صراع القدرات العسكرية الأمريكية/ الروسية في سوريا
بغض النظر إذا كان بمستطاع وزير الخارجية الأمريكي(ريكس تيلرسون) التجاوب مع المناشدة التي توجّه بها أعضاء من مجلس الشيوخ . بشأن وجوب البدء بحوار مع روسيا حول الاستقرار الإستراتيجي، بين واشنطن وموسكو، أم أنه سيتمّ تجاهل هذا الأمر، فإن مجرد خروج أصوات على هذا النحو من الأهمية داخل الولايات المتحدة ،بغية التأكّد على أن الحوار الاستراتيجي أصبح أكثر إلحاحًا، بعد المواقف الصارمة التي عبّر عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطابه الأخير، أمام الجمعية الإتحادية فيما يخصّ قدرات بلاده العسكرية المتطورة، ولا بدّ أنها ستؤسس لحالة صحية تنتعش فيها لغة العقل لأنها الحل الأمثل لتسوية الخلافات بين البلدين.
عوضًا عن لغة التصعيد التي تشي بالمزيد من الحروب المدمّرة على خلفية الصراع على المصالح والنفوذ في أماكن مختلفة من العالم، وخاصة سوريا التي تعتبر نموذجا مأساويا .
إن ما جاء على لسان نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الدوما يوري شفيتكين (لن تقوم روسيا بمهاجمة أحد، ولكن قواتها المسلحة قادرة على صد أي عدوان). كلام كهذا يمثل استعراضا لكنه ينم عن مشهد مضحك مبكي .
في السياق ذاته ، الرئيس بوتين كان في غاية الصراحة ،حين أشار إلى أن تنامي القوة العسكرية لروسيا هو ضمانة للحفاظ على السلام ، مؤكدًا حقّ بلاده في مواجهة الأخطار ،جراء عدم التزام أمريكا باتفاقيات الحدّ من التسلّح، في اشارة منه الى ما يترافق من تهديدات تستهدف الأمن القومي الروسي.
في العود بدء ، ان هذا خطاب هش، وغير رصين، وإلاّ ماذا يعني التغلغل الروسي الإيراني وملحقاتهم من مليشيات في سوريا؟ ،
يتلخص هذا الوجود كنموذج للإحتلال الداعم لنظام سوري بات مجرد واجهة لتمرير خطاب محلي واسباغ شرعية الإرهاب الرسمي الذي يستهدف مدن وبلدات ، كما حصل في الهجوم على حلب والغوطة الشرقية الآن.
ان هكذا مفاهيم تندرج ضمن المؤامرة القذرة ضد شعب وبلاد تتآكله الأطماع الخارجية بموافقة صريحة من رأس النظام بشار اسد.
نخلص بالقول ، ان ما يحصل باسم الحفاظ على الأمن القومي الإستراتيجي الروسي، ليس سوى نفاق استباقي معلن .
فهل قصف الأبرياء بأسلحة الدمار والكيماوي ( كما حصل في خان العسل – حلب ، وفي الغوطة الشرقية دمشق)، وهل قتلهم يصبّ في خانة الحفاظ على الأمن القومي الروسي؟ أو السوري مثلًا؟
حسبي هنا إن ما يقوم به بوطين ممثلا لبؤرة إرهابية ، في خطوة منه لترسيخ فكرة إنشاء قواعد عسكرية ثابتة في سوريا في شأنها مستقبلًا أن تغير الكثير من المعادلات السياسية، بل إعادة ترتيب المنطقة العربية على أن تكون روسيا اللاعب الأساس بموازاة الولايات المتحدة .
ما يجرى للسوريين لغاية الآن، نذير خراب وتفكيك وضرب المدنيين ببعضهم في حرب مفتوحة تدار خارجيا وبيدقها نظام لا يجيد حكم شارعين بأحسن الأحوال.
وستبقى عيوننا مفتوحة دوما لما يجري في الخفاء. وأن الحتمية تؤكد بقاء سوريا .. ستبقى للسوريين ، يحكمه نظام سياسي متحرر يحمل معه كل التغيير لوطن موعود .
س. ن: ناشط لبناني