زملاء

النظام السوري … من مؤامرة كونية الى حلف مكافحة الإرهاب

أبدى النظام السوري استعداده للتعاون مع جهات غربية لمكافحة ما وصفه بالإرهاب. وكان النظام ومنذ ثلاث سنوات يدفع بأنه مستهدف بمؤامرة كونية وتحديدا “من الغرب الإمبريالي” للنيل منه عبر الإرهاب لكونه أحد آخر معاقل الممانعة والمقاومة في المنطقة.

ولكن مع تزايد القلق الدولي من تنامي قوة تنظيم الدولة الإسلامية خرج نظام الأسد ليعلن استعداده للتعاون مع أي جهة كانت، بما فيها الدول الغربية للتصدي للتنظيم بل وتوجيه ضربات له داخل الأراضي السورية شرط التنسيق معه.

وسلط برنامج “الواقع العربي” في حلقة 26/8/2014 الضوء على دلالة هذه الخطوة التي كشف عنها وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحفي، بينما جاء رد الائتلاف السوري المعارض سريعا بأن النظام يستهدف إعادة تأهيله واكتساب شرعية عبر “استجداء الغرب”.

مدير مركز الشرق الأوسط بجامعة لندن فواز جرجس قال إن النظام يريد أن يصبح شريكا للغرب وتسويق نفسه بوصفه رأس الحربة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

لكن مقابل ذلك، فإن بلدا كالولايات المتحدة تعتبر التحالف مع القيادة السورية خطا أحمر، كما يضيف جرجس، ذلك لأن ثمة تكاليف سياسية أمام الإدارة وأمام الرئيس باراك أوباما الذي طالما ردد أن النظام السوري فاقد للشرعية وعليه أن يرحل.

ليس أولوية
وأوضح جرجس أن محاربة تنظيم الدولة في سوريا ليس أولوية لدى الغرب، مستشهدا بتصريح قائد هيئة الأركان المشتركة في القوات الأميركية مارتن ديمبسي بأن القيادة الأمنية والسياسية والعسكرية ترى أن التنظيم لا يشكل خطرا على الأمن القومي الأميركي.

ولفت جرجس إلى أن الإستراتيجية الراهنة تركز على المسرح العراقي لوقف مد تنظيم الدولة وكسر شوكته عبر تحالف إقليمي.

أما إمكانية التنسيق مع النظام السوري في الأشهر المقبلة فستكون من خلال إيران -القوة الرئيسية الضاربة في سوريا- من أجل احتواء التنظيم داخل سوريا ومنعه من مد نفوذه، على حد قوله.

وأشار جرجس إلى النظرة التي تبناها أوباما تجاه الجيش السوري الحر بأنه مجموعة من الأطباء ورجال الأعمال… إلخ، ولا يمكنهم تغيير الواقع على الأرض، مما دفع بالجيش إلى الوقوع بين سندان الجيش النظامي والتنظيمات الأخرى فحصل الفراغ الذي ملأته جبهة النصرة وتنظيم الدولة.

ويضيف أن ثلاثة تنظيمات هي القوى الضاربة الآن في سوريا: هي الجبهة الإسلامية وتنظيم الدولة وجبهة النصرة، ولكن الصراع طويل المدى وسيمتد إلى عشر سنوات، ولذلك فإنه لا بد من تقوية الجيش الحر وملء الفراغ وإنشاء حاضنة شعبية لكي يقف على رجليه، كما أشار.

وأكد جرجس أن العديد من الإستراتيجيين الأميركيين وبعد الإنجازات الميدانية لتنظيم الدولة اقتنعوا بضرورة تسليح وتدريب الجيش الحر لأن العامل المحلي هو العامل الضارب.

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق