أحمد سليمان

إرهابي ثم عميل للموساد .. أما التفاصيل لا توجد قضية سوى أنه معارض 

كتب أحمد سليمان: وصلتني مشاركة من زملاء لمشاهدة فيديو يتحدث فيه المناضل السياسي رامز نجيب السيد، وفي ساعة متأخرة أجريت بحثا موسعا للتعرف على جزئيات اوضح . 

ثم عدت الى الفيديو ، و راجعت القضية منذ نشأتها . تبين لي عمق المأزق الذي وقع فيه أغلب السوريين، الملاحقة او القتل ، او السجن والموت تحت التعذيب . 

بين هذا وذاك ، نلاحظ تضامن النشطاء فيما بينهم بات هو الآخر يخضع الى فلترة ، تحت بند التوجه السياسي أحيانا ، أو الدين أو الطائفة و حتى الانتماء لأي من العصبيات التي باتت حاجز مؤسف بأحايين كثيرة. واقع يشتت الجميع في وقت نحتاج ان يكون السوريين بيد واحدة . 

قبل أيام قليلة ، لم أكن أعرف الكثير عن الاستاذ رامز ، سوى بضع اخبار تداولها زملاء له ، والتي تتلخص بتلفيق تهمة بحقه لا يصدقها حتى الأطفال . أما في مكالمة هاتفية مع  رامز السيد ، وجهنا اليه سؤالا عن تدرجه السياسي في سوريا ، اشار الى انه كان مقرب من حزب الشعب الديمقراطي ، وقد اعتقل لمدة عام ونصف لدى الاستخبارات السورية وذلك لحوزته منشورات يسارية تخص ذات الحزب . 

تم اعتقاله اولا ، على خلفية داعم للإرهاب ، حاله كحال الكثير من السوريين الذين يعارضون نظام الأسد ، وخرجوا كداعمين من خلف شاشات الكومبيوتر للثورة ، حيث لا سلاح لديهم سوى التنديد للمجازر التي ترتكب بحق أبناء البلاد . وهكذا كمثل غيره ، تم اعتقاله ، ليس في سوريا فقط، انما في هذه المرة بلبنان ، حيث يعيش و يعمل ، داهموا غرفته وأخذوا اجهزته من المحل الذي يديره كمقهى نت ، ثم اصطحبوه على مرأى الناس بصورة مشينة  .

عندما فشلوا بإثبات التهمة الموجهة اليه ( الارهاب) راحوا يهندسون تهمة جديدة (عميل للموساد) تتناسب مع حدث لبناني يتكرر عادة بلا اي سند. سوى عملية تعذيب ممنهجة تجعل المتهم يوقع اعترافا بحق نفسه امام كمرة فيديو ومراقبين ومنفذين لميليشيا حزب الله الذي حول لبنان الى ثكنات عسكرية  تدير الدولة بالإرهاب . أما التهمة التي تم تلفيقها للسيد رامز في هذه المرة ( التخابر مع اسرائيل ). مع العلم ان اسرائيل تسرح وتمرح داخل تشكيلات حزب الله ، وفوق الأرض اللبنانية والسورية ، وتقصف كما تشاء مواقع عسكرية تستقر في سوريا ، مواقع مليشات الأسد وجيشه الذي يدار عبر ميليشيا حزب الله .

 إرهابي وعميل ، ثم براءة : 

وفقا لتصريحات متلاحقة أطلقها رامز السبد ، وهي بمجملها تتماشى مع مطالب السوريين ونشطاء الثورة ، وكذلك عبر رامز من خلال حزب اليسار الديمقراطي، وهو تشكيل حديث تأسس مع انطلاقة الثورة السورية ، ويعتبر رامز أحد كوادره على ما يبدو .  

 وبعد مرور شهر واحد على إطلاق سراحه بعد انقضاء محكوميته الظالمة في سجن رومية . دعا رامز لعقد مؤتمر صحفي يوضح فيه ملابسات الجريمة التي ارتكبت بحقه و ظروف اعتقاله وسجنه ، لكن فجأة اختفى أثر ” رامز ” ليتضح لاحقاً أنه محتجز لدى الأمن العام اللبناني ، على خلفية ذات التهمة الملفقة والتي قضى بسببها سنوات في سجن لبناني عنيف . وبعد شهرين ونصف أطلق سراحه واعلنت براءته من التهمة المفبركة .

من الواضح أن الاعتقال الثاني له في لبنان ،كان بمثابة تهديد مباشر له ، او رسالة مضمونها أنهم يستطيعون اعادته الى السجن في أي وقت والتهمة جاهزة .

ان النشطاء في المنظمات الحقوقية  يعرفون بان السيد “رامز” أعتقل ظلماً وأن الأقوال التي اعتمدتها المحكمة العسكرية في لبنان والتي بموجبها قضى سنوات اربعة  في سجن لبناني . مع العلم أن المتهمين معه على خلفية التهمة الملفقة بمن فيهم السيد “ هاني مطر “ موظف الطوارئ والمتهم اصلا بأنه وسيط بين السيد “رامز” واسرائيل،  تمت تبرئته من تهمة الإرهاب والتخابر مع اسرائيل !؟.

السؤال المهم ، اذا كان الوسيط الإفتراضي لم يعد مطلوبا، وبراءة كاملة ، مع وقف الملاحقة والتتبع ، ايضا تمت تبرئة السيدة ” سلام ابراهيم شكر” من التهمة المنسوبة إليها ، ما يعني نحن أمام قضية ملفقة ، لأن طرفان منها خرجا بدون ادانة وسقطت عنهما الملاحقة ، ولم يخضعا للمحاكمة . في هذه الحال ، لماذا تم التحفظ على الطرف الثالث أي السيد “رامز السيد “وقدمته للمحكمة ، ثم سارت القضية ومفاعيلها التي أدت إلى سجنه لسنوات أربعة ؟ الاجابة هنا بسيطة، وواضحة ، كونه معارضا ويرفض تدخل حزب الله في الحرب على الى جانب النظام ضد الشعب السوري .

معروف عن النشطاء السوريين المعارضين لنظام الأسد الموجودين في لبنان معرضون بشكل دائم للمضايقات الأمنية والخطف  واحتجازهم في سجون مليشيا حزب الله أو تسليمهم لمخابرات الأسد.

 الثابت لدينا : 

  1. الاقوال التي تم تثبيتها في نص التحقيق انتزعت تحت التعذيب.
  2. حكمت عليه محكمة لبنانية بخمس سنوات . قضاها كأي متهم حقيقي ، مع العلم ان التهمة كلها ملفقة والأقوال منتزعة. على طريقة غرف التعذيب الإرهابية لدى نظام الأسد ،  
  3. تعرض السيد رامز لكسور من الدرجة الأولى في عدد من الأماكن في جسده . قد تلازمه طوال حياته ( أبرز لنا وثائق تبين الإعاقة الجسدية ) .
  4. وفقا لتصريحاته ، اشار أيضا إلى أنه لم يلاحظ اهتمام كاف بقضيته من المحامية الموكلة عنه من قبل الأمم المتحدة . 

الإجراء المطلوب : 

إن قضية من هذا النوع ، لما فيها من اعتداء واعتقال بهدف إنهاء حياة إنسان بتهمة ملفقة ، تحتاج الى تحرك فعلي أبعد من التضامن . 

تحرك يفضي إلى تجريم الأجهزة والأفراد الذين لفقوا اليه تهمة الإرهاب والتعامل مع اسرائيل. التهمة التي أدت الى حكم قضائي مباشر وظالم ، وبجلسة استغرقت خمس دقائق . بلا محام محايد ولا أدنى حق للدفاع ، ولا حتى مكاشفتة إذا كان يقر بنص الاعترافات ، أو لديه اعتراض عليها . 

المصدر : نشطاء الرأي

opl-now.org

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق