زملاء

كلمة الدكتور خالد خوجة رئيس الائتلاف الوطني السوري عن انتصارات الثوار

أيها السوريون والسوريات
يُسَطِّرُ إخوانُكُم وأبناؤُكم المقاتلون، صفحاتٍ من المجدِ والبطولةِ قلَّ نظيرُها في تاريخ البشرية، بأسلحةٍ خفيفةٍ، وبالقليل من الأسلحةِ المتوسطةِ.

يواجُه أبناءُ سورية أسلحةَ الدمارِ الشامل، والأسلحةَ الثقيلةَ، يُواجهونَهَا ويهزمونَهَا.

لقد تحررت إدلب وبصرى الشام ونصيب وجسر الشغور، ومساحات شاسعة من سهل الغاب، وباتت محافظتا درعا وإدلب، على وشك أن تتحررا كلياً.

فيما تقتربُ قواتُ النظامِ في محافظةِ حلب من أن تصبح محاصرةً بعد أن فَشِلَتْ مع المحتل الإيراني عشراتِ المرات في أن تُحاصر المدينة.

ولقد انهارَ النظامُ اقتصادياً بعد انهيارِه إنسانياً، وَبَدَأ يتآكلُ من داخلِهِ فقد بلغتِ الصِّراعاتُ بين كبار المسؤولين في النظام حداً دموياً مدمراً، حتى وصل إلى آلِ الأسد أنفسِهِم . واختفى مجرمو آل مخلوفْ الذين دأبوا على تغذية آلة القتلِ بالأموالِ التي استلبوها من الشعب.

إنتصارات الشعب السوري تضعُنا أمام واقعٍ سياسيٍ جديد، وموازين قوى جديدة، فالنظامُ الأسدي يُهزَمْ، والشعب السوري ينتصر.

نصرٌ شاركتْ فيه فصائلُ وكتائبُ متعددةٌ ومتنوعةُ المشاربْ، نصرٌ دفعَ الشعبُ السوريُّ ثمنَه غالياً، وهو نصرُ لكلِّ سوري، وليس نصرَ فصيلٍ مُعيّن كما يدّعي أنصار النظام والمرجِفُون في أنحاء العالم، وتاريخُ ثوراتِ البشرية يشهدُ أنه ما كان لأيٍ كانَ أن يستحوذَ على ثورةِ شعبٍ يعرف أهدافه ويَعِي سُبُلَ تحقيقِها.

وإن الائتلافَ الوطنيَ السوري، الذي يستمدُّ شرعيّتَهُ من التزامِه بأهدافِ الشعبِ السوري وثورةِ الحرية والكرامة، يؤكد أنه لن يقبل بأي تسويةٍ سياسيةٍ لا تتضمن إسقاطَ بشارَ الأسد وعصابتِه، ولن يشارك في أي مفاوضاتٍ أو مشاريعَ لحلٍّ سلمي، لا تضع هدفاً أولاً لها إقامةَ نظام حرٍّ كاملٍ في سورية.

إن انتصارات أبطالنا في إدلب وحماة واللاذقية وحلب ودرعا ودمشق، تُلْقِيْ على عاتقِ كلٍّ منّا مسؤوليةً خاصةْ، ببذلِ أقصى الجهدِ، لرصّ الصفوف، ونبذِ الفُرقة والفتنة ، والعملِ يداً بيدٍ لإنجاحِ تجربةِ الإدارة المحلية للمناطق المحررة.

وإننا إذ التقينا بالأمسِ مع حشدٍ من ممثلي الفصائلِ المقاتلةْ على مختلف الجبهات، وقوى الثورةِ والمجالس المحلية، نؤكد على الحاجة لإِتْباعِ كُلِّ هزيمةٍ عسكريةٍ تَلحقُ بالنظام، بهزيمةٍ أكثرَ إيلاماً لهْ، تتمثلُ ببذلِ أقصى الجهودِ وتضافُرِها لإنجاحِ إدارةِ المناطقِ المحررةِ بحياديةٍ وتشاركيةْ.

أباركُ لكُم نصرَكُم وأقفُ إجلالاً أمام الجهود الجبارة المبذولة من عناصر الدفاع المدني وقوى الأمن لإنقاذ الأرواح والحفاظ على الممتلكات.

وأترحّمُ على شهدائِنا الأحياءْ، وأدعوا لمعتقلينا بالفرج العاجل ولسوريةَ الحبيبة بالتعافي.

كما أشكر الدول الشقيقة والصديقة لجهودها بدعم الشعب السوري على جميع الأصعدة.

عاشت سورية حرة أبية.

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق