زملاءس. ن : شاهد عيان

استنكار حول تسمية جادة الملك سلمان في بيروت

يبدو تدشين جادة الملك سلمان في بيروت هو مجرد ذر الرماد في أعين اللبنانيين,وتغيير هويتهم الثقافية,والنضالية,والفكرية.في يؤكد الجانب الفاسد في الحكم اللبناني هو بمثابة توكيد متانة العلاقة بين المملكة العربية السعودية,ولبنان.إزاء ذلك نزل في الليلة نفسها الكثير من اللبنانيين الرافضين للتدّخل السعودي السافر في لبنان,وغيروا بدورهم يافطات العديد من الشوارع,وهذا إن دلّ على شيء فهو يشير إلى رفض الكثير من اللبنانيين لتغيير هويتهم القومية,والوطنية أيضا…

إنّ اطلاق اسم الملك سلمان على إحدى شوارع بيروت إنّما هو بمثابة تقبيل الأيادي من قبل رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري المزدوج الجنسية,وبرأيي الشخصي هو الممثل,والمنتدب الشرعي للملكة السعودية في تنفيذ ما يؤمر به,ولكن المضحك المبكي هو حين صرّحت مصادر دولية رفيعة أن السعودية ليست ممتنة لتسمية شارع في بيروت باسم الملك سلمان بن عبد العزيز,و كما نعلم أن تسمية شارع ما يحتاج إجرائيا إلى موافقة رئيس البلدية,وهذا الأمر غالبا ما تقوم به السعودية في بعض الأحيان لزوارها الكبار,وعلى ما يبدو أن السعودية كانت تتطلع منذ سنوات إبان حكم رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري إلى تسمية مرفق عام,أو منشأة باسم السعودية,أو شخصياتها الكبار كمطار بيروت,أو مجمع المدينة الرياضية,وكان هذا موضع جدل,واستغراب لا يزال متواجدا في الرياض,وهو ما يتطلب موافقة رئيس مجلس الوزراء,أو التصويت عليه,وهذا لم يحصل في مرحلة الحريري الأب,ولا في مرحلة الإبن المصون المرتهن للسعوديين,وهو غير القادر على فرض شيء من هذا القبيل,والذي يعني مواجهة حزب الله الإيراني,وحلفائه في الحكومة. إزاء هذا التساؤل عما يضمن حرية الحريري في لبنان مشروع,والجواب إنه مرعي بقرار فرنسي أوروبي,واميركي,لكن بالطبع دون الخروج عن السقف السعودي المرتجى,خاصة لجهة استمالة الحريري لمحمد بن سلمان ولي العهد الذي يعتبر الإسم الأول عند الأميركيين.

يشير مراقبون على أجواء السفارة السعودية في بيروت غداة الاحتفال بتدشين جادة باسم الملك الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز في ميناء الحصن في بيروت إلى وجود استياء لدى البعثة السعودية,والتي اعتبرت أن هناك تقصيراً من جانب تيار المستقبل في الاحتفال,والذين لم يلتزموا أصلا بوعدهم بالتحشيد,أم أن دعواتهم لم تلق تجاوبا في الشارع البيروتي,وهنا لُبٌ القصة,والتي تؤكد لنا أن السعودية تحاول فرض وصاية كاملة على لبنان,وهذا ما ظهر جليا حين استفز المبعوث الملكي(نزار العلولا) حين لم يستخدم رئيس الحكومة سعد الحريري عبارة صاحب الجلالة خلال إلقاء كلمته حيث ذكر الملك سلمان ثلاث مرات وفي إحداها قال: خادم الحرمين الشريفين,وفي مرة أخرى الملك سلمان,وفي الثالثة سلمان بن عبد العزيز(بلا أي صفة) بصريح العبارة نرى أن الحريري نسي ذكر اللقب هو أفضل شيء قدّمه للبنان حين أتى للسلطة,وفي دورها الريادي المسبوق في اختلاق خلافا سياسية في العالم العربي,وللدلالة على سخافة,وابتذال الحكم الملكي السعودي حين صرّح ولي العهد المصون محمد بن سلمان لمجلة(تايم)الأميركية والكلام له:نحن من طالبنا باعتقال أوساما بن لادن قبل أيلول بسنوات,افتراضياً لنقل أن كلامك منطقي كم كان عمرك حينذاك!

