طل الملوحي الأميرة الأصغر سناً في لقاء نادي القلم السويدي
نزولاً عند رغبة الصديقة سهير في بداية الشهر الأخير من كل عام يدعو نادي القلم العالمي فروعه ال 122 في العالم إلى لقاء تضامني مع الكتَّاب المعتقلين، يقوم خلاله الكتّاب بإرسال أمنياتهم لزملائهم المعتقلين، مكتوبةً على بطاقات بريدية يحضرونها معهم، وخلال اللقاء يجري توزيع لوائح بأسماء الكتّاب المعتقلين وعناوينهم في سجون بلدانهم.
بالطبع يعرف نادي القلم العالمي أنه من الصعب أو النادر وصول البطاقات إلى أصحابها، غير أن معرفة السلطات التي تعتقلهم بتضامن زملاء لهم من جميع أنحاء العالم يمكن أن يشكل ضغطاً على تلك السلطات من أجل الإفراج عنهم أو تحسين ظروف اعتقالهم على الأقل.
يجري توزيع اللوائح على الفروع بصورة تضمن تغطية جميع أسماء الكتّاب المعتقلين في العالم.
مساء الخميس 2 كانون الأول 2010 كان موعد لقاء نادي القلم السويدي، وقد تم هذا العام بالتعاون مع اتحاد الكتاب في السويد.
شارك في اللقاء مئات الكتّاب.. تبادلوا الأخبار والمعلومات حول زملائهم المعتقلين، ولأني سوري الأصل فقد تركز معظم أسئلتهم لي حول طل الملوحي ، وقد طلب بعضهم أن أترجم أمنياته إلى العربية ليسجلها على بطاقته، كما طُلب من الكتّاب ذوي الأصل التركي أو الكردي أو الإيراني أو الأميركي اللاتيني وغيرهم ترجمات مماثلة.
أعرف مسبقاً أن التقارير السنوية لنادي القلم، وخاصة خلال السنوات الأخيرة، لم تغفل أي كاتب سوري معتقل، ولكن خصوصية وضع طل الملوحي جعلتها أميرة لقاء البارحة.
في الواقع أن الفرع السويدي لنادي القلم هو واحد من أنشط الفروع. أتذكّر أنه خلال معرض الكتاب في غوتنبورغ 2006، أرسل مائة ألف بطاقة لمئة كاتب وصحفي ومفكّر معتقل كان من بينهم حينها عارف دليلة وميشيل كيلو.
بالطبع لا يتوقف تضامن نادي القلم العالمي عند هذه الحدود، وإنما يتعداها إلى ممارسة ضغوطه عبر سبل شتى من رسائل وتقارير وإعلام واستفسارات وجوائز وعضوية شرف، وأحياناً لقاءات مباشرة مع السلطات كما حدث في حالة صديقي الشاعر اليمني منصور راجح الذي كان مهدداً بالإعدام، وتمكن نادي القلم من مقابلة علي عبدالله صالح، وبالتالي جرى نقل منصور من السجن إلى المطار، حيث كانت أسرته تنتظر، ثم إلى النرويج.
ويتابع نادي القلم دعمه المباشر للكتّاب معنوياً ومادياً وبخاصة بعد الإفراج عنهم. وليس سراً أني كنت أحد المحظوظين باهتمام نادي القلم بي أثناء سجني وبعده وحتى الآن.
العزيزة طل الملوحي
كل عام وأنت بخير
كل حين وأنت بحرية
مئات الكتّاب تمنوا وكتبوا لك ذلك، لكِ ولإخوتك الأكبر في سجون سوريا وغيرها، وكم أراحني أني كنت واحداً منهم.
أعتقد أن مئات آلاف البطاقات من أكثر من مئة بلد ستصل قريباً إلى عناوين الكتّاب المعتقلين، فهل تجرؤ أنظمة الاستبداد على التصرّف بقليل من الحكمة، وقليل من الإنسانية، وقليل من العدل، وتسلِّم البطاقات الصداقية الطيبة والمسالِمة لأصحابها؟!
سؤال صغير برسم الاستبداد الكبير.
فرج بيرقدار : شاعر وكاتب سوري يقيم في السويد