زملاء

انسحاب واشنطن من مجلس حقوق الإنسان واستنكار أممي

إن هذا الإجراء يهدف الى تنصل الولايات المتحدة من إلتزاماتها أمام قضايا حقوق الإنسان ، كذلك لتبرير تدخلاتها في شؤون البلدان بدون مرجعية أممية . نشطاء الرأي

انتقد مسؤولون أمميون وحقوقيون وهيئات دولية قرار الولايات المتحدة أمس الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بدعوى أنه لم ينفذ ما طلبته واشنطن من إصلاحات، خاصة في ما يتعلق بإسرائيل.
وجاء قرار واشنطن بالانسحاب في أعقاب الانتقادات الشديدة التي وجهتها الأمم المتحدة للإدارة الأميركية بشأن سياستها المرتبطة بفصل أطفال المهاجرين غير النظاميين عن ذويهم عند الحدود مع المكسيك.

وعقب إعلان القرار الأميركي، أوضح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن مجلس حقوق الإنسان “يضطلع بدور مهم للغاية في تعزيز تلك الحقوق وحمايتها في جميع أنحاء العالم”، وشدد في بيان على أنه كان “يفضل كثيرا بقاء الولايات المتحدة في المجلس”.

وتحدث رئيس مجلس حقوق الإنسان فويسلاف سوك عن ضرورة اتخاذ الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار سد الفراغ بالمجلس الناتج عن انسحاب الولايات المتحدة منه. أما الاتحاد الأوروبي فقد اعتبر الانسحاب الأميركي “تقويضا لدور واشنطن الداعم للديمقراطية على الساحة العالمية”.

لكن السفير الإسرائيلي أعرب في رسالة وزعها على الصحفيين بالأمم المتحدة عن شكره العميق لترامب، وقال إن “الولايات المتحدة تثبت مجددا التزامها بالوقوف إلى جانب إسرائيل”.

كما اتهم وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون مجلس حقوق الإنسان بالتحيز ضد إسرائيل، منددا بأنها الدولة الوحيدة التي تدور مناقشات بشأنها تلقائيا عند كل دورة يعقدها.

مجلس حقوق الإنسان رفض مقترحات واشنطن لتعديل مهامه وانتقد بحدة قراراتها بشأن المهاجرين (رويترز)
مجلس حقوق الإنسان رفض مقترحات واشنطن لتعديل مهامه وانتقد بحدة قراراتها بشأن المهاجرين (رويترز)

وانتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش الخطوة الأميركية، وأكد مديرها التنفيذي كينيث روث أن “انسحاب إدارة ترامب هو انعكاس مؤسف لسياستها الأحادية البعد في ما يتعلق بحقوق الإنسان حيث الدفاع عن الانتهاكات الإسرائيلية في وجه أي انتقادات يشكل أولوية فوق كل شيء آخر”.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت أمس انسحابها من مجلس حقوق الإنسان، وقالت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نكي هيلي إن قرار الانسحاب جاء بعدما لم تتحل أي دول أخرى “بالشجاعة للانضمام إلى معركتنا” من أجل إصلاح المجلس “المنافق والأناني”.

وقالت هيلي “بفعلنا هذا، أود أن أوضح بما لا لبس فيه أن هذه الخطوة ليست تراجعا عن التزاماتنا بشأن حقوق الإنسان”. وأضافت المندوبة الأميركية أن لدى مجلس حقوق الإنسان تحيزا مزمنا ضد إسرائيل، مشيرة إلى أنه لا يستحق الاسم الذي يحمله.

وهذه ليست المرة الأولى التي تنسحب فيها الولايات المتحدة من المنظمات الدولية منذ تولي إدارة ترامب السلطة في البلاد. فقد انسحبت من منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو) بسبب ما وصفت بالموقف المعادي لإسرائيل، وأوقفت تمويل صندوق الأمم المتحدة للإسكان، وأنهت المشاركة في الاتفاق العالمي بشأن الهجرة الآمنة والنظامية، وانسحبت من اتفاق باريس العالمي للمناخ، وخفضت لأكثر من النصف مساهماتها إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في ما بدا عقابا للسلطة الفلسطينية.

الجزيرة + وكالات + نشطاء الرأي

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق