زملاء

خريطة مناطق الهدنة في سوريا

شمل الاتفاق الأميركي الروسي بشأن الهدنة في سوريا في فبراير/شباط 2016 مناطق محددة واستثنى أخرى يسيطر على جل أراضيها تنظيم الدولة الإسلامية أو جبهة النصرة أو من يواليهما، علما بأنه يصعب تحديد تلك المناطق على الميدان في ظل انتشار متداخل للقوات المختلفة فيها.

(لتكبير الخريطة المرفقة، اضغط هنا)

فقد أعلنت الولايات المتحدة وروسيا يوم 23 فبراير/شباط 2016 في بيان رسمي اتفاقا لوقف “الأعمال العدائية” في سوريا بدأ عمليا يوم 27 من الشهر نفسه.

ونص الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الفصائل التي تقبل الالتزام بما ورد في الاتفاق، مستثنيا منها كلا من تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، ولم يشمل المناطق التي يسيطر عليها التنظيمان.

لكن هذا الشرط يعد مشكلة لصعوبة تحديد تلك المناطق في ظل انتشار مختلف القوات فيها، علما بأن خريطة وجود القوات سرعان ما تتبدل بحسب تطورات المعارك بين قوات النظام -المدعومة من مليشيات شيعية إيرانية وعراقية إلى جانب حزب الله اللبناني وروسيا- وكتائب المعارضة المسلحة.

وفي ما يلي توضيح للمناطق المشمولة بالاتفاق وتلك التي استثنيت منه:

1- مناطق غير مشمولة باتفاق الهدنة:
وهي المناطق التي فيها وجود وسيطرة خالصة لتنظيم الدولة أو فصائل متهمة بولائها له، أو خاضعة لسيطرة جبهة النصرة، وتشمل المناطق التالية:

– كامل مناطق ريف دير الزور وعدد من أحياء المدينة، بالإضافة إلى كامل الرقة وريفها ما عدا مدينة تل أبيض وعين عيسى ومحيطهما؛ لكونهما تقعان تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية.

– مدن وبلدات منبج، والباب، دير حافر ومسكنة في ريف حلب الشرقي، وجرابلس، والراعي في ريف حلب الشمالي على الحدود السورية التركية، وبلدة مركدة ومحيطها بريف الحسكة الجنوبي شمال شرقي سوريا.

– جنوبي سوريا، هناك عدة قرى وبلدات في محيط حوض اليرموك بريف درعا الغربي تقع تحت سيطرة فصيل “لواء شهداء اليرموك” المتهم بولائه لتنظيم الدولة.

– في منطقة القلمون الغربي بريف دمشق، يسيطر تنظيم الدولة على المناطق الشمالية الغربية لمنطقة القلمون، كما تسيطر جبهة النصرة على باقي المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام في تلك المنطقة.

– معظم مدن البادية السورية، مثل تدمر والسخنة والقريتين ومحيطها، بالإضافة إلى منطقتيْ بير القصب وجبل الأفاعي في القلمون الشرقي، وقرى وبلدات في ريف السويداء الشرقي، ومناطق في ريف حماة الشرقي.

2- المناطق المشمولة بالهدنة (الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية):
المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، وهي عبارة عن مدن وبلدات متصلة جغرافياً على الشريط الحدودي معتركيا في الحسكة والرقة وحلب.

3- المناطق المشمولة بالهدنة (الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة):
وهنا لا بد من استخدام وصف “كرة الصوف المتداخلة الخيوط” فتحديد المناطق المشمولة بالهدنة أمر بالغ التعقيد، فبحسب الإعلان الروسي الأميركي فإن الهدنة تستثني المناطق الخاضعة لسيطرة جبهة النصرة، وفي هذا السياق يمكن القول إنه من المستحيل أن نجد شارعا واحدا في هذه المناطق خاضعا بالمطلق لسيطرة جبهة النصرة.

