صهيب عبدو : حين أقنعت “ليال ” بأن القدموس كما السويد
انقطعت الكهرباء فجأة ، عن الفندق الذي كنت اعمل به، وذلك بسبب عطل المولدات الخاصة به ، بنفس وقت انقطاع الكهرباء النظامية ، التي تعطيها الدولة بشح للمواطنين ، هنا في لبنان.
خرجت ليال مسرعة من مكتبها ، الى حيث اعمل في المطبخ ،وهي تصرخ: أرأيت ؟ هذا هو لبنان الذي تحب، وترضى بنظام مثله في بلدك،؟ أرأيت كم هو عظيم؟ هل كانت تنقطع الكهرباء عندكم؟
لم تتوقع ليال ، ان تكون اجابتي نعم ، فقد أوهمتها على مدى أشهر أن سوريا جنة و”قدموس” بلدتي الجميلة لا تفرق كثيرا عن السويد ، لولا الفرق بدرجات الحرارة
نعم يا صديقتي الغاضبة ، كانت تنقطع وكثيرا للأسف ،ولم يكن أحد يجرؤ أن يشتم الكبير والصغير كما تفعلين أنتِ الآن
هدأ غضبها وعاد جمالها إلى ما كان وسألت، هل تجاملني؟انت تكذب،قل الحقيقة ارجوك
والله يا ليال كانت تنقطع كثيرا
كيف ونحن نأخذ كهرباء من عندكم؟
نعم سرقوها من عندنا ليعطوكم اياها ويسرقوا بلادكم، لقد سرقونا وسرقوا تاريخكم
وماذا كنتم تفعلون حينها؟ قالت.
لا شيء كنا نشتري شموع ونضيء عتم خيبتنا كما كنتم أنتم تشترون الشموع كي تزوروا أضرحتهم وقديس تدعونه أن يخلصكم من من وهبنا ووهبكم الكهرباء.
صمتت قليلا ، ولا بد انها شكرت حكومتها التي تشتمها في سرها، لكنها لم تبدي ذلك أمامي إذ أن طائفتها ،وطائفيتها، تبعيتها و”عونيتها” تمنعها من ذلك
في ذلك الوقت ، اي قبل سنوات ، كنت احلم ان تنتصر الثورة التي كانت ،وكنت أحلم بسوريا حرة، بل بإقامة نظام يشبه هذا القائم في لبنان..!؟ نظام استطيع فيه ان اشتم في العلن ، قائد مسيرة التطوير والتحديث وواهب الكهرباء والحياة.
مع ذلك ، كنت اكذب على كل من اعرفهم ، بأن سورية تشبه الجنة وان قدموسي مثل السويد لولا الفرق بدرجات الحرارة.
اليوم أرى حزب الله وجبهة النصرة وداعش وجيش الاسلام وميليشيا ابو فضل العباس فاطميون وكتائب أحمد جبريل و هيئة التنسيق و الائتلاف ومعارضة الداخل والخارج..
وأرى سوريون ،ولبنانيون يحاولون إقناعنا بتحرير القدس.
منذ ذاك الوقت وحتى اليوم ، تغيرت كثيرا لكن شيئا واحدا لم يتغير .. أنني ما زلت اكذب وأقول : سوريا جنة ، و احب بيروت ،وأن قدموس تشبه السويد، لولا الفرق بدرجات الحرارة، والفرق بالتشبيح والعمالة بالذل و الانبطاحية.
النص من صفحة صهيب عبدو