أم أن الحكم في السعودية يدار من قبل شلّة مراهقين أمثالك,ويصرّح للمجلة نفسها أن السعودية لا تنشر ايديولوجية متطرفة بل هي أكبر ضحية للفكر المتطرّف مضيفا وذلك ما حدث بعد عام 1979 جميع هذه الجماعات المتطرّفة,و الإرهابيون يستهدفون بلادنا لتجنيد المزيد من الناس,ولنشر ايديولوجيتها في بلادنا لأنهم يريدون نشرها في جميع العالم,وذلك ما حدث ولقد كنّا أوّل,وأكبر دولة يدفع الثمن,وكانت أول العمليات حول العالم قد حدثت في السعودية,وفي مصر في التسعينات,وأردف (لقد تعرضنا لهجمات ارهابية في السعودية,وتعرّضت مصر لهجمات أيضا,ولكن تمّ اتهامنا بأننا نقمع حرية التعبير,وحتى وقعت أحداث أيلول,ومن الواضح أننا نحن الضحايا,ولكن من جانب آخر أننا في الخطوط الأمامية,لأنه لم يعد بإمكان التجنيد,ونشر الأيديولوجية إن لم يتمكنوا من القيام بذلك في المملكة العربية السعودية,وها نحن اليوم نقوم بخوض الحرب ضدهم,ويقول أن الإيرانيين هم سبب المشاكل في الشرق الأوسط,ولكنهم لا يشكّلون تهديدا لنا,ويتابع إن مشكلة النظام عندهم هي أنهم اختطفوا البلاد…وانتهى كلامه هنا.
هنا لنتوقّف قليلا على أساس آل سعود لم يحتكروا الحكم في المملكة فقط لهم,وتمّت تصفية من يعارضهم…

عودة على بدء إن تدشين جادة باسم آل سعود في بيروت إنما هو بمثابة إهانة,وبل طمس لدور بيروت الثقافي الريادي,والتي بدورها السعودية لم تشهده يوما…لا نحتاج أصلا أن يتحفنا ولي عهد على هذه الشاكلة كان قد غُرس عنوة على كرسي موعود سيجلس عليه قريبا,ولنتذكر قليلا ما اقترفته المملكة المجيدة من قمع في موطنها الأصلي من نهب المال العام,وفرض الصلاة عنوة على الناس,واغلاق متاجرهم,وحتى عدم السماح للنساء بقيادة السيارة…نحن نعلم يا ولي العهد كم انت حقا مع ايديولوجية التغيير الإفتراضي,ولنرى كم ستصمد بوجه ترامب,وصفقات السلاح التي يفرضها عليك لدفع المليارات لأجل إرضائه,والكلام للرئيس الأمريكي ترامب بحرفيته: لولا الولايات المتحدة لم يبق أحد منكم في الحكم في أقل من أسبوعين في إشارة واضحة منه إلى السعودية,والإمارات…
محمد بن سلمان توقّف قليلا,وانظر إلى نفسك في المرآة هل فعلا ما تقوله صوابا أم أنّك وصي يوصّى عليك من بلاد العام سام..

بناء على ما ورد ، يترتب على اللبنانيين مقاطعة هكذا إجراءات لاتخص الشأن الوطني ، كما يهمنا ان نؤكد ، ان تسمية جادة باسم الملك السعودي,والذين شاركوا في هذه المهزلة إنما هم مسوخ يمتثلون لأوامر تفرض عليهم…لبنان هو هو,ومع ما فيه من عيوب نسجّل رفضنا أن تطمس هوية بيروت من قبل ساسة مرتهنين للخارج….

س.ن
شاهد عيان

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق