زملاء

ناشط حقوقي سوري من الرقة: اختطاف دالوليو لإسكات الأصوات المطالبة بالديمقراطية


وصف ناشط حقوقي تصرف المعارضة السورية حيال قضية الكاهن الإيطالي المختفي في سورية باولو دالوليو بأنه غير كاف ومضلل وقد يكلف حياة أو حرية هذا الكاهن، وأشار إلى أن المعارضة أخطأت خطأ كبيراً بوثوقها بجماعات وتنظيمات إسلامية متشددة

وقال خالد الحاج صالح الناشط السوري في مجال حقوق الإنسان، وابن مدينة الرقة السورية التي اختفى فيها الأب اليسوعي، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “للأسف، كان هناك بعض الغباء السياسي من بعض نشطاء الرقة والسياسيين في التعامل مع الموضوع، حيث كان واضحاً ومنذ اليوم الأول لاختفاء الأب باولو أنه قد اختطف، وكان يتوجب على جميع النشطاء ممارسة أقصى الضغط على داعش (دولة العراق والشام الإسلامية) لضمان حياة وحرية الأب باولو، وليس هناك شك بالنشطاء والسياسيين الذين أشاعوا أن الأب باولو في ضيافة لدى داعش، لكنهم ارتكبوا حماقة سياسية كبيرة قد تكلف حياة أو حرية هذا الكاهن الإيطالي” حسب جزمه

وتابع الحاج صالح “اليوم يمر 13 يوماً على اختطاف الأب باولو، وباعتقادي أن كل النشطاء والسياسيين الذين برروا اختفائه مسؤولون اليوم عما فعلوا، بحسن نواياهم وثقتهم بمن لا يمكن الوثوق بهم، فقد وثقوا بتنظيم لا يعرفون عنه إلا الاسم، وهذا خطأ سياسي كبير، والأب باولو كما نشطاء الثورة وقياداتها في الرقة، مثل وائل الحمدو، أحمد الحاج صالح، فراس الحاج صالح، إبراهيم الغازي وعبد الله الخليل من المدنيين، وأبو طيف قائد لواء أمناء الرقة والكثير من عناصر الجيش السوري الحر وخاصة من كتائب الفاروق، هم اليوم مختطفين لدى تنظيم منتهى في السرية والطواعية العقائدية، مما يجعله بمصاف أكثر التنظيمات الفاشية في العالم على مر العصور”

وكان الاب اليسوعي الإيطالي قد دخل إلى محافظة الرقة عن طريق معبر تل أبيض الحدودي السبت 27 تموز/ يوليو الماضي، وانقطع الاتصال معه بعدها بيومين بعد زيارة قيل إنها لقيادة دولة العراق والشام الإسلامية، ولم تتبن أية جهة اختطافه حتى الآن 

وحول رأيه بالهدف من الاختطاف، قال الحاج صالح الذي يرفض الانضمام لأي تجمع سياسي سوري “في حالة هكذا تنظيمات قاسية الطابع ومطبقة السرية يمكن أن تكون كل الأسباب مشروعة ومتاحة، فمن الواضح تماماً أن هذا التنظيم يحاول السيطرة وجبي الأموال بكل الطرق بما فيها الخطف والنهب والسلب، وما قام به في منطقة تل أبيض دليل على ذلك، فعمليات النهب والسلب التي قام بها هناك لا يمكن أن يقوم بها إلا من شرّع لنفسه استباحة كل شيء ليسد الحاجات المالية لتغوّله وتغوّل أمراءه، لكنني أرجح أن اختطاف الاب باولو جاء في سلسلة اختطافات يقصد منها إرهاب المدنيين وإسكات الأصوات المطالبة بالديمقراطية في سورية ما بعد الأسد”

وتابع “أما عن دور الحماية التي كان يتوجب على المعارضة ممثلة بالائتلاف والجيش الحر القيام به، فالائتلاف ونتيجة لانفصاله التام عن الواقع غير قادر على حماية نفسه، وأغلب النشطاء المختطفين لدى داعش يواجهون تهمة العمالة للائتلاف الوطني، والجيش الحر يحاول فقط أن لا ينتهي بعد أن خسر أغلب المناطق المحررة لصالح القوى الإسلامية المتشددة وخاصة داعش” حسب تأكيده

ورأى أنه “بناءاً على السيرة التي يتمتع بها تنظيم داعش، يمكن القول أنه يخدم النظام بتساوق مضطرد مع تقدم الثورة، وعلينا أن لا ننسى العلاقات الحميمة والمصالح المتبادلة بين تنظيم القاعدة بشكل عام والنظام السوري، وبالأخص العلاقة الوطيدة بين البغدادي وجماعته والنظام الأسدي خلال عشر سنوات من العمل المشترك، وما تسليم الرقة من النظام لهذا التنظيم وتوابعه إلا فصل تعامل جديد بين الطرفين ستتكشف تفاصيله قريباً مع انتصار الثورة السورية”، على حد وصفه

روما (12 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق