زملاء

الناشطة هنادي زحلوط تحصد جائزة(المدافعين عن حقوق الإنسان)

أورينت نت – حوار: أحمد صلال : “كانت لدي جرعة كارثية من الخجل، حينما علمت بحصولي على جائزة المدافعين عن حقوق الإنسان التي أعلنتها وزارة الخارجية الأمريكية منذ أيام، وتمنح للشخوص العاملين في هذا الحقل.. بهذه الكلمات اختارت أن تبدأ هنادي زحلوط حديثها لصحيفة”أروينت نت” زحلوط إحدى الناشطات البارزات في الثورة السورية اعتبرت أنَّ الجائزة على المستوى الشخصي تأتي ضمن سياق “خبر نافر”على حد تعبيرها، موضحةً أنَّ ما يشهده السوريون الثائرون ضد نظام الأسد وخلال ثلاث سنوات من عمر الثورة السورية من فعل يومي معاش يحمل الكثير من أخبار الموت والفراق والألم والحزن، يجعل أي شيء خارج نصر الثورة بلا معنى، ولكن هذا لا يعني أن الآخرين كل الآخرين وخاصةً أصدقائي في الداخل فرحوا من أجلي كثيراً وبادروني بفيض من التهاني والتبريكات.

زحلوط تعتبر أنَّ الجائزة على الصعيد العام هي رصيد رمزي يضاف للثورة السورية على الصعيد الإنساني والثقافي وتوصف هذه الجائزة بغض النظر عن حاملها الشخصي وضمن سياق تجريد موضوعي, أنها ثمرة”نضال حقيقي”, وبنت شرعية للضمير الجمعي للحراك الثوري وانتمائه الأخلاقي والإنساني والثقافي بالدرجة الأولى معتبرةً أنَّ ميادين النضال تتضافر وتتكامل وتتفاعل لتنتج الصورة الكلية لجمعية الأجزاء التي لا تكون اللوحة واضحة بغياب جزء عنها، الثورة ليست النضال السلمي والبندقية، الثورة أن نستدعي كل متطلبات أن نحيا حياة ملؤها الكرامة والمواطنة والحرية.

“الجوائز الدولية التي حصل عليها السوريون المشتغلون في حقل الحراك الثوري السوري، ياسين الحاج صالح ورزان زيتونة ورزان غزاوي ومازن دوريش والآخرين الذي نعرف أسمائهم وهؤلاء الذين لا نعرف أسمائهم”. تعتبرها زحلوط جوائز تمنح قيمة جوهرية وأخرى مضافة للثورة السورية، خاصةً على الصعيد الخارجي تجعل شعوب الدول المانحة للجوائز واثقة بأحقية نضالات الضمير الجمعي السوري وتمنحهم الكثير من الأجوبة حول الكثير من الأسئلة التي تطرحها الثورة السورية التي غدت “نموذج ثوري لم يعرف له التاريخ قرين” على حد تعبيرها.

زحلوط تتحدث عن الشخصية الأخرى التي تعرف ب “هيام جميل” وهو اسم مستعار اختارته اعتباطياً لصفحة على الفيس بوك ذات مساء من أيلول 2009لتكتب به أول مقال ضد إغلاق المركز السوري للإعلام وحرية التعبير الذي يعنى بالدفاع عن حريات وحقوق الصحافيين والمثقفين في ظل قمع السلطة. زحلوط تعتبر أنَّ نقد موظف صغير في الدولة قبل الثورة السورية كان فعل كفيل أن يعرضك للسجن والتنكيل.
تضيف هنادي: هيام جميل الصفحة التي أوصلت مقالاتي وأفكاري وهواجسي وتطلعاتي وتدويناتي,للآخر/الافتراضي,ولا تخفي هواجس الخوف التي كانت تنتدبها حينما بدأت تلك الاشتغالات السرية. 

زحلوط تحب أن تعرف عن نفسها في ظل زحمة المصطلحات التي تخلع عليها من قبيل مدونة وكاتبة وإعلامية وناشطة نسوية,أنها ناشطة في الشأن العام السوري,وهو مصطلح له خصوصيته واشتراطاته على حد تعبيرها,”رزان زيتونة ناشطة بالمعنى الظرفي النموذجي على سبيل المثال”,إذا هو مصطلح له متطلبات تشترط حتى يخلع على الشخص,لا يخلع هكذا مجاناً,وخلال تشريحها لهذا”المصطلح”,وضحت بأمثلة ضمن السياق المطروق,وعرجت على تاريخية تجربتها التي تبدأ منذ العام2006ومستمرة حتى الآن,بدأً بكتابات مقالات باسمها الصريح عن حقوق المرأة والطفل,مرواً بانكبابها على بحث مصطلح”الجندرية”وتاريخه ونشأته,ومرحلة العمل السري بالثورة والتي انتقلت على خلفيتها من أحد أقبية ركن الدين في العاصمة السورية,دمشق,لتستقر في العاصمة الفرنسية,باريس,بعد عديد الاعتقالات والملاحقات,وتدهور وضعها الصحي والنفسي.

على الصعيد النسوي السوري,زحلوط تقول أن الثورة السورية انتشلت المرأة السورية وقضاياها التي كان يتلصص عليها من ثقب الباب,من الهامش إلى المركز,لتغدو المرأة السورية وخاصةً خلال مرحلة الاحتجاجات والاعتصامات الأولى,صاحبة دور قيادي وبارز ولا يمكن إنكاره,ورزان زيتونة واشتراكها في تأسيس”لجان التنسيق المحلية في سوريا”,إحدى أهم القوى الثورية,مثال من جمعية أمثلة يمكن أن تساق للتدليل على حقيقة وصحية هذا الدفع,ولا يفوت زحلوط أن تذكرنا بشهيدات الثورة اللواتي تجاوزن ال5000 شهيدة,وهذا رقم يتصاعد يوماً تلو يوم,ناهيك عن الاعتقالات وما تتعرض له المرأة من صنوف العذاب,وفقدانها لابنها وزوجها وأخوها.

“قهر الألم بالكتابة”,رؤية زحلوط للكتاب الذي تشتغل عليه,وسيصدر قريباً ليس عن تجربتها في الثورة ولا مذكراتها,هو فعل معاش من أجل قهر الألم والحزن والمأساة التي عشتها خلال الفترة الماضية,أريد أن أقهر فنون الحزن عبر فنون الكتابة,أريد أن أصيغ الألم بطريقة تجعل منه ألم منتج لتجربة تكون دافع لمشروعي على الصعيد العام.
“الرفض يعني التهرب من المسئولية”,للسبب سالف الذكر قررت زحلوط أن تلقي كلمة أمام مؤتمر أصدقاء سوريا الذي انعقد في باريس صيف العام المنصرم,تلاها عدة مؤتمرات منها مؤتمر المرأة المنعقد في باريس مؤخراً,وترى أن المؤتمرات والإعلام شيء مهم بحيث لا تستهلكنا,وتكون منتجة ومثمرة على الصعيد الفعلي لا الشعاراتي الخاوي,وتكمل,هي منابر للاستثمار الموضوعي ليس الشخصي,وإضافة لرصيد الشأن العام لا الرصيد الشخصي للوسيط,ويجب أن تكون هذه الخطابات متجددة وتحمل بين طياتها الجديد.

“لن تكون كلمة شخصية,بقدر ما ستكون كلمة تحمل الكثير من أبجدية الناس الذين شاركوني تجربتي,والناس الذين عايشتهم وهم يعايشون الآن,ألم العيش في الخيام والهروب من الموت والخراب والدمار”,من أجل السرد سالف الذكر,تحرص زحلوط على حضور التكريم وتسلم الجائزة شخصياً,وإيصال كلمات الناس الحقيقيين والنظيفين من الداخل والخارج,للحضور الذي سيكون متواجد خلال تسليم الجوائز.

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق