زملاء

لماذا تموّل السعودية الوجود الأميركي بسوريا ؟

قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جونز هوبكنز دانيال سيروار إن قبول الرئيس الأميركي دونالد ترمب ببقاء القوات الأميركية في سوريا مقابل المال السعودي؛ أمر معيب.
وأضاف لحلقة الأربعاء (2018/4/4) من برنامج “ما وراء الخبر” أنه ليس مقبولا نشر القوات الأميركية مقابل مال من حكومات أجنبية، بل من أجل حماية المصالح الأميركية.

لأميركا مصلحة
والحال بالنسبة إليه أن لأميركا مصلحة في البقاء بسوريا لمنع تنظيم الدولة الإسلامية من استعادة الأرض التي طرد منها، والوقوف في وجه الأطماع الإيرانية، ومنع الأكراد من مهاجمة تركيا، والتحكم بموارد الطاقة ومحطات الكهرباء، حيث يمكن من شرق سوريا إطفاء الكهرباء في دمشق.
وكان مسؤول كبير في الإدارة الأميركية ذكر لوكالة رويترز أن الرئيس ترمب وافق على تمديد بقاء القوات الأميركية بسوريا في هذه المرحلة، لكنه يريد سحبها في وقت غير بعيد.

مطلب لا يبدو بعيدا عن عرض قدمه ترمب للسعودية، يوافق بموجبه على بقاء قواته في سوريا، على أن تتعهد السعودية بدفع تكاليف هذا البقاء.

الرئيس الأميركي هاتف الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وبعدها انقلب رأيه، فهل تمت الصفقة؟

منطق ترمب
الباحث في العلاقات الدولية خطار أبو دياب يشير إلى هناك في العلاقات الدولية دوما نفوذا وسلطة ومالا، وفي حالة الرئيس الأميركي يبدو أن شخصية رجل الأعمال ما زالت مستمرة حتى الآن، وفق قوله.

هذا هو منطق ترمب -كما يضيف- فهو سبق أن قال للأوروبيين إما أن ترفعوا ميزانياتكم العسكرية أو نسحب عنكم مظلة الناتو، الأمر ذاته الذي يفعله بوتين مع حلفائه، وهذا هو شأن الكبار مع حلفائهم حين يبحثون مصالحهم المشتركة.

ويمضي قائلا إن لأميركا مصالح تتمثل في عشر قواعد في المنطقة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. أما دفع المال بين الحلفاء فليس أمرا جديدا، فهناك العديد من القواعد الأميركية في العالم تسهم الدول الحليفة في تمويلها.

إذا كان طلب ترمب تمويل قواته لا يشرف السياسة الأميركية كما يقول أبو دياب، فإن السعودية تشتري النفوذ وهذا ليس عيبا ضمن صراعها الواسع مع إيران التي تخوض ضدها حرب تزعّم العالم الإسلامي.

البعبع الإيراني
من جانبه يقول الكاتب والإعلامي السوري المعارض بسام جعارة إن أميركا تريد إبقاء إيران بعبعا لابتزاز المال الخليجي.

ويضيف أنه كان على السعودية -بدلا مما تفعله الآن- دعم صمود الشعب السوري في وجه المشروع الاستيطاني الإيراني الذي بدأ تنفيذه على الأرض.

ويرى جعارة في حديث ترمب عن الانسحاب ثم التراجع عنه كذبا أو خداعا، ذلك أن الرئيس الأميركي يعلم مخطط مصالح بلاده، وأنه على هذا الأساس صرح سابقا بأن قواته ستبقى في المنطقة لأكثر من عشر سنوات.

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق