الحمض النووي لفك سر مقتل لوكسمبورج قبل 90 عاما بألمانيا
حفيدتها غير المباشرة تعيش في القدس المحتلة
يأمل الأطباء الألمان في الكشف عن سر جثة المناضلة اليسارية الألمانية روزا لوكسمبورج التي اغتيلت وألقي بجثتها في نهر صغير بالعاصمة الألمانية برلين عام 1919.
وأشار تقرير لصحيفة “بيلد أم زونتاج” الصادرة في ألمانيا الأحد 19-7-2009 إلى أن إيرينه بورده، الحفيدة غير المباشرة للوكسمبورج، تعيش حاليا في القدس المحتلة ولا يدري الرأي العام في ألمانيا عنها شيئا.
وأكدت الصحيفة أن بورده (79 عاما) أعطت الطبيب الشرعي الألماني ميشائيل تسوكوس عينة من شعرها للاستعانة بها في معرفة شفرة الحمض النووي لجدتها لوكسمبورج ومعرفة ما إذا كانت الجثة التي ألقيت في النهر عام 1919 هي فعلا جثة جدتها أم أن الجثة المدفونة في المقابر الرئيسية في برلين على أنها جثة لوكسمبورج هي جثة سيدة أخرى مجهولة.
وكان تسوكوس أعلن نهاية مايو/أيار الماضي أنه اكتشف جثة مقطوعة الرأس واليدين والقدمين منسية في متحف الطب الشرعي التاريخي في برلين، وقال إن لديه العديد من الدلائل التي تجعله يعتقد بأنها جثة روزا لوكسمبورج التي ولدت عام 1871 وتزعمت الحزب الشيوعي الألماني.
وتلقى مستشفى شاريتيه برلين مئات الإخطارات والملحوظات من أرجاء مختلفة من العالم يمكن أن تساعد على معرفة هوية الجثة الـ”منسية”. ولكن الأطباء لم يحصلوا حتى الآن على دليل قاطع على أن جثة المتحف هي جثة لوكسمبورج.
وليس من الممكن تشريح الجثة المدفونة في المقبرة حيث أن النازيين خربوا قبر لوكسمبورج عام 1935 ودنسوه. ولكن من الممكن أخذ عينة من الجثة التي بها إشارات على أن صاحبتها ماتت غرقا أو أنها ألقيت في الماء بعد قتلها ومقارنة هذه العينة بعينة الشعر التي بعثت بها حفيدة لوكسمبورج من القدس المحتلة.
وحسب صحيفة بيلد أم زونتاج فإن إرينه بورده هي حفيدة أخ للوكسمبورج التي اغتالتها قوات خاصة عام 1919 وألقت بجثتها في قناة “لاندفير” في برلين.
وولدت بورده في روسيا ثم هاجرت عام 1973 إلى إسرائيل حيث تدرس في إحدى الجامعات الإسرائيلية.
وقالت بورده في مقابلة مع الصحيفة إنها لم تسع للشهرة من خلال إظهار قرابتها للوكسمبورج، “ولم يعد علينا اسم لوكسمبورج في روسيا إلا بالسلبيات”. وأشارت بورده إلى أن الروس كانوا يعتبرون لوكسمبورج شخصا غير مرغوب فيه لأنهم يرونها مناهضة للينين.
وعبرت بورده عن أملها في أن يتم الكشف عن سر الجثة بأقرب وقت ممكن “حتى أستطيع النوم بهدوء وبعيدا عن أي إشاعات”.
غير أن الطبيب تسوكوس حذر من الإفراط في تعليق الآمال على شفرة الحمض النووي وقال في حديثه مع نفس الصحيفة: “إذا استطعنا فصل شفرة الحمض النووي لحفيدة غير مباشرة والشفرة النووية لمن يعتقد بأنها جدتها فإن إثبات وجود قرابة بينهما لن يكون أكيدا إلا بنسبة 60 إلى 70% في أفضل الأحوال”.
العربية