زملاء

سمير قصير “يُزهر” وسط رفاق “ربيع دمشق” عمر حرقوص


حين اغتيل سمير قصير في بيروت، حضر العديد من أصدقائه السوريين إلى لبنان للتضامن مع الحلم الذي ساهم بإنشاء ربيع دمشق وكان من أول ضحايا جليده. رحل سمير واعتقل رفاقه، صاروا جميعاً مرميين في السجن الكبير الذي لا يخرج منه إلا عبوات ناسفة وأفلام تلفزيونية سبقت الأفلام الهوليودية. ويخرج أيضاً من هذا السجن هاربون يصيرون منفيين في بلاد الله الواسعة.
عيون سمير وروحه كانت أمس متضامنة كما الكثير من رفاقه مع المعتقلين في دمشق، تحدث القليلون وصدر بيان تضامني ووقعت عريضة، وبقي المعتقلون في السجن بانتظار نهاية سعيدة أو قضاء الله وقدره بنهاية القاتل ولو بعد حين.
عقد “مركز سمير قصير للدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية” لقاء تضامنياً مع معتقلي اعلان دمشق /بيروت. الكاتب الياس خوري دعا خلال اللقاء إلى مشاركة المثقفين والصحافيين اللبنانيين والعرب في التوقيع على البيان التضامني مع المعتقلين السياسيين في سوريا.
في الرسالة التي وجهها المعارض السوري أحمد الطيار تحدث عن حال المعتقلين في سوريا، فروى بعضاً من تجارب المعتقلين ومعاناة أهلهم. الناشطة الطبيبة فداء أكرم الحوراني التي اعتقلت بتاريخ 16/12/2007 ورُحّل زوجها من سوريا، وأغلق المستشفى الذي تملكه العائلة بسبب موقف الدكتور الحوراني من اعلان دمشق/ بيروت. الطيار طالب في حديثه بحراك عربي لاطلاق المسجونين في سوريا.
تختلف قصص المعتقلين لدى النظام السوري، فكل واحد منهم له قصة حياة مع السجون والتعذيب والاعتقال التعسفي تروى كتباً، وقصص فداء الحوراني هي الأكثر تأثيراً، فالزوج صار خارج سوريا والابن ضائع بين والده المبعد ووالدته السجينة، تفرقت العائلة بأمر من رجل أمن، تلقى أوامره من رجل يهوى قتل الناس وإبعادهم عن عائلاتهم.
يقول الطيار انه بعد سجن المعارض السياسي أنور البني، أقيلت زوجته من عملها، لتحاصر العائلة من دون معيل. ويروي قصة اعتقاله عندما كانت ابنته رضيعة ليخرج من السجن وابنته تدرس في الجامعة.
قصص المعتقلين السياسيين في سوريا كثيرة ولكنها تعيد التاريخ كل مرة بعذاب الشبان والصبايا الباحثين عن حرية يحاول نظام بشار الأسد محوها، وانهاء أحلام الناس بجرائمه التي لا تنتهي.
روى أحمد الطيار قصة الصحافي والناشط علي العبدالله الذي أخذ بعد التحقيق إلى الطبيب لاصابته في اذنه نتيجة التعذيب، حضرت زوجته وابنته، فصارت الابنة تحاول اخفاء قصة تعذيب والدها عن والدتها، وعندما علمت الأم صارت تحاول اخفاء القصة عن ابنها المعتقل أيضاً في السجون لأنه يكتب في مدونة على الانترنت، وابنها الآخر المبعد قسراً عن بلده.
في القصص التي تروى عن السجن يتوقف قليلاً أحمد الطيار وهو يمنع دموعه من التساقط، يحضر حديث أم توفيت فيما ابنها المعتقل يظن ان شقيقته هي أمه، يداري صوته الذي خانه في هذه اللحظة علّه يستطيع أن يعود يوماً لرؤية ابنته وزوجته ومن بقي من الأحبة.
في مركز سمير قصير حضر العديد من الصحافيين اللبنانيين، وبعضهم من المعتقلين السابقين في سجون المخابرات السورية، وبعضهم من المناضلين طويلاً من أجل الحريات، كان نقاشهم في كيفية الوصول بأفضل السبل إلى عرض مشكلة المعتقلين في سوريا والتضامن معهم.
شرح خوري عمل المركز، وتغطيته منطقة شرق المتوسط من لبنان إلى فلسطين وسوريا والأردن للدفاع عن المثقفين والصحافيين في هذه الدول، ولاعطاء المعلومات الدائمة لمن يطلبها.
البيان التضامني مع معتقلي دمشق الاثني عشر إضافة إلى الكاتبين ميشيل كيلو ومحمود عيسى المعتقلين مع انه صدر قرار قضائي باطلاق سراحهما، طالب بفتح تحقيق مستقل وشفاف حول ثقب الآذان الذي تمارسه السلطات السورية، وحالات التعذيب والضرب والحبس الانفرادي وكل ما يمارس من قمع يتنافى مع أبسط مبادئ حقوق الانسان.
البيان التضامني
وجاء في البيان التضامني الآتي: “نطالب نحن الكتاب والصحافيين والشعراء والفنانين الموقعين على هذا البيان بالإفراج الفوري غير المشروط عن الإثني عشر كاتباً وفناناً وصحافياً من زملائنا السوريين الموقعين على بيان “إعلان دمشق” الذي يدعو الى التغيير الديموقراطي السلمي، حيث صدر بحقهم حكم مسيّس وجائر بتاريخ 29 تشرين الأول 2008 بالحبس مدة عامين ونصف العام. كما نطالب بالإفراج الفوري عن الكاتبين ميشيل كيلو ومحمود عيسى المحتجزين بطريقة غير دستورية عبر تعطيل القرار الأخير لمحكمة النقض الداعي الى الإفراج عنهما.
إن السلطة التي زجّت بالمثقفين في السجون هي سلطة لا تحترم الثقافة ولا تحترم حرية التعبير ولا الدستور السوري ولا اتفاقيات حقوق الإنسان الدولية.
ونطالب أيضاً بفتح تحقيق مستقل وشفاف حول ثقب الآذان وحالات التعذيب والضرب والحبس الانفرادي التي مورست على زملائنا المعتقلين”.
الموقّعون
أروى عثمان (اليمن)، الياس خوري (لبنان)، أحمد البغدادي (الكويت)، أحمد سعداوي (العراق)، أسماء عزايزة (فلسطين)، أمل زاهد (السعودية)، إلهام مانع (اليمن)، باسم الأنصار (العراق)، باسم المرعبي (العراق)، جاد الأخوي (لبنان)، جلال نعيم (العراق)، جهاد صالح (سوريا)، جوانا نصار (لبنان)، جيزال خوري (لبنان)، حسن النواب (العراق)، حكم البابا (سوريا)، حنين غدار (لبنان)، خالد السنديوني (مصر)، رزان زيتونة (سوريا)، روزا ياسين (سوريا)، زياد ماجد (لبنان)، سالم آل تويه (عمان)، سامر أبو هواش (فلسطين)، سعد حاجو (سوريا)، صباح زوين (لبنان)، صباح مالك الأرياني (اليمن)، صبحي حديدي (سوريا)، صفاء حمد (لبنان)، صلاح حسن (العراق)، طارق الكرمي (فلسطين)، عادل حبه (العراق)، عباس بيضون (لبنان)، عبد الباسط سيد (سوريا)، عبد الحميد أتاسي (سوريا)، عبد الرزاق عيد (سوريا)، عبد المنعم الشنتوف (المغرب)، عبد النبي سلمان (البحرين)، عبدالله حبيب (عمان)، عقل العويط (لبنان)، علي الحاج حسين (سوريا)، علي ديوب (سوريا)، علي كنعان (سوريا)، عمار عبد الحميد (سوريا)، عمر حرقوص (لبنان)، غسان المفلح (سوريا)، فاروق مردم بيه (سوريا)، فاطمة الزهراء بنيس (المغرب)، فتحي أبو النصر (اليمن)، فرج بيرقدار (سوريا)، فضيلة الفاروق (الجزائر)، فلورنس غزلان (سوريا)، فواز قادري (سوريا)، فوزية السندي (البحرين)، فيديل سبيتي (لبنان)، كارمن حسون أبو جودة (لبنان)، كريستين حبيب (لبنان)، كريم مروة (لبنان)، لطفي كمون (تونس)، ليال مداد (لبنان)، مالك مروة (لبنان)، محسن أخريف (المغرب)، محمد جميل أحمد (السودان)، محمد عبدالله (البحرين)، مروان علي (سوريا)، مروان معلوف (لبنان)، مزوار الإدريسي (المغرب)، معتز رشدي (العراق)، منصف الوهايبي (تونس)، منصل هائل (اليمن)، منصور بوداغر (لبنان)، منصور راجح (اليمن)، منهل السراج (سوريا)، منى فياض (لبنان)، منى كريم (الكويت)، ناديا الخضري (العراق)، نديم عبد الصمد (لبنان)، نشمي مهنا (الكويت)، نصير الأسعد (لبنان)، نهرو طنطاوي (مصر)، نور الدين بازين (المغرب)، وائل طربيه (سوريا/ الجولان المحتل)، وداد بنموسى (المغرب)، وهيب أيوب (سوريا/ الجولان المحتل)، ياسين الحاج صالح (سوريا)، يوسف بزي (لبنان).

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق