النائب السابق والمهندس جمال قارصلي …لا يمكننا الحديث عن نهضة حقيقية الا إذا توفرت مقومات فعلية تبدأ بخلق شبكة تواصل وقاعدة معلومات
شعار الدولة الألمانية “النسر الألماني” في مبنى “البوندستاغ” البرلمان الألماني المجدد من تصميم فنان سوري من أصول عربية.
نأمل ان يتمخض عن لقاء الدوحة قرارا لبنانيا بإمتياز
لماذا قتل الإحتلال في العراق أكثر من 5000 عالم عراقي؟
اسرائيل لوحدها تنفق على البحث العلمي ما يوازي ما تنفقه الدول العربية بمجموعها
اجور المهندس الامريكي والأوروبي تمثل اضعاف مايتقاضاه المهندس العربي
- النائب السابق والمهندس جمال قارصلي ، متحدر من أصول عربية سورية ، متدرج في النسيج السياسي الألماني ، برلماني سابق ، رئيس حزب فاكت ، له العديد من الإسهامات والمحاضرات بمجالات عدة ، من اشد المنتقدين للصهيونية أمام المجتمع الألماني وهي مسألة محرمة ومعتم عليهافي ألمانيا، أصدرا كتابا بعنوان ( ألمانيا بين عقدة الذنب والخوف) ـ نص الحوار أحمدسليمان ـ مدينة بازل
الملاحظ بأن النزيف البشري على مستوى العقول ومنها قطاع المهندسين بإتجاه الدول الغربية يشكل خسارة فادحة لأقطارهم حدثنا عن ذلك ؟
– الخسارة مزدوجة بالنسبة لأقطارهم اولا وللعالم العربي . فلو توفرت الرؤويا والقرارات السياسية لعاد المغتربون بخبراتهم وثرواتهم ولو بشروط حياة أقل مما يتحصلون عليها في بلاد الاغتراب شريطة توفر الحد الأدنى من الحياة الكريمة .. والمفارقة في كثير من الدول العربية حيث تقدم امتيازات واسعة للعمالة الأجنبية ،على الرغم من ارتفاع اجور تلك العمالة المستوردة لنظرا لكونهم مستقدمين من بلدان تنتج المعلومات والتكنولوجيا و مفاتيح البرمجة الواسعة ، خصوصا في قطاع المهندسين نلاحظ اجور المهندس الامريكي والأوروبي تعادل اضعاف مايتقاضاه المهندس العربي .
لذلك علينا أن نسأل عن مقومات وحوافز لعودة هؤلاء ؟ بكل أسف اسرائيل وحدها تنفق على البحث العلمي ما يوازي ما تنفقه الدول العربية بمجموعها.
أما في الدول العربية الملاحظ بأن الخبرات والطاقات المتوفرة وصروح البحث العلمي على خلاف عجلة الاقتصاد والصناعة وياللهول ؟ أليس من المخجل أن نقف امام الآف الخريجين الذين تم تلقينهم العلوم النظرية التي لا تجد لها تطبيقا او انعكاسا في الحياة اليومية ؟ .
برأيك كيف يعود هؤلاء وحركة الترجمة والتعريب يشير الى الأسف ؟
– لنقل العلوم والتكنولوجيا لا تساوي على مستوى العالم العربي أعشار ما تقوم به دول مجاورة.
تقصد بأنه لا يمكن الحديث عن نهضة حقيقية شاملة ؟
من المؤكد لا يمكننا الحديث عن نهضة حقيقية الا إذا توفرت مقومات فعلية تبدأ بخلق شبكة تواصل وقاعدة معلومات توثق وتحصي القدرات العربية
تذكر بإحدى تصريحاتك بأن الواقع العربي بائس ويبعث على اليأس لمن لا يؤمن بطاقة الانسان العربي ؟
ـ نعم قلت ذلك وايضا نطرح أمثلة حية يمكن الاقتداء بها ودراستها مثلا بعد الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء على ألمانيا النازية دمرت ألمانيا بالكامل ولم يبق فيها من البنية التحتية شيئ يذكر وتناول مواطنوها الأعشاب ولحوم الجيّف وعاشوا على المساعدات الغذائية الأجنبية. لكن هذه المرحلة لم
طل حيث بدأت ألمانيا بالنهوض من جديد وهي الدولة التي لا تملك مصادر طبيعية تذكر، لكنها تعتد على العنصر البشري المتعلم والمسلح بالتكنولوجيا المتوطنة في عقول ابنائها واعتدادهم بأنفسهم وايمانهم بقدراتهم الذاتية، وهي الآن قوة عظمى يعتد بها. وينطبق الحال ايضا على اليابان وغيرها من الدول
ـ قبل أيام قليلة كنت ضمن فريق من المؤسسين العرب -المؤتمر الدولي الأول للمهندسين العرب المغتربين – المنعقد قبل ايام في تونس – ماذا تمخض عن ذلك ؟
كانت دعوة ذات ابعاد كبيرة فقد شاركت كمهندس عربي ألماني بدعوة من إتحاد المهندسين العرب بين الثامن والعشرين من ابريل (نيسان) والثاني من مايو (أيار) 2008 في مدينة تونس بحضور مندوبين عن جامعة الدول العربية وبمشاركة شخصيات علمية وسياسية وإقتصادية من كافة أنحاء العالم حيث اتيح لي شرف المشاركة فيه كعذ6ومؤسس لإتحاد المهندسين الأوروبي – العربي والتعرف على هموم وطموحات هذه الشريحة المهمة من الخبراء العرب .
استاذ جمال كما تعلم ليس سرا حين نقول بأن اغلب الإجتماعات والمؤتمرات العربية تعد اجندات ولا تلتزم بتنفيذها إلا لماما ؟
الحال هنا فيه شيئ من الخصوصية والموضوع غير مرتبط بفساد النظام العربي فحسب واغلب الضن يعود ذلك لخلل واضح في مؤسسات الدول العربية وفيما يتعلق في الإجتماع هو طموح يعبر عن إرادة حية .. الأهمية القصوى لهذه الخطوة والمقدار الهائل من الطموحات والرؤى التي تعتمل وتختمر في أذهان وعقول هؤلاء الخبراء الذين لبوا النداء من مختلف أرجاء المعمورة مفعمين بالأمل ان يكون هناك يوم آخر وواقع آخر.
ولكن الى ماذا يستند هذا النشاط ألم يكن نتاج مؤسسات تلك الدول ومالجديد بذلك ؟
مستندين في دوافعهم الى معين بشري هائل من الخبرات العربية الموزعة عبرالعالم والتي يبلغ تعدادها ما يقارب ال 500 ألف أكاديمي، يضاف اليهم مليون مهندس عربي في اوطانهم، مع الاشارة الى ان تعداد العرب المغتربين في العالم يتجاوز ال 30 مليون حيث يبلغ حجم ثرواتهم 2400 مليار دولار على وجه التقدير
للأسباب الوارده أعلاه يعتبر المؤتمر الدولي للمهندسين العرب المغتربين وبمشاركة إتحاد المهندسين الأوربي العربي في مدينة تونس خطوة ريادية على طريق الألف ميل حيث تمهد هذه الخطوة الطريق الطويل ليصبح الخبراء العرب حلقة وصل بين اوطانهم الأصلية وأوطانهم الجديدة على كافة المستويات، وهم يشكلو_e4 معينا لا ينضب من الخبرات والكنوز المعرفية الرفيعة والثروات الإقتصادية الهائلة التي لن يتوانوا عن وضعها تحت تصرف اوطناهم اذا توفر الحد الأدنى من العيش الكريم والحرية والديموقراطية وغاب التمييز الذي نشهده في بعض الدول التي تعامل المهندسين والخبراء الأجانب بأفضلية، حيث يعبر هذا السلوك الشائà4 عن عقدة نقص وعدم ثقة وشعور بالدونية امام كل ما هو أجنبي. وللأسف تعتبر مثل هذه الأعمال طاردة للعقول
حدثنا عن اثر عربي أو نقل جهدا عربيا له أثر معين بألمانيا ؟
لا بأس أود أن أشير اذا انطلقنا من النماذج الصغيرة والفردية لابداعات العرب المغتربين فانه من دواعي الفخر ان نعلم ان من صمم شعار الدولة الألمانية “النسر الألماني” في مبنى “البوندستاغ” البرلمان الألماني المجدد هو سوري من أصول عربية.
الأمثلة كثيرة يصعب حصرها لكثرتها حيث يندران تجد مؤسسة بحثية غربية او جامعة مرموقة تخلو من العرب.
حتى لا يهضم حق أحد نشير الى النماذج القطرية الجزئية في محاولة امتلاك ناصية التكنولوجيا وفي هذا السياق تذكر محاولات العراق وليبيا وجمهورية مصر العربية قبل انتصار أكتوبر وحديثا دولة قطر وتونس، وان بقيت النتائج محدودة لغياب الرؤويا التكاملية على مستوى الوطن العربي
في إشارة لتصريح سابق لك تقول .. لماذا قتل الإحتلال في العراق أكثر من 5000 عالم عراقي؟
نعم وأيضا أشرت عبر سؤال محدد لماذا لم تستوعبهم الدول العربية التي بدات تفقد خصائصها الثقافية والقومية كدول عربية نتيجة تزايد العمالة الأجنبية الرخيصة التي يحتاجها رأس المال الجشع؟ وأين سياسات التخطيط الديموغرافي التي تعتمد على القدرات والعمالة العربية؟
لقد جروا العراق من قبل الى فتنة طائفية ومازال رهن ذلك واليوم يعود لبنان الى نزفه القديم ، كيف تلخص النزيف اللبناني ، برأيك هل لعب العرب دورا سلبيا لمعاودة المذهبية الطائفية .
قبل أي شيئ لبنان بلد عربي نعتز به وتزداد سعادتنا عندما نجد في كثير من دول العالم المبدعين العرب من أصول لبنانية والإنسان اللبناني معروف بمهارته وسرعة تأقلمه وإنفتاحه على الحضارات الأخرى .
ذلك إن قوة لبنان تكمن في طيفه الحضاري الواسع وثروته البشرية الغنية وكلنا ثقة بأنه سوف يتجاوز لبنان محنته الراهنة كما تجاوز المحن التي مر بها أثناء الحرب الأهلية السابقة والتي أخذ منها درسا مريرا لن ينساه أبدا فلذلك مهما حاول الطامعون والمتربصون أن ينالوا منه ومن وحدته الوطنية فلن يظفروا بالنجاح.
وعلى العرب أن لا يفرطوا بلبنان كما فرطوا بالعراق وأن تكون بوصلتهم السياسية دقيقة في تحديد العدو الحقيقي من العدو الذي يريدون ان يخلقوه وأن يحذروا من القوى الخارجية الطامعة التي تعمل على إشعال الفتنة الطائفية فيه لأن لها مطامع إستراجية واضحة في لبنان وعلى رأسهم إدارة جورج بوش و حكومة إهود أولمرت لأنهم سيكونوا أكثر المستفيدين من هذه الفتنة .
لذلك نأمل ان يتمخض عن لقاء الدوحة قرارا لبنانيا بإمتياز.. بلا تدخلات خارجة مهما كانت دوافعها وتحت أي مسمى كانت ، وياحبذا لو وضع المتفاوضين اللبنانيين في الدوحة في قاعات مغلقة واغلقوا هواتفهم وكافة وسائل الإتصال ومنعهم من الإتصال بأي جهة كانت وإبعاد الصحفيين .. .عنهم كما يتم ذلك أثناء إجتماع المطارنة لإنتخاب بابا الفاتيكان .
يرجى الإشارة للمصدر / مركزالآن للثقافة والإعلام