مسلسل مفاوضات استانا على وقع القصف الروسي في سوريا
كتب أحمد سليمان : اليوم وعلى مشاهد القصف الروسي في محيط مدينة إدلب السورية. تبدأ المفاوضات. نعم، ولكن أبرز جهات التفاوض تتسلح بنشيد إرهابي واضح . كما يحدث عادة في كل مرة من مؤتمرات أستانا يتم قصف المدن السورية بالطائرات والصواريخ ثم يناقشون حول مكافحة الإرهاب.اليوم وعلى مشاهد القصف الروسي في محيط مدينة إدلب السورية. تبدأ المفاوضات. نعم ، ولكن أبرز جهات التفاوض تتسلح بنشيد إرهابي واضح . كما يحدث عادة في كل مرة من مؤتمرات أستانا يتم قصف المدن السورية بالطائرات والصواريخ ثم يناقشون حول مكافحة الإرهاب.
تتشابه جولات أستانا وتفاصيلها مع مسلسلات مشهورة من المكسيك وتركيا والهند، حيث تكون قصتها مليئة بالتوترات والمفاجآت.
يفترض أن تركز الجولة الحالية من مسار استانا على دراسة التغيرات الإقليمية المتعلقة بسوريا والجهود المبذولة نحو تحقيق تسوية شاملة، وهو ما تم ذكره مرارًا. ومع ذلك، ببقى السؤال حول كيفية تحقيق تلك التسوية، حيث لا توفر آليات التفاهم الدولية حلاً يجلب الطمأنينة للسوريين. أبرزها آلية تطبيق الحكم الإنتقالي والكشف عن مصير المعتقلين وتوفير الأمن.
في التفاصيل الاستانية وجولاتها الغرائبية. من المفترض، ان يتم البحث فيها عن التغيرات في الوضع الإقليمي بشأن سوريا، والجهود المبذولة نحو لا تشير الى حل توافقي حاسم.
أدناه مسار استانات التفاوض:
تعتبر اجتماعات أستانا سلسلة من الاجتماعات التي بدأت في عام 2017 بهدف تحقيق وقف إطلاق نار دائم في سوريا وتسهيل عملية التسوية السياسية. وتمثلت أبرز نقاط هذه الاجتماعات في ما يلي:
إقامة وقف إطلاق نار:
تم التركيز على تحقيق وقف إطلاق نار شامل في مناطق محددة بسوريا، بهدف تخفيف العنف وتأمين الأمن والحماية للمدنيين. وتم التوصل إلى اتفاقيات متعددة لتطبيق هذا الوقف في مناطق مختلفة.
إقامة مناطق خفض التصعيد:
تم التوصل إلى اتفاقات لإنشاء مناطق خفض التصعيد في عدة مناطق بسوريا، بهدف تخفيف الصراع المسلح وتهيئة الظروف لعودة النازحين وتوفير المساعدات الإنسانية.
تسهيل الحوار السوري:
شهدت اجتماعات استانا تشجيعًا للحوار السوري السوري بين الأطراف المتصارعة، بهدف التوصل إلى تسوية سياسية شاملة. وتم تشكيل لجنة دستورية سورية بمساعدة الأمم المتحدة لبحث وصياغة دستور جديد لسوريا.
محاربة الإرهاب:
تم التأكيد على ضرورة محاربة الجماعات الإرهابية في سوريا وتطهير المناطق من وجودها، مع التأكيد على أن هذه الجهود يجب أن تستند إلى قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة وتحترم سيادة سوريا ووحدة أراضيها. لكن خلت من اي من إشارة الى الارهاب الذي تمارسه الدول المتحاورة حوله ومجموعاتها .
تعزيز التعاون الإنساني:
تم التركيز على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة في سوريا وتحسين الظروف الإنسانية للمدنيين.
ومع ذلك، بالرغم من إجراء اجتماعات استانا وتحقيق بعض التقدم في بعض الجوانب، إلا أنه لا يزال هناك العديد من التحديات والنقاط الأساسية عالقة ابرزها لم يتم التوصل إلى تسوية مصير بشار الأسد وكيفية تنظيم آلية الحكم في المستقبل .
استمرار العنف والمعارك:
رغم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق نار، إلا أن العنف والمعارك لا تزال مستمرة في بعض المناطق بسوريا. وتتعرض المناطق المدنية لقصف واشتباكات مستمرة، مما يؤثر سلباً على الأمن والاستقرار.
عدم تطبيق الاتفاقيات بشكل كامل:
بعض الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في اجتماعات أستانا لم تنفذ بشكل كامل. قد يكون ذلك بسبب عدم التزام جميع الأطراف المتصارعة بتنفيذ الاتفاقات وعدم وجود آليات قوية لمراقبة التزام الأطراف.
تأثير القوى الإقليمية والدولية:
تظهر اجتماعات استانا أحيانًا تدخلات وتأثيرات القوى الإقليمية والدولية المشاركة في الصراع السوري. قد تكون هناك خلافات وتوترات بين هذه القوى تعرقل التوصل إلى تفاهمات دائمة وشاملة.
الصعوبات الإنسانية المستمرة:
لا يزال الشعب السوري يعاني من آثار النزاع المستمر، مع استمرار تدمير البنى التحتية وتشريد الآلاف من السكان.
عدم التوصل إلى حلول دائمة وشاملة يعرض الشعب السوري لمزيد من المعاناة والصعوبات الإنسانية، بما في ذلك نقص الغذاء والماء والرعاية الصحية. تحتاج الجهود الإنسانية إلى تعزيز لتلبية احتياجات السكان المتضررين. بالتالي ستشهد الفترة القادمة ثورات من طراز جديد.
يمكن التوقع أن تشهد الفترة القادمة ظهور ثورات جديدة تؤكد شرعية المطالب التي ينادي بها نشطاء ثورة مارس 2011. الثورة التي بدأت بأهداف مدنية وتعبيرًا عن مطالب جميع السوريين، قد تعود لتجدد روحها وتستعيد قوتها في ظل الظروف الحالية.
سيعمل النشطاء والمتظاهرون على تجديد الدعوة إلى الحرية والعدالة والديمقراطية، وذلك من أجل تحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة والحياة الكريمة. ستكون هذه الثورات بمثابة تأكيد على استمرار النضال والصمود من أجل تحقيق تغيير حقيقي وشامل في سوريا.
كما أننا نشير الى الثورات الجديدة قد تواجه تحديات وصعوبات متعددة، بما في ذلك التضييق الأمني والمواجهة مع القمع. ومع ذلك، فإن إصرار النشطاء وتضحياتهم ستستمر في تعزيز رسالتهم وإحداث التغيير المطلوب في سوريا.
من المهم أن نتذكر أن القضية السورية تتعلق بحقوق الإنسان والعدالة، وبالتالي فإن الدعم المحلي والدولي لمثل هذه الثورات يمكن أن تحقق نتائج إيجابية نحو التغيير المطلوب لصالح جميع السوريين.
أحمد سليمان