منظمة جاك:الى المنظمات المدافعة عن حقوق الأنسان والسلام في العالم
نود ان نجلب انتباه جميع الأحرار في العالم ومعهم كل من تهمه حقوق الأنسان بغض النظر عن الجنس والقومية والدين ، وكذلك المدافعين عن حقوق الأقليات والسلام العالمي والمنظمات الخاصة بحقوق النساء والأطفال ، الى التطورات السياسية الخطيرة التي تشهدها الجمهورية التركية والتي تنذر بنشوب صراعات اثنية ودينية لن تقتصر اثارها المدمرة على حدود تركيا فقط بل ستتجاوزها الى دول المنطقة وستضيف الى اسباب الصراعات والعنف والتوتر فيها عناصر جديدة ستعمق من حالة اللااستقرار فيها .
مارست الجمهورية التركية على مدى العقود الماضية سياسة تعسفية ضد مواطنيها من غير الترك وبخاصة ضد الكرد وابناء القوميات الأخرى كالأرمن واللاظ واليونانيين والعرب والأثوريين. وتمثلت تلك السياسة في رفض اي وجود لتلك القوميات (قانونيا) من خلال الدستور التركي. كما رفضت الدولة التركية وعلى مدى العقود الماضية منح اية حقوق ثقافية او ادارية وغيرها الى ابناء هذه القوميات .
الأنكى من ذلك فإن الجمهورية التركية حاولت من خلال سياساتها ومؤسساتها المختلفة ان تصهر هذه الأثنيات وبالقوة الغاشمة في بودقة القومية التركية . ونجمت عن تلك السياسات كوارث كبيرة وذهب ضحيتها عشرات الالاف من السكان المدنيين . كما خسرت تركيا وبسبب تلك السياسات فرصا كبيرة للتقدم والرقي .
من المهم ان نشير هنا بأن الصراع بقي محصورا بين ابناء القوميات المضطهدة وبخاصة الكرد وبين الأوساط الحاكمة في البلاد التي كانت تقوم بقمعهم ، ولم تتحول الى صراعات عرقية واثنية بين الكرد والأتراك .
الخطر الكبير في التطورات الأخيرة يكمن في ان قوى خفية ولكنها متنفذة في الدولة التركية تعمل جهدها في توجيه الصراع نحو حرب عرقية واثنية بين الأتراك والأكراد. وجاءت هذه المحاولات من قبل هذه القوى التي تتحكم بالسلطة الفعلية في تركيا وتقف عائقا امام تطور البلاد باتجاه تبني قيم ومبادئ الأتحاد الأوروبي. فبعد ان قامت الحكومة التركية بناء على طلب الأتحاد الأوروبي بتبني بعض الأصلاحات القانوينة التي يمكن ان تؤدي في النهاية الى نوع من الأعتراف بالتنوع الثقافي والقومي في تركيا وبدأ معها الحديث عن امكانية منح بعض الحقوق الثقافية الى المواطنين الكرد، تحركت القوى المتطرفة في الجيش ودوائر الحرب الخاصة ومنظمات الدولة السرية بخلق احداث عنف وتفجيرات في المدن الكردية واصطدامات لتقطع الطريق على اية تحولات ديموقراطية حقيقية في البلاد وتفجر الأوضاع السياسية لتبرر بقاء سيطرتها وتحكمها بالسلطة العليا في البلاد .
ستؤدي هذه التطورات والنتائج التي ستترتب عليها الى هزة سياسية واجتماعية خطيرة في تركيا ويمكن ان تكون مقدمة لحرب اهلية بين الأتراك والكرد وستتجاوز اثارها المدمرة حدود تركيا الى منطقتي الشرق الأوسط والقفقاز.
لكل ذلك نهيب بكم يااحرار العالم والمناضلين في المنظمات المدافعة عن حقوق الأنسان والأقليات وجميع الحريصين على السلم العالمي ان تبادورا الى الضغط على الحكومة التركية للتخلي عن سياساتها هذه والأعتراف بالحقوق القومية الكردية كاملة وبناء دولة ديموقراطية على اساس المواطنة الحقة والأتحاد الحر بين الشعبين واحترام الخصوصية القومية والتنوع الثقافي لجميع مواطني تركيا .
ستؤكدون بمواقفكم الشجاعة هذه بانكم تقفون كما عهدناكم دوما في طليعة المدافعين عن حقوق المضطهدين وعن السلم العالمي .
منظمة جاك
www.chak.info
chak_org@yahoo.com
20 . 9 .2006