جنيف 8 : المعارضة تريد إحلال السلام بسوريا ، وأنباء عن تولي الشرع للفترة الإنتقالية
ألاحظ ان الإجماع حول اسم فاروق الشرع لرئاسة المرحلة الإنتقالية ، جدي ، ولكن ذلك خلف الكواليس ، خصوصا ان دمشق ، بل سوريا برمتها بلا سيادة ولا رئيس فعلي ، سوى من يتحكم بموقفها الميداني على الأرض ، اعني المشاركين الدوليين بإدارة الحرب ، كما نعلم ، والمراقبين يعرفون ذلك ، ان هؤلاء انفسهم يناقشون آلية الإستقرار وفق مصالحهم .
إن ما تناقلته عدد من الصحف لإسم فاروق الشرع ، سيطرح في المفاوضات المباشرة التي ستحصل في جنيف، كما يبدو لي ، المصادر تؤكد بأنه ( لا فيتو من القوى الإقليمية الداعمة للمعارضة السورية على فاروق الشرع من اجل قيادة المرحلة الإنتقالية السورية). مع ان التصريحات الرسمية للنظام تشير غير ذلك .
وبحسب المصادر، إلى أن طرح اسم الشرع جاء باقتراح تقدم به عدد من المعارضين الى الجانب الروسي، وجاءت الموافقة عليه لاسباب عديدة، أهمها اعتبار الشرع شخصية وسطية، تحظى بقبول رسمي ومعارض في آن، وهو ظل بعيداً من العمل السياسي لسنوات، ما يعني أن شرط المعارضة المتكرر بقبول “من لم تتلوث ايديهم بالدم السوري ينطبق ايضاً على الشرع، الذي سيُطرح، بقبول من المعارضة وروسيا، ليكون رئيساً لسوريا خلال المرحلة الانتقالية”.
مفاوضات جنيف 8 :
اليوم الخميس ، التقى المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا بوفدي المعارضة والنظام وذلك لخوض نقاشات حول النقاط الأربع الرئيسية المشكّلة لجدول أعمال المفاوضات، حيث يسعى دي ميستورا للتركيز على مسألة الدستور.
وذكرت مصادر في المعارضة أن دي ميستورا يسعى لعقد لقاءات اليوم الثالث من المفاوضات بطريقة الغرفتين المنفصلتين أي أن يجلس وفدا النظام والمعارضة في غرفتين متقابلتين ويقوم هو بالتنقل بينهما.
وكان المبعوث الأممي طالب الأطراف المشاركة بالابتعاد عن أي تصريحات تهدف للطعن في شرعية المدعوين الآخرين على حد وصف بيان لدي ميستورا.
وأشار إلى ضرورة مشاركة جدية للأطراف السورية في المفاوضات لتحقيق تقدم حقيقي في العملية السياسية.
والتقى دي ميستورا أمس وفدي النظام والمعارضة كلا على حدة في اليوم الثاني من الجولة الثامنة من المفاوضات حول القضية السورية في جنيف.
ممثل روسيا :
من جهته ، جدد ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف ألكسي بورودافكين تأييد بلاده لمفاوضات مباشرة بين الحكومة والمعارضة في سوريا على أساس قرار مجلس الأمن 2254. وأوضح أن المفاوضات المباشرة مع وفد دمشق يجب أن يخوضها عن المعارضة وفد تمثيلي بمشاركة القوى السياسية السورية المعارضة ذات التوجه الوطني.
وفد المعارضة :
قال رئيس وفد المعارضة في جنيف إنهم يريدون التحرك بسرعة نحو مفاوضات مباشرة مع النظام السوري لتحقيق الديمقراطية في البلاد.في سياق آخر ، قال الحريري لرويترز ”نريد مزيدا من الضغوط على النظام للمشاركة في المفاوضات والاستمرار في التفاوض للتوصل إلى حل سياسي خلال ستة أشهر كما ينص (قرار مجلس الأمن الدولي) رقم 2254“.
وقال الحريري إن سوريا وحليفتها إيران تريدان استمرار القتال إلى أن يتسنى لهما إعلان نصر عسكري وإنهما غير ملتزمتين باتفاقات عدم تصعيد القتال في مناطق مثل الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة وتحاصرها القوات الحكومية.وأضاف ”إذا استمر الوضع مثلما هو الآن فإنني أعتقد أن تلك الاتفاقات تنطوي على خطر كبير“.
ومن المفترض أن تغطي المحادثات أربع قضايا رئيسية هي الانتخابات ونظام الحكم والدستور ومحاربة الإرهاب. هذه القضايا الأربع جميعا سيجري بحثها، لكن لن يكون ممكنا التطرق مباشرة إلى العناصر الرئيسية.وأضاف الحريري “إذا كنا سنتحدث عن الدستور أو الانتخابات في ظل الظروف الراهنة داخل سوريا مع نظام كهذا، فإنني أعتقد أن ذلك سيكون مستحيلا”.
من الواضح ان المفاوضات الحالية سوف تصطدم بعدد من الإشكالات المصيرية ، على غرار الجولات الماضية ، أبرزها مصير الأسد، هذا ما نراه مع تأكيد رئيس وفد المعارضة في جنيف أن “الانتقال السياسي الذي يحقق رحيل الأسد في بداية المرحلة الانتقالية هو هدفنا”.
إعداد : أحمد سليمان
نشطاء الرأي + وكالات