هجوم نوعي للمعارضة العسكرية وتأكيد سياسي من جنيف على رحيل ومحاسبة الأسد
شهدت الساحة السورية تطورت عدة أبرزها هجوم واسع نفذته المعارضة السورية المسلحة في كل من دمشق وحماة ودرعا على مواقع نظامية وأخرى على داعش في خطوة لنقل عمق مناطق سيطرة التنظيم شرقي البلاد بمحافظة دير الزور.
يأتي هذا التطور بموازاة مطالبة المعارضة السورية في مفاوضات جنيف على رفض بقاء بشار الأسد وأركان نظامه سواء خلال المرحلة الانتقالية أو بعدها. وتأكيد على محاكمة الأسد وأركان نظامه على جرائمهم التي ارتكبوها بحق الشعب السوري.
هذا وقالت مصادر عدة ، إن فصائل للمعارضة السورية شنت هجوما مباغتا على نقاط لقوات النظام على جبهات بساتين حي برزة شرق العاصمة دمشق، في غضون ذلك احتدمت المعارك بريف حماة الشمالي وحي المنشية في درعا جنوب البلاد. وقد أعلنت كتائب المعارضة تكبيد النظام والمليشيات المتحالفة معه خسائر على جميع جبها القتال أمس.
وأكدت ذات المصادر إن مقاتلي المعارضة هاجموا أمس مواقع النظام في بساتين حي برزة، وقتلوا وجرحوا أعدادا من جنوده وسيطروا على أسلحة خفيفة.
وتزامن الهجوم مع شن الطيران الحربي غارات جوية على أحياء جوبر وتشرين والقابون شرق دمشق، ترافقت مع قصف صاروخي وبالمدفعية الثقيلة على المنطقة.
وقال ناشطون إن القصف تزامن مع محاولة قوات النظام التوغل في مناطق خاضعة للمعارضة المسلحة في حي جوبر، لكن المحاولة جرى صدها.
ويأتي القصف على أحياء دمشق الشرقية بعد أيام من استعادة قوات النظام مواقع بمحيط كراجات العباسيين (شرق ساحة العباسيين الواقعة وسط دمشق) وفي المنطقة الصناعية بين حييْ جوبر والقابون.
واضطرت المعارضة للتراجع بعد قصف جوي ومدفعي مكثف في إطار هجوم شاركت فيه مليشيات أجنبية بينها حركة النجباء العراقية، وفق ناشطين.
كما شن الطيران الحربي للنظام أمس غارات على بلدات بالغوطة الشرقية بينها دوما وعربين وحمورية وحرستا وعين ترما، وأسفر القصف عن إصابات بين المدنيين بينهم أطفال، وفق مصادر محلية.
تصاعد المعارك في حماة ودرعا
في هذه الأثناء، بثت المعارضة المسلحة صورا لاستهداف مجموعة من ضباط وعناصر تابعين للنظام بصاروخ موجه في بلدة معرزاف بريف حماة الشمالي، حيث تخوض كتاب المعارضة مواجهات عنيفة مع قوات النظام. وقالت إن الهجوم أسفر عن مقتل عدد من الضباط والجنود.
وقال مراسل الجزيرة إن قوات النظام مدعومة بـ حزب الله اللبناني سيطرت أمس على قرية معرزاف، وجاء هذا التطور ضمن هجوم مضاد لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها فصائل المعارضة في إطار معركة “قل اعملوا”.
وقد سيطرت المعارضة على بلدات وقرى عدة بريف حماة الشمالي والغربي، وباتت على مسافة أربعة كيلومترات تقريبا من مدينة حماة، وتدور اشتباكات في محاور عدة بين الطرفين وسط غارات جوية استخدمت خلالها قوات النظام غاز الكلور السام، مما أسفر عن مقتل طبيب.
وفي ريف حمص الشمالي، أعلنت كتائب المعارضة قطع طريق “حمص-مصياف” بعد استهداف رتل لقوات النظام كان متجها لريف حماة بقذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة.
وفي درعا، أعلنت غرفة عمليات البنيان المرصوص تمكن عناصرها من السيطرة على عدد من الأبنية في حي المنشية بدرعا البلد وقد قتل وجرح عدد من العناصر، وفق شبكة شام.
ووفق نفس المصادر، سبقت عملية الهجوم قصفا تمهيديا مكثفا على مواقع قوات النظام وعناصر حزب الله في الحي، ما أدى لسقوط قتيلين.
القلمون والبادية
في هذه الأثناء، حققت كتائب المعارضة مكاسب ميدانية هامة جنوبي البلاد على حساب تنظيم الدولة الإسلامية وأجبرته على الانسحاب نحو مواقعه شمالا، حيث سيطرت على كامل منطقة بئر قصب الواقعة في الجهة المتاخمة لمحافظة السويداء من البادية السورية.
كما سيطرت فصائل المعارضة على منطقة شنوان وبئر العورة وبئر القنيان ورجم الدولة ومنطقة الأصفر ومدرسة الرحيل، وتحدث ناشطون عن انسحاب مسلحي تنظيم الدولة من عدد من القرى في المنطقة بشكل مفاجئ مما سمح لقوات موالية للنظام بالسيطرة عليها.
وقبل أيام، أعلنت المعارضة المسلحة أنها انتزعت من تنظيم الدولة معظم المناطق التي كانت خاضعة له بمنطقة القلمون الشرقي في ريف دمشق ما قد يمهد إلى نقل المعارك إلى عمق مناطق سيطرة التنظيم شرقي البلاد بمحافظة دير الزور.
سياسيا ، تأكيد على رحيل الأسد
في وقت سابق من الاثنين كان وفد المعارضة السورية في جنيف قد أكد رفضه أي دور للأسد في الانتقال السياسي، وطالب بإعلان دستوري يكون إطارا للمرحلة الانتقالية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط في مؤتمر صحفي على هامش الجولة الخامسة من المفاوضات السوية غير المباشرة إن وفد المعارضة جاء إلى جنيف لبحث انتقال سياسي يبدأ بتشكيل هيئة حكم انتقالية لا وجود للأسد فيها، لا في المرحلة الانتقالية ولا في مستقبل سوريا.
وأضاف المسلط أنه لا أحد يقبل بوجود “مجرم” قتل، وفق إحصاءات الأمم المتحدة، نحو خمسمائة ألف سوري، في حين أن مليون أسرة سورية فقدت كل واحدة منها فردا، حسب قوله. وأكد أن وفد المعارضة لن يساوم على ثوابت الشعب السوري، بما في ذلك قضية المعتقلين. كذلك طالب وفد المعارضة في محادثات #جنيف5 ، بإدراج أكثر من 60 ميليشيات طائفية تقاتل إلى جانب النظام السوري ضمن قوائم الإرهاب الدولية، لقيامها بارتكاب مجازر ضد المدنيين في سوريا.
وأشارت #المعارضة_السورية إلى أن إيران تقوم بتدريب عناصر الميليشيات على أراضيها في معسكرات يتجاوز عددها 14 مركزاً، كما قامت قوات #الحرس_الثوري بإنشاء أكثر من 200 مركز قيادة وسيطرة في سوريا بهدف قيادة وإدارة عمليات تلك الميليشيات.
وبحسب الأرقام التي قدمها وفد المعارضة، فإن عدد قوات الحرس الثوري في سوريا يتراوح بين 8-10 آلاف، إضافة إلى 5-6 آلاف جندي إيراني، أما الميليشيات العراقية فعدد مقاتليها حوالي 20 ألف مقاتل، بينما الميليشيات الأفغانية المعروفة بـ “الفاطميون” فيتراوح عددهم بين 10- 15 ألف عنصر. فيما يبلغ عدد عناصر الميليشيات الباكستانية والمعروفة أيضاً بالـ ” #الزينبيون” بين 5-7 آلاف عنصر، ملمحة إلى أن تلك الأرقام غير ثابتة.
وفي نفس المؤتمر الصحفي قال المتحدث باسم الفصائل العسكرية وائل علوان إن وجود الفصائل في جنيف يؤكد جديتها في انتهاج الحل السياسي وسيلة لتحقيق الاستقرار.
وأضاف أن التقصير الدولي في وقف عمليات التهجير القسري والقصف العشوائي من قبل النظام السوري أوجب على الجيش الحر مواجهة التصعيد العسكري والدفاع عن الأهالي والمدنيين. وكان يشير بذلك إلى الهجمات التي شنتها فصائل المعارضة مؤخرا في أطراف دمشق الشرقية، وكذلك في ريف حماة الشمالي والغربي.
إعداد نشطاء الرأي + وكالات + العربية + الجزيرة