إدلب وريفها، ليس للنصرة مناطق خاضعة بالمطلق لسيطرتها؛ لكن توجد سيطرة لجيش الفتح الذي تشكل جبهة النصرة أحد مكوناته (مؤلف من حركة أحرار الشام، و”فيلق الشام”، و”لواء الحق”، و”جيش السنة”، و”أجناد الشام”، و”جند الأقصى”)، كما يتقاسم الجيش الحر مع جيش الفتح السيطرة على مناطق ريف إدلب، ومن أبرز فصائل الجيش الحر “الفرقة الشمالية”.

حماة وريفها، ليس للنصرة مناطق خاضعة بالمطلق لسيطرتها، لكن لها حضور في سهل الغاب بالريف الغربي ضمن تشكيلة جيش الفتح الذي يحكم السيطرة على إدلب وريفها.

أما الحضور الأبرز في مناطق ريف حماة الشمالي والجنوبي الخارجيْن عن سيطرة النظام فهو لفصيليْ “جيش النصر” و”جيش التحرير” التابعين للجيش الحر الذي هو جزء من المعارضة السورية “المعتدلة”، ويفترض أنهما مشمولان بالهدنة، في حين يسيطر فصيل “جند الأقصى” بشكل كامل على مدينة مورك.

– في حمص، تعد فصائل الجيش الحر (ممثلة بـ”حركة تحرير حمص” و”جيش التوحيد” و”فيلق الشام” بالإضافة إلى أحرار الشام) أبرز الفصائل التي تسيطر على ريف حمص الشمالي الخارج عن سيطرة قوات النظام، لكن لا يمكن نفي وجود “النصرة” في تلك المنطقة، إذ تسجل حضورا من خلال مقرات وأذرع عسكرية تقاتل على عدة جبهات، لكن لا يمكن البت بوجود مناطق سيطرة كاملة لها.

في الغوطة الشرقية، يعتبر جيش الإسلام و”الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” و”فيلق الرحمن” القوى الكبرى صاحبة السلطة، وهناك مدن وبلدات تقع بالكامل تحت سيطرة تلك الفصائل، لكن جبهة النصرة أيضا منتشرة على شكل مقرات وأذرع عسكرية وعلى جبهات عدة خصوصا في منطقة المرج، لكن لا توجد في الغوطة الشرقية مدن أو بلدات تحت سيطرتها بالكامل.

في الجنوب السوري (درعا والقنيطرة)، تعتبر “الجبهة الجنوبية” التابعة للجيش السوري الحر القوة الأبرز والمسيطر الأكبر على مدن وبلدات تلك المنطقة، ولا يمكن أن تحسب للنصرة في الجنوب السوري أي مدينة أو بلدة أو قرية خاضعة لسيطرتها بالكامل، لكن يمكن القول إن ريف درعا الغربي يعتبر معقلا مهما للنصرة توجد فيه أذرعها العسكرية ومقراتها بمناطق سيطرة المعارضة المسلحة.

– في حلب وريفها، تعتبر “حركة نور الدين زنكي” القوة الأبرز في الريف الغربي، بينما تعتبر “الجبهة الشامية” القوة الأبرز في الريف الشمالي، وهما فصيلان من الجيش الحر التابع للمعارضة المسلحة، أما الريف الجنوبي فتتقاسم السيطرة عليه فصائل تابعة لـ”جيش الفتح” الذي يُحكم السيطرة على إدلب وريفها، وفصائل تابعة للجيش الحر مثل “فيلق الشام” و”صقور الجبل”.

أما الأحياء الخارجة عن سيطرة النظام في حلب فتتقاسم السيطرة عليها فصائل من مختلف أطياف المعارضة المسلحة، وجبهة النصرة لها أذرع عسكرية وحضور قوي في كل جبهات الريف والأحياء الخارجة عن سيطرة النظام، ولا توجد منطقة خاضعة لسيطرتها بشكل كامل.

المصدر : الجزيرة

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق