أحمد سليمانزملاء

سوريا التي نريد

آمال وتحديات المرحلة الانتقالية بعد سقوط نظام الأسد

كتب أحمد سليمان :بعد سنوات طويلة من الصراع والمعاناة، يدخل الشعب السوري مرحلة جديدة تحمل في طياتها الأمل والتغيير، وذلك إثر سيطرة المعارضة على الحكم وهروب بشار الأسد إلى موسكو. ما يحدث اليوم ليس سوى نتيجة لنضال طويل وتضحيات عظيمة قدمها السوريون منذ ثورة الكرامة في مارس 2011، التي طالبت بالحرية والعدالة ورفض الاستبداد. هذه اللحظة التاريخية تمثل فرصة ذهبية لتحقيق تطلعات الشعب السوري في بناء سوريا جديدة تقوم على أسس الديمقراطية، العدالة، واحترام حقوق الإنسان.
إن “سوريا التي نريد” هي سوريا تضع حداً لمعاناة الملايين من المهجرين والمتضررين، (وملاحقة بؤر الاجرام بدءا من بشار اسد ومن هرب معه) وتعيد بناء مجتمع يسوده السلام والتعددية. لتحقيق هذا الحلم، تتطلب المرحلة الانتقالية تعاوناً محلياً ودولياً لتأسيس نظام سياسي جديد قائم على الدستور وسيادة القانون، مع ضمان العدالة والمصالحة الوطنية، وإعادة إعمار البلاد بشكل يضمن استدامة التنمية.
في هذا السياق، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن دعمه لمرحلة الانتقال السياسي، مشدداً في كلمة من البيت الأبيض على أن: “سنعمل مع جميع المجموعات السورية، وسنقيّم أقوالهم وأفعالهم، ويشمل ذلك العملية التي تقودها الأمم المتحدة، بهدف إرساء مرحلة انتقالية بعيداً عن نظام الأسد ونحو سوريا مستقلة وذات سيادة بدستور جديد”.
ملامح “سوريا التي نريد”
1. دستور يضمن الحقوق والحريات:
كتابة دستور جديد يعكس طموحات الشعب ويكفل الحريات العامة والمساواة أمام القانون.
وضع أسس متينة لنظام ديمقراطي تعددي يعبر عن جميع مكونات المجتمع السوري.
2. العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية:
إنشاء هيئة مستقلة للتحقيق في الجرائم والانتهاكات السابقة وتحقيق العدالة للضحايا.
تقديم التعويضات وإعادة تأهيل المتضررين، وخلق بيئة داعمة لعودة اللاجئين والمهجرين.
تعزيز ثقافة التسامح وبناء جسور الثقة بين مختلف مكونات المجتمع السوري.
3. إعادة الإعمار والتنمية المستدامة:
وضع خطط شاملة لإعادة بناء المدن والقرى المدمرة بمشاركة التكنوقراط والخبراء السوريين.
تحفيز الاستثمار ودعم المشاريع الصغيرة لتأمين فرص العمل وتعزيز الاقتصاد الوطني.
التركيز على بناء بنية تحتية حديثة تخدم الأجيال القادمة.
4. دور المجتمع الدولي:
تقديم الدعم المالي والتقني لإعادة الإعمار، مع الالتزام بمراقبة تنفيذ الخطط الانتقالية.
فرض رقابة أممية على الانتخابات والتأكد من نزاهتها وشفافيتها.
العمل على ضمان السيادة الوطنية ومنع أي تدخلات تهدد استقرار البلاد.
التحديات على الطريق:
رغم أن الطريق إلى “سوريا التي نريد” مليء بالآمال، إلا أنه مليء أيضاً بالتحديات. من أبرز هذه التحديات استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية، والتعامل مع إرث سنوات الحرب من الفقر والانقسام. كما أن مواجهة التدخلات الخارجية وضمان استقلالية القرار الوطني ستكون اختباراً حقيقياً للقيادة الجديدة.
إن “سوريا التي نريد” هي سوريا متصالحة مع ماضيها البعيد عن الطغمة الاسدية، طموحة في حاضرها، ومستعدة لمستقبلها. بإرادة شعبها، ودعم المجتمع الدولي، والعمل الجاد على ترسيخ قيم الديمقراطية والعدالة، يمكن لسوريا أن تتحول إلى نموذج يُحتذى به في المنطقة، متجاوزة جراح الماضي نحو غدٍ مشرق.
أحمد سليمان
اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق