الانتخابات اللبنانية وسطوة ميليشيا حزب إيران
أول ما يلفت الأنظار في الانتخابات النيابية اللبنانية سذاجة العقلية الحزبية المهيمنة على الدولة اللبنانية، فقد استنفرت مليشيا حزب الله في محاولة منها لقطع الطريق على أي خرق في “عقر داره” وتحت شعار “تدخل سفارات دول اقليمية وغربية في عملية تشكيل اللوائح والدعم المالي”
يفيد احد المراقبين أن زعيم الميليشيا (حسن نصر الله) إلى الطلب من الناخبين أن ينتخبوا مرشحي حزبه “تكريماً له” ليضيف في تصريح لاحق وفي نغمة تشبه سلوك مخابرات الأسد قال أنه “سيدور في شوارع بعلبك والهرمل لطلب الدعم الانتخابي” متهماً المرشحين على لوائح أخرى بأنهم “حلفاء لتنظيمي داعش وجبهة النصرة”. وقد طلب في وقت سابق (حسن نصر الله) من الناخبين أن ينتخبوا مرشحي حزبه “تكريماً له” وفي تصريح له أيضا قال السيد حسن نصر الله: إنّ من يشنون الهجمات على (لائحة الأمل والوفاء) في دائرة بعلبك-الهرمل هم حلفاء داعش والنصرة، وذلك خلال لقاء داخلي تحدّث فيه مع محازبي منطقة بعلبك الهرمل الخميس في 15 آذار 2018 وحثّ نصر الله على المشاركة بكثافة في الإستحقاق الإنتخابي مشيرًا إنه في حال رأينا أن هناك وهنًا في الإقبال على الإنتخابات في بعلبك- الهرمل سأذهب شخصيًا لأتجوّل في قراها، و مدنها، واحيائها للسعي إلى إنجاح هذه اللائحة مهما كانت الأثمان ولو تعرضت للخطر.
تعيش الإنتخابات اللبنانية اليوم أدقّ تفاصيل مراحل الفساد الذي شهده الجسد النيابي على مدار سنوات طوال حيث لم نرَ في هذا المجلس الموقر سوى الفساد، والصفقات، والسرقات التي تحدث تحت قُبة هذا البرلمان إذ استحقّ فعلًا تسميته بالبرلمان اللبناني، فالمجلس النيابي اللبناني بكيانه السابق على مدار السنوات الطوال، ومن خلال تجاربنا معه، وفي وقتنا الحاضر، وفي المستقبل القريب حتى، وحين يتمّ انتخاب أعضاء جدد له لن يكونوا سوى لصوص جدد لتوريث سياسي لنواب سابقين وضعوا، وبل رشّحوا أبناءهم لإحتلال مراكزهم النيابية. هل يُعقل أن يكون هناك مجلس نيابي على هذه الشاكلة سوى في لبنان مجلس توريث وقح!
و كما يبدو جليًا أن الحريري قرّر خوض تجربة الانتخابات منفردًا من حيث اختياره الأسماء والأعمار، والعنصر النسائي، ومن ناحية اخرى استغنى عن شخصيات تركت بصمتها في الحياة السياسية اللبنانية للأسف، وقد أثّرت بشكل ملحوظ في مجرى الأحداث منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وعلى رأس تلك الشخصيات الرئيس فؤاد السنيورة المعروف بخصم حزب الله العنيد.في حين يرى البعض أن اختيار سعد الحريري لهذه التوليفة التي سيخوض بها الإنتخابات هي بمثابة أهم استحقاق نيابي هو بمنزلة اللعب بالنار مما سيؤدي إلى خسارته العديد من المقاعد النيابية، وتحديدًا في بيروت العاصمة، وفي حين يرى البعض ان التغيير الذي أجراه الحريري على لائحته سيجلب الكثرين ويقدمون بكثافة مطلقة على الإقتراع، وخصوصًا أنه الحزب الوحيد الذي أجرى تغييرات واقعية في هيكلته السياسية أقلّه لغاية الآن، وهذا بالطبع ما يطالب به الشعب اللبناني، وهذا ما ولّد فرصًا للعديد من الطامحين إلى التغيير السياسي بالظهور على الساحة السياسية اللبنانية مثل المجتمع المدني، وحزب سبعة إضافة إلى ترشيحات اخرى لشخصيات مستقلة تسعى لتركيب لوائح لمواجهة أحزاب وتيارات أخرى سخرت كل مقدرات البلد لمصلحتها وانفردت بالحكم منذ اتفاق الطائف الى اليوم.
بالطبع ما يصرّح به من من قبل جميع المرشحين جميل، وسليم، ومتفق عليه من حيث اعادة بناء البرلمان اللبناني العتيد، ولكن بالطبع ما هي سوى أكاذيب للصوص جدد سيظهرون لنا بوجوههم البشوشة على شاشات التلفزة، وسوف يتحفوننا بفسادهم، وبالطبع سيكون شعارهم الأوحد.
س. ن
شاهد عيان