل في الأمم المتحدة
الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش ، نوابه ومندوبي الشبكات الإعلامية ، أعزائي القائمين على مؤسسات الأمم المتحدة .
أكتب إليكم للمرة الثالثة عبر وسائل الإعلام ، بعد ان كتبت رسالة في وقت مضى إلى سلفكم السيد بان كي مون ، وقبل ذلك إلى السيد كوفي عنان.
بصفتي مواطن سوري ، وكاتب في الشأن الديمقراطي وعضو تفاعلي في عدد من المنظمات الحقوقية والثقافية .
رسالتي إليك ألخصها وفق الآتي :
أود القول ، ان العالم الإفتراضي الذي توفره التكنولوجيا الرقمية يجب ان ينعكس أيضا على سياسة الأمم المتحدة ، أتحدث عن برنامج متكامل يوفر الوقت والجهد بآن معا .
يترتب على الأمم المتحدة ان تطلق منصة إلكترونية تفاعلية ، كي تستطيع الشعوب المساهمة بصوتها في القضايا التي تخصها . ذلك إن التكلفة الشهرية لهكذا مشروع ، مع موظفيه لا تتخطى صنبور نفط يفتتح لمدة عشر دقائق . خصوصا ان القرارات الإلزامية لم تصدر إلا لماماً بحق انظمة الحكم التي تنتهك حقوق شعوبها ، لم تسجل بتطبيقات فاعلة لصالح الشعوب ، بالتالي أنتم تقومون بتمرير سياسات تبدو كما أنها مصادقة دولية لتجاوزات الدول .
نتج عن هذا القصور تصاعد ملحوظ للعنف والإرهاب المنظم ، تشارك بذلك وفي أحايين كثيرة ، عدد من الدول الأعضاء في ذات الأمم المتحدة التي أوليناها نحن الشعوب الثقة الكاملة .
إن تكامل الخطاب بين الدول والمجموعات يمر عبر تصويت مباشر يتشارك فيه الأفراد مع الدول ، لكن ما يحدث الآن هو استفراد بالقرارات المصيرية ، أما النتائج لم تكن بمستوى منظمة تمثل دول العالم .
ما يحدث في سوريا أقرب مثال لهذا الواقع المؤسف ، حيث إن النظام السوري ، قتل قرابة مليون إنسان وشرد نصف السوريين وسجن عشرات الألوف ونكل قتل الكثير منهم يكفي أن نشير الى ما قام بتسريبه السيد قيصر من صور ، فاقت بعددها 11 ألف إنسان ، إضافة لتقرير دولي صدر عن منظمة العفو ، حيث يكشف عن تصفية 13 ألف في سجن صيدنايا ، بريف دمشق ، وقبل ذلك ايضا ذات النظام أنهى حياة 1400 انسان في غوطتي دمشق بهجوم كيماوي . ومازال يرتكب المجازر مستغلا الغطاء الدولي الفاضح .
كما نلاحظ الآن ، إن هكذا نظام له من يعزز دوره بغطاء دولي ، كل من روسيا وإيران ، حيث يبرران كل المجازر ، اضافة لتعزيز دور مجموعات ارهابية مثل حزب الله وداعش ومن هم على شاكلتهم .
إن تورط هاتين الدولتين بات معروفا لكل المطالبين بتطبيق قيم العدالة والحريات الديمقراطية ، والمؤسف أيضا بهذا المشهد ، حين لاحظنا مرارا كيف دفعوا بمنظمة الأمم المتحدة لإتخاذ قرارات بالأساس تحتاج لكثير من التدقيق قبل إطلاقها .
كما نعلم سيادة الأمين العام ، ان مشروعكم الذي أعلنتم بتطوير الأمم المتحدة والنظر بالقوانين المعمول بها . بالطبع هذا مُرحب به من قبل الشعوب ، ولكن سيكون من المفيد الإعلان ضمن خططكم عن منصة إلكترونية للتفاعل الشعبي والمشاركة بالقرارات التي يتم الإعلان عنها .
أختم رسالتي ببضع كلمات ، عندما تمنحون الشعوب حق المشاركة في حل أزماتها ومشكلاتها مع الانظمة التي تحكمها يصبح لمنظمة الأمم المتحدة شأن تكاملي مع مؤسساتها وتطبيقاتها لصالح الشعوب والدول معا.
أحمد سليمان
نشطاء الرأي www.opl-now.org
13 فبراير, 2017