زملاء

أحمد سليمان : مُنتَخْب الــدم

 

2014-05-07 20.53.03

لم أمت من طلقة قناص
كذلك لم تقصفني طائرة
لكنني اتوارى
في محيط هادئ .

رأيتك كمثل
ورد مجفف
ثم رأيت دمية
بيد مقطوعة
على طريق .

ثم انني تأخرت في وقت مبكر

أتيتك ذات مرات
بطوق ياسمين وقرنفل
يا له من طريق
محفوف بليل
ولغم هبط من سماء غاشمة

بت كحبة فاليوم
او طلقة تتدلى من جسدي ..
يحدث كما لو ان ليلة عرجاء
أكون فيها عابر
الى باب الجحيم.

ثم انبأني صحب
ان مدن وقرى وشعب
قد وقعوا …
هذي بلادي جاثية كإله منهك
اجزم انها عالية

فيا حطابوا
اللغة الميتة
لم تسقط مدننا
لكنها تسير
بفعل دم
بفعل نهر طويل .

سوريتنا دين ومعبد
ﻻ تغفري لنا البتة
وان حفظناك
مثل كتاب مقدس

فنحن لسنا سوى وحل
شوارعك المدماة
ساعاتك القتيلة

أبوابك الكثيرة كما أعلم
باب سروجي
الحميدية وباب توما
بابا عمر و باب فرج .

غوطتين وشام
ساعة معطلة
وكنيسة أرمن

ثمة رقة وقصر بنات
ودير وفرات
وباب وتادف

أسواق خضار وجسر معلق
حدائق ياسمين
وكرم عنب وشجر مديد .
وقبل ذلك كله
ساحة اول بشري
غرق باﻷسيد

أول طفل ذبح بإسم الدين
أول بلد يهمل من شعوب صديقة
أول عداد يسجل فيه مجازر
ﻻ توقفها هيئة أمم

أول ثورة لشعب يقصف بنابالم
وطائرات تحمل كيمياء
و مستوعبات موت معلن

ﻻ تسامحينا اذا رمشت
عيوننا قرب “فوز” منتخب الدم

وعدناكِ بتاج قيصر وصولجان
لكنما ذبحناك مرات
وانت مبتسمة

نحن ذئابك الشاردة
في مدن لم نعرفها
لوﻻ مررنا بزنازينك .

ﻻ توجد هنا مستنقعات وطمي
لكننا مناوئي قمامة
الخراب “الوطني ” .

انت أكثر من سيدة مدن ذبيحة
كل نساء اﻵلهة مجتمعة 
السائرة بأرواحنا مثل سنونوات

اسمحي لنا كي نسقط
في وحل وخطيئة 
نحن العشاق التافهون
ابناء الحب
وأبالسة على أرصفتك المتكسرة

لعلني لم أكتب من هذه القمامة
المرفهة التي يسمونها غرب العالم
أعلم إنك باقية
وان رحلنا
في وقت بلا وقت
او زمن او حتى تذكرة

دمك علينا هذا مؤكد
نحن أبناء اليقين اﻷحمر .

أحمد سليمان / مشفى شفابينغ – 8 ماي 2014

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق