د.عبد الرزاق عيد: شباب درعا شهيدة الدم والحرية ….أين أنتم يا شباب حلب الكواكبي ؟؟!!!
لقد جاء يومك يا حلب (الشهباء) في أقصى الشمال للرد على أقصاك الوطني في الجنوب –بعد دمشق وحمص وبانياس ودير الزور) – أي للرد على نداءات أشقائنا أولياء دم أبنائنا في حوران : دم أقصى الجنوب في درعا، وذلك لصك وطنية جديدة لسوريا عنوانها (الوطنية السورية المختومة والمدعمة والممهورة بدم الوحدة الوطنية السورية : دم الشعب السوري في مواجهة احتلاله الثاني الأكثر وحشية وبربرية…. وذلك في سبيل الوحدة الحقيقة –بلا شعارات واجترارات- لسوريا والحرية لسوريا والكرامة لسوريا ..) …لقد كان أخوتنا في درعا هم المقدامون لدفع مهر سوريا الحرة فاستحقوا وصالها حرة كريمة …وسيسجل لهم التاريخ حق الفروسية في تقديم مهر سوريا الحرية والكرامة …!!!
يا أهلنا الأعزاء في سهول حوران الممتدة بامتداد عمق التاريخ الذي سجلتم به سطورا من ذهب، منذ وقوفكم كحاجز أمام المد الفارسي الذي أكرمكم القرآن الكريم، بوصفكم حاضرة ظلت صامدة كأحد أهم مراكز حضارة العصر القديم في مواجهة حضارة (آيات شيطانية ) فارسية مزدكية ، التي تتجدد اليوم في صورة (آيات إلهية) تبارك الطائرات العمودية بفتواها (الثورية الطائفية المقاومة)، وهي الطائرات التي حلقت اليوم بفاشية فوق سهولكم الحورانية الخضراء التي لم يتمكنوا من إجدابها وتصحيرها وترييفها وتعهيرها، رغم ما كانت تختزنه من ثقافة الكراهية والثأر والإنتقام التاريخي والحضاري إلى الحد الكافي للقتل : قتل أبنائكم، وذلك منذ وعدكم القرآن الكريم بأنكم بعد “غلبكم ستغلبون” …وانتم اليوم بعد غلبكم أمام أنسال سلالات الفرس الذين حولوا سوريا إلى محمية فارسية ايرانية ستغلبون ..لأن من أطلق النار على أبنائكم يستحيل أن يكونوا من أبناء وطنكم سوريا ومن أبناء شعبكم السوري !!؟؟
إنني – باسمي الشخصي وباسم ما أمثله من قوى وطنية وديموقراطية – أرفع أسمى آيات العزاء والسلوان لأرواح شهدائكم وشهداء سوريا الطاهرة النقية الفذة، الذين سيدخلون التاريخ السوري بوصفهم الرواد الأوائل للشهادة في سبيل الاستقلال الثاني لسوريا (الاستقلال عن النظام الاستعماري الاستيطاني الأسدي بعد الاستقلال عن النظام الاستعماري الفرنسي ) ، بوصف أبنائكم – ـ شهداء درعا- هم الأبناء والأحفاد الأصيلين والجديرين بأجدادهم أبطال معركة (المسيفرة) التي سطر بها أجدادهم أشاوس في محافظة درعا أهم الملاحم البطولية في مواجهة الاستعمار الفرنسي تضحية وفداء وبطولة وإباء …
ولذا فإن صح نسب بيان عشائر درعا أو لم يصح نسبه لكم … لكن يمكن القول: إنكم أهل لنسبكم العريق: للإمام النووي (من بلدة نوى) علما ومعرفة وتقوى وصدقا … والأهم من ذلك هو صحة نسبكم للشاعر العظيم ابن بلدتكم ( جاسم : أبو تمام) الطائي ،الذي حدس منذ 13 قرنا أنكم أصحاب فعل لا قول ولا تخمين أو تكهن أو مراهنات، كما أعلن شاعر (حورانكم) العظيم أبو تمام على مدى سماع الدهر والزمان :
السيف أصدق أنباء من الكتب ….. في حده الحد بين الجد واللعب
فكنتم أنتم أصحاب شرف قدح زناد شرارة (سيف) الثورة السورية –قبل كل محافظات الوطن- ضد الاحتلال الثاني)، وهوالاستعمار الأشرس والأكثر وحشية وعدوانية وكرها للشعب السوري من الاستعمار الأول( الفرنسي) الذي خاض أجدادكم ضده معركة (المسيفرة) العظيمة، والتي واجهتم فيها الطيران الفرنسي كما تواجهون اليوم الطيران (الأسدي)، وذلك منذ اليوم الأول لحربه ضدكم، وذلك عبر استفادة (أسد الصغير) من خطأ عمه (القذافي)، الذي يشترك معه في عاهة الهستيريا (الشيزوفرينية )، وذلك عندما تأخر ( القذافي ) في استخدام طيرانه المرتزق (سوريا : من طيارين سوريين) ضد شعبه ، فلم يتأخر المعتوه الأسدي عن استخدام طيرانه المرتزق محوريا -إيرانيا منذ اليوم الأول ..
يا أبناء درعا الأشاوس: لقد فتحتم صفحة (اللارجوع) إلى الزمن الاستعماري (الأسدي) بعد أن ولغ في دماء أبنائكم …!! فإلى الأمام يا أهلنا في حوران الشهيدة ….وإلى الأمام يا درعا المنجبة للأطفال الميامين -15 طفلا المساجين- الذين تخر لهمم (جبابرة المخابرات الأسدية ساجدينا ) !!!
لقد جاء يومك يا حلب (الشهباء) في أقصى الشمال للرد على أقصاك الوطني في الجنوب –بعد دمشق وحمص وبانياس ودير الزور) – أي للرد على نداءات أشقائنا أولياء دم أبنائنا في حوران : دم أقصى الجنوب في درعا، وذلك لصك وطنية جديدة لسوريا عنوانها (الوطنية السورية المختومة والمدعمة والممهورة بدم الوحدة الوطنية السورية : دم الشعب السوري في مواجهة احتلاله الثاني الأكثر وحشية وبربرية…. وذلك في سبيل الوحدة الحقيقة –بلا شعارات واجترارات- لسوريا والحرية لسوريا والكرامة لسوريا ..) …لقد كان أخوتنا في درعا هم المقدامون لدفع مهر سوريا الحرة فاستحقوا وصالها حرة كريمة …وسيسجل لهم التاريخ حق الفروسية في تقديم مهر سوريا الحرية والكرامة …!!!
لكن العالم كله ينتظرك يا حلب التي لم نسمع لها صوتا اليوم : في يوم غضب الكرامة …وأنت التي قدمت لدنيا العرب والشرق: صوت الحرية في صوت عبد الرحمن الكواكبي منذ أكثر من قرن، فولتير العرب وواضع بيانهم الأول (طبائع الاستبداد) ضد الطغيان والاستبداد وفي سبيل قهر ومصارعة الاستعباد …وها قد أتى التاريخ ليبرهن بأن صوته لم يكن عصا في واد …حتى ولو كان متأخرا لقرن من الزمن …لكن لا يجوز أبدا يا أهل مدينته (حلب) أن لا تكونوا من السباقين لدفع مهر الحرية لـ(سوريانا) الحبيبة، أي في طلائع قهر الاستبداد وصرع الاستعباد لتحريرها من أغلالها …!!
ولهذا فإن لأخوتنا في حوران ودرعا دين في رقابنا ..دين أنهم كانوا سباقين للاستجابة لنداء جدنا الحلبي الكبير عبد الرحمن الكواكبي في الثورة على الاستبداد والاستعباد …ولهم في أعناقنا نحن الحلبيون –كما نحن كل السوريين عربا وأكرادا وآشوريين وجميع شرائح وقوى ومذاهب وأطياف مللية ونحلية حرص على شرعية كيانيتها الأهلية العصبوية النظام السوري الأمني الطائفي – نقول: إن لها دين في أعناقنا ،إنه دم أولياء الدم في درعا لشهدائهم النبلاء البررة وطنيا وحقوقيا ،بغض النظر عن البشرى الإلهية لهم –يا لفوزهم- بأنهم عند ربهم يرزقون، فتلك هي المنة الإلهية على الخلق أجمعين، والتي لا فضل لنا فيها أبدا !!! سوى حقنا الدنيوي في القصاص الذي لنا فيه حياة في الدنيا “ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب” . .. ولن نتنازل عنه أبدا، لكن في إطار دولة القانون والحقوق وفصل السلطات وسيادة ثقافة وقيم حقوق الإنسان … امضوا أيها الأحباء من شباب درعا- رغم دموع العزاء على شهدائكم البررة والدعاء بالسلوان لأرواحهم الطاهرة -على طريق الحرية للفوز بيد عروس الدنيا سوريا …فأنتم بالله فتيانها الأشاوس وفرسانها النجباء …ورحم الله شهداءكم الميامين الخالدين في السماء …. والأرض ..