أحمد سليمان : وداعا أكثم نعيسة
خبر فاجع وصلني قبل قليل ، وفاة المناضل الحقوقي المحامي أكثم نعيسة .
سبق وتعرفت عليه في اللاذقية، تحديدا بعد اطلاق سراحه من الاعتقال الذي استمر ست سنوات، على خلفية تشكيله مع مجموعة من النشطاء والمثقفين اول تنظيم حقوقي في سوريا. تلقى أكثم العقاب الأعنف في السجن السياسي، (بين 1991 و1996 ) لأنه كان من أبرز المؤسسين للجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا (CDF) المنشأة عام 1989
و قد شارك أكثم نعيسة في نشر مجلة “صوت الديمقراطية” التي كانت تطبع سريا وتوزع على نطاق محدود.
تزخر حياة أكثم نعيسة في العديد من المحطات النضالية ، اعتلى بشجاعة المؤتمرات الوطنية و الإقليمية و الدولية في مجال حقوق الإنسان. و قد أوقف ست مرات علي التوالي بسبب مطالبته للدولة السورية احترام حقوق الإنسان، كما تم حبسه انفراديا و تعذيبه كيديا.
اذكر ابرز لقاء معه في بيروت بمؤتمر الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان ، وقد اهداني نسخا من مجلته وبعض المطبوعات والنشرات التي كانت تطبع بوسائل بدائية بالنظر لسرية الطباعة . ثم تكررت اللقاءات و الحوارات المطولة.
أبرزها بعد فوزه بجائزة مارتن إينالس للمدافعين عن حقوق الإنسان (MEA)لسنة 2005 . وبعد ذلك اقتصر تواصلنا هاتفيا وبعض محادثات بين هولندا وفرنسا .
كان لي شرف التعاون معه عندما تعرضت ” لجان الدفاع للحريات الديمقراطية في سوريا” لضربة أمنية ، تلاها انتكاسة داخلية . وبعد ذلك اعلن عن ” الشبكة السورية لحقوق الإنسان ” الى ان تعثر نشاطها لاسباب صحية عانى منها اكثم.
وقد تشرفت بمساندته ونشر الأخبار التي كنت اعمل عليها من ألمانيا، بالتنسيق مع شقيقيه كل من الدكتور اسامة وغياث، عندما تعرض للاعتقال على خلفية تنظيم اعتصام أمام البرلمان السوري من اجل الغاء قانون الطوارئ في أبريل 2004
ايضا كان لي شرف بمساهمته ضمن ملف العولمة وحقوق الإنسان في مجلد ، والذي أعددته واصدرته في العام 2003 بعنوان ” جدل الآن / إلى الألفية الثالثة في الإنتقاد الفكري و السياسي وعن قضايا الديمقراطية والقمع والاستلاب وعلاقة المثقف بالسلطة ” .
غادرنا أكثم نعيسة بصمت ، بعد ان تعرض لعدد من الانتكاسات الصحية، غادرنا في وقت حرج تعيشه بلادنا و نحن معا ، لكن أحلامه كما أحلام السوريين ستنتصر. على الرغم من نقاط الافتراق او الإختلاف حول تقييم الأحوال السورية، لكن يجمعنا طريق واحد، من أجل وطن متحرر تسود فيه قيم العدالة والديمقراطية.
المجد لأكثم نعيسة ، المجد لسوريا ولكل الشرفاء.
أحمد سليمان