حكاية إدلب.. تفاصيل “ضرب الجنون” المتوقع شمال سوريا
- أهالي ريف إدلب غاضبون وغير مهتمين بمنشورات نظام الأسد
منذ فترة والأنظار تتجه إلى المحافظة السورية القابعة شمال البلاد”إدلب”، والسبب أن النظام السوري يتوعدها بعملية عسكرية.
بدأت القصة عندما وجه نظام بشار الأسد في كل “تسوياته” مع المعارضة بنقل كل من قاتل ضده مع عائلاتهم إلى إدلب، حتى أضحت المحافظة اليوم خليطاً من كل مناطق سوريا تقريباً.
فمن الغوطة، تلتها مناطق أخرى بالريف الدمشقي، ومخيم اليرموك إلى درعا في الجنوب، في كل مكان يبسط فيه الأسد سيطرته، ينتقل من كان فيه إلى إدلب، إلى أن وصل الأسد إلى مرحلة إلقاء منشورات تدعو سكان إدلب ومقاتليها إلى ترك السلاح والتعاون مع النظام.
وتؤكد مصادر أن بعض المنشورات كانت قد خيرّت سكان إدلب بين ترك السلاح أو الموت، ومنها ما أشار إلى أنها “فرصة أخيرة” لتسوية أوضاعهم.
ويبلغ سكان إدلب اليوم حوالي 2,5 مليون نسمة، نصفهم تقريباً من المعارضة والمدنيين الذين تم نقلهم بشكل جماعي من مناطق أخرى سيطر عليها الأسد بعد هجمات مكثفة.
الاهتمام المنصب على إدلب ليس “أسدياً” فقط، بل هناك اهتمام دولي.فأنقرة تحاول جاهدة حماية حدودها مع تلك المنطقة، وهي تفاوض الروس باستمرار، كما أنها تسعى دائماً إلى تذكير حلفاء الأسد (الروس والإيرانيين) بوعودهم حول منع النظام من ضرب المحافظة وتشريد من فيها، كما تقول.
أما وقف إطلاق النار الذي طرح مرات عدة، وتم تنفيذه في فترات معينة، وكذلك الحديث عن توافق على ترسيم حدود مناطق خفض التوتر، فهي مجرد مفاوضات، فإدلب تشهد صراعاً دولياً في ظل تواجد “هيئة تحرير الشام”، “النصرة” سابقاً، والمصنفة إرهابية لارتباطها بتنظيم القاعدة.
ماذا عن روسيا؟
إدلب أسقطت طائرة لموسكو وقتلت طيارها، وإدلب تطلق صواريخها تجاه قاعدة روسيا الأهم في سوريا “حميميم”، ومن هنا فإن إدلب تقلق روسيا كثيراً، والحل يكمن بتسوية الوضع، وذلك بالتفاوض مع من سمتهم موسكو “معارضة رافضة للإرهاب”.
غارات روسية سابقة على إدلب
تطمح روسيا لإعادة ما تصفه بـ”سوريا الطبيعية” لذلك فإن المعارضة السورية تترقب نتائج المباحثات الروسية – التركية لمعرفة مصير محافظة إدلب، بحيث تنصب الجهود تجاه الضغط على هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقاً” لحل نفسها، أو الابتعاد عن إدلب، من أجل تفادي اقتحام النظام للمحافظة، خاصة أن الأخير يستمر بحشد قواته.
لكن معضلة كبيرة تكمن في مصير القادة والعناصر الأجانب، وكيفية التعامل معهم، في المحافظة.
أما القادة العسكريون من المعارضة في إدلب، فمنهم من يرى أن الحل الأمثل يكون بحل هيئة تحرير الشام لنفسها بما يسقط أي ذريعة للنظام بإطلاق معركة في حال بدأت فإن “الجيش الحر” المتواجد هناك معني بالدفاع عن الأرض.
الجيش الحر يدمر أكبر معاقل النظام في إدلب
ويبدو أن قرار موسكو بالحسم العسكري قد اتخذ فعلاً، حيث ترددت أنباء عن شروع موسكو بنشر وحدات خاصة روسية قرب إدلب.
أما التحفظ الذي أبداه الكرملين حول احتمال عقد قمة رباعية دعت إليها أنقرة، كان من المفترض أن تجمع في السابع من الشهر المقبل زعماء روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا، فأشار إلى أن التوافقات الروسية التركية ما زالت تراوح عند مطلب أنقرة منحها فترة زمنية كافية لتسوية ملف المقاتلين في إدلب.
المعارضة والتسويات و”ضرب الجنون”
وفي تصريح خاص له مع “العربية.نت” قال الناشط الإعلامي إبراهيم الإدلبي إن المعارضة السورية اضطرت في كل مرات “التسوية” التي أبرمت مع النظام للانتقال إلى الشمال بالرغم من معرفتها المسبقة بما ينوي الأسد فعله في تلك المنطقة، وذلك لأن البقاء تحت الحصار دون سلاح أو مواد غذائية هو ضرب من الجنون، بحسب تعبيره.
أول عملية تهجير للمعارضة من دمشق إلى إدلب
وأضاف أن روسيا تستخدم كعادتها سياسة الضغط والترهيب والتهديد باستهداف المدنيين الذين هم الحلقة الأضعف، مما يضطر قوات المعارضة إلى الرضوخ للأمر الواقع، حسب قوله.
وعن الوقت المتوقع لعملية النظام على إدلب، أكد الناشط أنه مع بداية شهر أيلول/سبتمبر سوف تنتهي مدة “خفض التصعيد” التي تم الاتفاق عليها في مباحثات أستانا، لتدخل فترة الوقف الشامل لإطلاق النار، إلا أن الاتفاقات تنص على السماح لمن هم “قوات حكومية” و”القوات الرديفة معها” بالتقدم بعمل عسكري إذا ثبت وجود “تنظيمات إرهابية” في تلك المناطق للقضاء عليها.
نزوح بالآلاف وربما بالملايين
وضمن تصريحاته الخاصة لـ”العربية.نت” أشار الناشط الإعلامي في الشمال السوري إبراهيم الإدلبي إلى أنه في حال بدء الحملة العسكرية على إدلب فإن موجة النزوح لن تهدأ، ولن يكون أمام النازحين وعددهم مئات الآلاف إلا التوجه نحو الشريط الحدودي السوري- التركي، لأن الحدود التركية مغلقة تماما، أو التوجه نحو عفرين وريفها وبذلك مع إحصاء العدد الكامل لنازحي تلك المناطق من المتوقع أن يصل إلى 3 ملايين نازح.
نازحون من ريف إدلب
لن تسكت تركيا عن الحملة أبدا إن بدأت، بحسب رأي الناشط، الذي نوّه إلى أن أنقرة ستلجأ فورا إلى #الأمم_المتحدة كي تطلب المساعدة وتخفف الضغط عنها.
وستقوم تركيا بالعمل من جديد لتهيئة مناطق “غصن الزيتون” لاستقبال المدنيين الفارين.
وشنت #تركيا هجوماً برياً وجوياً سمته “غصن الزيتون” ضد مسلحين أكراد يسيطرون على منطقة عفرين شمال غرب سوريا بمحاذاة حدودها.
المصدر: دبي – نورا فواز