أحمد سليمان : دعوة للمكاشفة والبحث عن مخرج في رابطة الكتاب
آثرت ألا أنجر إلى سجال مباشر بيني وبين زملاء أقدرهم . خصوصا في هذه الأيام ، حرصا مني على التهدئة ، ومراجعة التفاصيل التي غابت عنا في زحمة المجازر التي تطاول السوريين عامة ، بل تهدد وجودهم الحيوي في المنطقة .
إلا أن الإختلاف نخطى وجهات النظر، لاحظت نقاط صدام واتهامات إذا استمرت قد تدفع إلى افتراق وشرخ كبيرين، و هذا ما لا أتمناه. مع حرصي هذا ، وجدت نفسي في موقع الزميل الذي يحاول توجيه نداء إلى تشكيل كبير ضم ما يزيد عن 400 كاتب وشاعر ومسرحي وفنان .
رابطة الكتّاب :
راجعت التقرير الذي أعده الزملاء في المكتب التنفيذي لرابطة الكتاب السوريين ، بل قمت بفحص الإشكال الحاصل حول انتخابات الرئاسة ومسوغاتها
في تقرير المكتب التنفيذي ، نتبين الطرح الواضح والصريح ، والانتقاد البناء ، كذلك الإعتراف بالتقصير ، ولكن في ذات الوقت نفهم بأن تعثر بعض الشؤون الداخلية ،كان نتاج عدم توفر المبادرة لدى غالبية الأعضاء المنتشرين بسبب الحرب الدامية في سوريا ، ما أدى الى غياب البعض عن صفحات الأنترنت و البعض الآخر انشغل بمحاولات البحث عن مكان آمن يكمل فيه حياته .
ما جعل الرابطة بأكملها مستمرة بجهود عدد قليل من الزملاء ، مع دوام تنشيط الموقع الرسمي لرابطة الكتاب السوريين، كذلك واظب المكتب التنفيذي على إصدار مجلة أوراق وإرسالها الى المؤسسات الزميلة والباحثين وبعض الكتاب ، على الرغم من إن الرابطة لليوم غير ممولة سوى من القائمين على أنشطتها ، بعد كل هذه المكابدات استمرت الرابطة ، وصولا الى الدور الذي كان ينتظره الجميع من الشاعر نوري الجراح !.
لجنة مراقبة ولكن على مَنْ ؟
شخصيا ، لا بد من الإشارة إلى أنني من الأوائل الذين رحبوا بالشاعر نوري الجراح ، وقد كتبت إليه رسالة اشير فيها الى أهمية وجوده في هذا الموقع ، و ان ذلك يثري الرابطة ، بالنظر الى تجاربه وتنقله في عدد من المؤسسات والمجلات الثقافية .
عام مضى على استلام الجراح منصبه ، ولم ننتبه الى وجوده ضمن أي فاعلية تخص الرابطة ، لكننا فجأة نقرأ له بيانا عن تشكيل ( لجنة مراقبة الالتزام بالنظام الداخلي) من ستراقب هذه اللجنة ؟ طالما الرابطة تدار بجهد جماعي قوامه التعدد الحُر وديمقراطية السلوك !
بالتالي هذه الخطوة ( المراقبة ) تفقد صوابها عندما تكون بمثابة المخرج للاستحواذ بمنصب . اضافة الى اللجنة الموقرة والتي أقدر أعضائها ، أعلنها رئيس الرابطة كأول نشاط تنظيمي له ؟! .
كذلك ، نلاحظ بأن الزميل نوري الجراح انشأ مدونة هيأ فيها مناخ يوحي من خلالها قانونية الشكل التنظيمي ، نشر فيها ردود من الزملاء “الأعضاء ” يبدون من خلاها قبول تكليفهم في لجنة مراقبة الالتزام بالنظام الداخلي ( لاحظوا ـ مراقبة الالتزام ! ).
مع العلم ، لم نسمع صوتا لزميلنا عندما رفض جميع أعضاء المكتب التنفيذي الترشح ، كان ذلك متاحا ، وبسبب عدم وجود من يرشح نفسه، تحصل الزميل نوري الجراح على منصب “الرئيس” ما يعني انه فاز بالتزكية .
ورغم ذلك ، نلاحظ في الشبكات الإجتماعية بعض إشارات من زملاء آخرين يتهمون أعضاء المكتب التنفيذي بالسعي إلى المناصب.
الغريب أن ” لجنة مراقبة الالتزام” تتماهى مع أجندة توافقية مع نوري الجراح ،لا بل باتت كملحق يهدف تعزيز دوره ، بالتالي استمراره إلى عامين آخرين !؟ يا ترى ماذا سيفعل بمنصب كهذا طالما لا توجد عنده آلية عمل او اي برنامج ، او حتى وقت كما نعلم ؟؟ لديه مجلة وثلاثة من أعضاء لجنته في هيئة تحريرها .
لهذا السبب ربما وقعت ” اللجنة ” في خطأ جوهري ، لم تسأل عن غياب الرئيس طيلة عام واحد عن واجباته إزاء الرابطة ، قبل أن تراقب تطبيق “النظام الداخلي” .
كذلك لم تفسر لنا ذات ” اللجنة ” سبب تغييبه عن الاجتماعات التي ينظمها “المكتب التنفيذي ” لكنها اختارت أن تكون طرفا لتشريع الخلل المتمثل بإهمال ” الرئيس ” لواجباته . اضافة الى ان” اللجنة ” وضعت جل اهتمامها على تعطل وإبطال مفاعيل مطالب المكتب التنفيذي لأن هذا الأخير يمثل شرعية الرابطة وأشارت الى عيوب قانونية و تقاعس واهمال ابداه نوري الجراح طيلة عام ،لهذا السبب طالبت اللجنة بحل “المكتب التنفيذي” ما يوحي بأن اللجنة ذاهبة نحو اللا مشروعية واختراق أصول وقيم العمل المدني! بالتالي إن مهنية هكذا لجنة وقعت أرضا .
مدونة للرئاسة فلا عجب !
ثم نقرأ في الجهة العليا لمدونة ، عنوان فرعي بإسم “موقع الرئاسة ” في إشارة من الشاعر نوري الجراح الى نفسه !! . كل هذا النشاط كان خلال 74 ساعة فقط !؟ لكن لا ندري أين كانت هذه ” الهمة القوية ” طيلة عام ؟ كما ألاحظ ان جوهر المشكلة (الخلاف مع الزميل التي تتلخص بغيابه الكامل 50 اجتماعا من أصل 52 اجتماعا أقامها المكتب التنفيذي، وكذلك عن كل الفعاليات الأخرى التي لا يعلم عنها شيئاً ) ما يجعلنا أن نسأل عن مبرر الفراغ الذي تسبب فيه وعطَّل (منصب الرئاسة ) .
اسأل كأي زميل في الرابطة : كيف لشاعر يقارع الدكتاتورية والإستبداد والإرهاب المتوارث من منظومة تتزعمها عائلة الأسد المجرمة ، كيف لم ينتبه الى ما توحي إليه كلمة ” الرئاسة ” أعلى موقع يفترض به أن يحاكي نخبة مثقفة ؟؟!.
إعادة هيكلة الرابطة:
كنت كما الكثير من الزملاء ، أنتظر خلال عام كامل “خطة عمل ـ الرئاسة” تدفع الرابطة نحو التفاعل الجمعياتي،كواحدة من أبرز المؤسسات المستقلة التي ترفض الاستبداد والتسلط ، والدعم لقضايا الديمقراطية . لكننا الآن أمام مواجهة لمن يفتعل اختلاف غير منطقي ، بل ورشة من السجالات ، تبدو وكأنها مزاحمة للمشهد العام بنوع آخر من الكوارث ، وهكذا يتم خطف أنظار العالم عن الجرائم التي ترتكب بحق شعبنا .
مع كل هذا وذاك ، لا توجد حقيقة مُطلقة ، كل شيء ذكرته هنا استند على تفاعل ضمن الأسرة الكبيرة ، خلاف هنا ، وانسجام هناك ، وما بينهما يوجد من له حق الإعتراض على واقع يجده غير مؤتلف .
كما أعلم من خلال أدبيات الرابطة المنشورة في الموقع الرسمي ، ومن حديثي مع زملائي في الرابطة ، بأنه هناك توجه سبق هذه الإنتكاسة، وقد تدارس الجميع من أجل إجراء انتخابات ، يتمخض عنها برنامج تفصيلي و” تفعيل” ما أمكن من أنشطة. ( وهذا ما قام به المكتب التنفيذي خلال السنوات الماضية ، إلا أنه كان في حدود الوقت والإمكانات المتوفرة، ما جعل “المكتب” أن يوجه نداءا من أجل التعاون وإرساء مناخ تكاملي في الرابطة) .
وبناء عليه، أجد من المناسب إجراء انتخابات عاجلة لاختيار أمانة عامة، والأمانة العامة “الجديدة” المنتخبة ستختار مكتباً تنفيذياً “جديداً” ثم يختار المكتب رئيساً.
كذلك من حق وواجب الأمانة العامة أن تقول رأيها في كل ما حدث من سجالات ، إيمانا بقيم الرابطة وأهمية تعدد الأصوات والانتقادات الهادفة .
اعتقد ان بذلك مخرج لإعادة هيكلة رابطة الكتاب السوريين ، ووضعها بموقعها الطبيعي اسوة بالمؤسسات الوطنية المدنية التي انبثقت عن ثورة الشعب السوري .
أحمد سليمان / كاتب سوري
المصدر: نشطاء الرأي www.opl-now.org