أحمدسليمان : المعارضة مهنة أَم نضال ؟؟
لا يحق لأي كان استخدام مسمى معارض كهوية أو جواز مرور تحت بند سجين سابق ، لا شك ان أماكن اعتقالهم وعذاباتهم كانت مؤلة وقاسية ، لكنها باتت اشياء من الماضي الهام بحياتهم ، وتُسجل لهم بجداره تاريخية كسجيناء مناضلين ، اما الآن ، اصبحنا امام مشهد أكبر واخذ النضال اشكالا اعمق واعقد ، الواقع الذي ثار عليه شعبنا عمل على مساواة كل من يقف ضد البربرية الأسدية ، هذه ثورة بكل انتصاراتها ومواجعها .
ولكن يبدو لي ان البعض مازالوا لا يفصلون بين الواجب الوطني والنضال واللحظات الثورية الخلاقة و الشأن المعيشي .
بكل أسف ، أصبح لدينا جيش جرار من المعارضين الذين ما زالوا يتغنون برصيدهم النضالي قبل نصف قرن ، هؤلاء وحدهم يجب ان تقام بحقهم عشر ثورات ، أما العيب الأكبر على البعض منهم حين يرتضي على نفسه ان يشكل عبئا على صندوق الثورة ، ولا يبحث لنفسه عن عمل خصوصا من هم حملة الشهادات العليا اصحاب الرواتب المرتفعة ، اغلبهم بات يصف عمله الوظيفي ” معارض ” . ويطنش عن الإجابة لما قدمه طيلة سنوات ثلاثة غير التلطي تحت مسمى الثورة .. متناسيا مهمته بالإنجاز التاريخي المطلوب منه ، وابرزه ترك مكانه كعاطل عن العمل لمن هم يحتاجون جزء يسير من راتبه ، نحن نفهم بأن النضال التاريخي للمعارضة هو واجب مقدس ، ليس طق حنك سياسي وضرب ” كاسك ياوطن ” ، ورواتب أقل واحد منهم يغطي نفقات خمس عوائل سورية .
كلامي بالطبع موجه للبعض ، وهنا توضيح صغير : ان تاريخك كمناضل قبل ربع قرن أو أقل ، سواء كنت سجينا أو متخفيا بعمل سري ، أو اي شكل كفاحي آخر ، يجب ان تسجله الآن ، لان اللحظات التاريخية يتم تسجيلها منذ اليوم ، لست سوى أحد افراد شعب مازال بكامله يرزح تحت وطأة مُحتل يقتل الجميع ، فلا تمنَّ على أحد ، كلنا مُتساوون في السجن والعذاب والجحيم