زملاء

الجيش السوري الحر.. صعود بعد كمون


عاد الجيش السوري الحر إلى صدارة المشهد السوري ميدانيا، وحتى سياسيا.
فسياسيا فصائله ترفض التفاوض مع روسيا بعد بدء غاراتها الجوية في سوريا. وعلى أرض المعركة في ريف حماة قبل عشرة أيام جذب الجيش الحر الانتباه بعد تكبيده قوات النظام خسائر فادحة في الآليات، وصفت بمجزرة الدبابات، كما تشارك إحدى وحداته في التصدي لهجوم تشنه قوات النظام السوري وحلفاؤها بدعم جوي روسي على ريف حلب الجنوبي.
فما إمكانية إعادة هيكلة الجيش الحر ضمن جيش منظم بقيادة مركزية؟ وهل يمكن أن تنضوي تحت لوائه كافة فصائل المعارضة السورية المسلحة؟
وما حدود قدرته على مواجهة قوات النظام السوري وحلفائه من الروس والإيرانيين في ظل تقارير تشير إلى استعدادهم لخوض معركة لاستعادة ما فقدته من مناطق في شمالي البلاد؟
حلقة 18/10/2015 من “حديث الثورة” طرحت هذه الأسئلة، وناقشت أبعاد عودة وحدات الجيش السوري الحر إلى صدارة المواجهات الميدانية مع قوات النظام السوري وحلفائه.
توحيد الفصائل
بحسب العقيد أحمد حمادة الناطق الرسمي باسم مجلس القيادة العسكرية العليا، فإنه منذ شهرين تمت إعادة هيكلة مجلس القيادة العسكرية العليا للجيش السوري الحر بالتعاون مع مجلس قيادة الثورة وتمت دعوة كل فصائل الجيش الحر.
وقال إن هذه الخطوة تهدف إلى مواكبة التطورات الملحة المفروضة على الثوار من الاحتلالين الإيراني والروسي، والتي تفرض قيادة عسكرية وسياسية جديدة.
وأوضح حمادة أن المطلوب الآن هو قيادة سياسية تدعم تشكيل جيش وطني يتناسب مع المرحلة الحالية وتحدياتها، وتضع الخطوط العريضة لتحرير البلاد.
من جانبه، أكد الخبير العسكري والإستراتيجي العميد أسعد الزعبي أن الجيش الحر لم يغب منذ عسكرة الثورة السورية.
وقال إن المشكلة تكمن في التسميات التي دخلت على فصائل هذا الجيش لأن الدول الغربية منعت تسليحه.
ولفت إلى أن أجندات وإرادات دولية أرادت أن تحجبه عن الرؤية، وأن وسائل إعلام أسهمت في ذلك عندما كانت تنسب إنجازاته على الأرض لفصائل أخرى.
بدوره، أعرب الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا عن قناعته بأن الجيش الحر هو من سيكون الحصان الأساسي في المرحلة القادمة لأنه يتمتع بقبول لدى دول العالم ومن أغلبية الشعب السوري.
لكنه قال إنه عندما يتعلق الأمر بتوحيد فصائل المعارضة تبرز هناك مشكلة الإيديولوجيات المختلفة والأهداف السياسية المتباينة.
من ناحيته، أوضح الكاتب والباحث السياسي عمر كوش أن الجيش الحر مضى خطوات كبيرة باتجاه توحيد كل فصائله وتشكيل أكبر جسم عسكري فضلا عن الدعم الدولي الذي تلقته كتائبه والمتمثلة في صواريخ تاو.
وقال إن هناك محاولات أثمرت عن توحيد بعض الفصائل مثل جيش النصر وجيش الشام. لافتا إلى أن المشكلة في هذا الصدد تتعلق بالفصائل الكبيرة مثل أحرار الشام وفيلق الشام بسبب اختلاف الرؤى السياسية للقادة السياسيين.
ودعا إلى ضرورة تشكيل جسم عسكري ينبثق عنه جسم سياسي يمثل جميع السوريين لأنه عدا ذلك فإن الأمور لن تصب في مصلحة الثوار.
هجوم حلب
وبشأن هجوم قوات النظام على ريف حلب الجنوبي، أوضح حمادة أن جنوب حلب هو منطقة تقريبا مهجورة بفعل القصف المدفعي والجوي، وأن النظام تسلل لعدة مواقع لا تمثل أي أهمية عسكرية أو منطقة اشتباك عند منطقة مصنع الإسمنت.
بدروه، كشف الزعبي عن أن الهجومات الثلاثة على جنوب حلب وقعت ليلا، وأن بعض التقدم الذي أحرزه جيش النظام هناك لا يكتسب أهمية عسكرية كبيرة، مشيرا إلى إنه دخل ثلاث قرى لا أهمية إستراتيجية لها.
ويرى أن احتياطي القدرة العسكرية للجيش النظامي بات عند نقطة الصفر، بينما المعارضة ما يزال لديها احتياطي كبير.
وقال إن النظام استخدم كل أساليب القتال وكذلك الأسلحة وهو يتفوق تكتيكيا وبشريا، ومن حيث العتاد أيضا، وأن كل ظروف المعركة تخدمه لكن النتائج على الأرض جاءت معاكسة.
أما إلياس حنا فأشار إلى أن ما يجري هو محاولة لتأمين الخط الممتد من إدلب إلى حلب مرورا بحماة وأن هدفه حماية النظام الذي يسعى لاستعادته لاحقا لكن ذلك أمر صعب.
وأضاف أن معركة صواريخ “التاو” التي استخدمتها المعارضة المسلحة هي معركة أساسية أوقفت هجوم جيش النظام، وهو ما سيدفع الجيش النظامي إلى تغيير تكتيكاته مستقبلا باعتبار أن الغارات الجوية أثبتت عجزها في حسم المعارك.

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق