أحمد سليمان : ابحث عن لوحة ناطقة
فيما أنا في زحمة الكتابة والمراجعة لعدد من كتب استعد لإصدارها ، دخلت إلى عدد من المواقع العالمية التي تعرض لوحات تشكيلية وصور ضوئية بهدف شراء ما يناسب محتوى عملي . وقع نظري على لوحات كثيرة وكل لوحة اختارها أكتشف بأنها تم استخدامها عشرات المرات . فلم أجد أمامي إلا رابط يقودني إلى فنانة ضوئية تنفذ أعمال عالية الدقة من حيث تنفيذها للأفكار ، ايضا تقدم شرحا مصورا لكل مراحل بعض صورها وكيفية تنفيذها : مثلا تتسلق إلى شجرة وتتلى منها ثم تلتقط بواسطة جهاز تحكم صور متعددة الأوضاع بدءا من تسلقها الشجرة وصولا إلى ما يشبه بأنها قد وقعت .
في مشهد آخر تحاضر أمام عدد من طلابها عن توظيف الجسد مع حركة الطبيعة ومناخها ، ثم تعرض الفيديو الذي قامت بتصويره وكيف اقتصت منه لقطات وحولتها الى صور ضوئية مركبة ( كولاج ) مستخدمة مهارتها بفهم البرامج الخاصة .
شخصيا تأخذني هكذا أعمال خصوصا انني لاحظت عندها لوحات تم تنفيذها لتبدو كما لو أنها سريالية ماغريت ودالي ولكن هنا الصورة تتكلم ولم تكن أية ألوان أو أحبار .
دخلت إلى قائمة التواصل معها وسألتها عن إمكانية استخدام إحدى صورها الضوئية التي وجدتها تلبي طلبي ولكن بتعديل بسيط تقوم هي بتطبيقه .
طلبت مني فصلا من الكتاب وارسلت اليها .
أجابت يبدو في الكتاب جهد ولكن ملاحظتي على الفصل المرسل بأنك تشرح قضية سياسية عبر قضية عاطفية تحولت إلى مأساة ، وتضيف : قل لي لماذا لا تحذف الجانب السياسي من الكتاب ، أجبتها لا يمكنني ذلك لأن عملي هذا مترابط ومتكامل .
أجابت أنا أيضا الصورة التي تطلبها اعتبرها لوحة جاهزة ، لذلك لا يمكنني السماح لأحد الاقتطاع منها لكي يوظفها في سياق قضيته .
ثم قالت : يمكنني انجاز صورة ضوئية خاصة بأجواء عملك ما رأيك ؟
أجبتها سيكون ذلك بالنسبة صدمة ايجابية قد تجعلني اصرف جهدي المقبل بكتابة عمل يوازي لوحتكِ
ولكن قبل ذلك يا سيدتي كم سيكون ثمن اللوحة ؟
ارسلت لي لائحة أسعار مرتفعة جدا ، لدرجة انني فكرت بالذهاب إلى وسط المدينة واصطحاب أجمل امرأة كي اصورها بمجموعة حالات وثم اقوم بمعالجة الصور وفق ما أراه يخدم فكرتي .
بطبيعة الحال ، لست امزح وأبحث بشكل جدي عن عنصر نسائي يتم الالتقاط بعض الصور لها او هي تلتقط لنفسها صور بوضعيات فنية بكاميرة رقمية عالية الدقة .
هذه مجرد فكرة ليس صعب تطبيقها .