بيان الحملة الرسمية لحرية طلّ الملوحي.. أسيرة حرّة ووطن سجين
لم يسجّل التاريخ في صفحاته وبين سطوره أن بناء الأوطان ونهضتها وقوّتها يمرّ من خلال الاختطاف والاعتقال التعسفي والتغييب القسري والترهيب والتخويف.. ولا من خلال الاستبداد وكبت الحريات والتضييق حتى على الأنفاس والأحلام. لم نقرأ عن أمة أو دولة أو مجتمع نهض وارتقى وتطوّر بهذا النوع من العلاقة بين الحاكم والمحكوم.
إننا في هذا اليوم الحزين (27 كانون الأول/ديسمبر) الذي احتُجزت فيه الصبية طلّ الملوحي (19 عاماً) تعسفياً، وتمّ تغييبها قسرياً لأشهر طويلة، حيث مُنعت من أبسط حقوقها المدنية والإنسانية والقانونية، وحيث تمّ تجاهل، بل واختراق، الدستور والقانون في طريقة التعامل معها، كذلك في محاكمتها، فإننا نثور غضباً لانتهاك كرامة الإنسان، كل وأي إنسان.. كما نثور غضباً لانتهاك الدستور والقانون الذي تمّ تغييبه عن الواقع والتطبيق لصالح من يعتبرون أنفسهم فوق القانون.. ونثور غضباً لأننا نعاني من إرهاب “جمهوراثية” أمنية نزعوا عنها صفة الدولة، وإرهاب أجهزة أمنية تمسك الوطن والمواطن من جميع مفاصله الجسدية والنفسية.
إننا إذ ندافع عن حريّة طلّ الملوحي وحقّها في محاكمة علنية شفافة عادلة من خلال قضاء نزيه ومستقل، فإننا ندافع عن حرية وطن مقيّد وأسير لأجهزة أمنية مستبدة، وقضاء عسكري ظالم، ومؤسسات قانونية صورية .
إن الذي تعرّضت له الصبية طلّ الملوحي من ظلم وإهانة، ومن تغييب للحقوق القانونية والإنسانية، لهو صورة لما يعاني منه جميع المعتقلين خلف قضبان سجون الوطن.. لم يكن بقية أحرارنا أفضل حالاً منها.. تهامة معروف وراغدة الحسن وفاطمة حاوول وشيخنا هيثم المالح ومهند الحسني وأنور البني وعلي العبد الله وكمال اللبواني وحسن صالح ومشعل تمو ومحمود باريش وخلف الجربوع ومصطفى حاج بكري ونزار رستناوي، والقائمة تطول وتطول، هم أمثلة حية كاشفة لهذا الظلم ولقانون الغاب السائد ولسلطة الأجهزة الأمنية الحاكمة بأمرها.
إن الأحرار الغاضبون في هذا اليوم يطالبون وبكل بساطة:
– أن تكون هناك محاكمة عادلة ونزيهة وشفافة في ظل قضاء مستقل للصبية طلّ الملوحي..
– التوقف عن حرمانها من حقوقها القانونية والإنسانية.. وحقها في نقاش محاميها دون قيد أو شرط أو رقيب..
– استقلال القضاء، وتحقيق العدل في جميع محاكمات المعتقلين، وتعويضهم مادياً ومعنوياً حال ثبوت براءتهم، وتطبيق القانون من خلال قضاء حرّ ونزيه وعادل..
– فتح نوافذ الحرية في المجتمع، وعدم التضييق على الرأي المخالف ما دام ضمن إطار الدستور السوري الذي تمّ تعطيله لصالح المتنفّذين والممسكين برقاب البلاد والعباد..
إننا في هذه الحملة سوف نبقى نطالب بالعدل والحرية حتى ينالها المجتمع بأكمله.. ولا يمكننا التوقّف عن ذلك لأنه هو الطريق الوحيد للحياة الحرة الكريمة ولاستعادة إنسانيتنا وحقوقنا في المواطنة ككل البشر. لن تثنينا ولا تشغلنا عن هدفنا الواضح، الحملات المضادة أو صرخات الترهيب والتخويف، أو القصص الفاشلة التي يتمّ حبكها في أقبية الأجهزة الأمنية والتي يروّج لها بعض الإعلام المتواطئ مع الظلم والاستبداد.
قضيتنا ليست قضية طل فقط… فلقد أصبحت طل الملوحي رمزاً وعلامة لمعاناة هذا الوطن المستمرة منذ سنوات طويلة ..
ندعو جميع من يؤمن بحق الإنسان في الإنسانية، في المواطنة، في العيش الحرّ الكريم، أن يتفاعل معنا ويدافع عن حقنا، حقنا جميعاً، في الحياة كما نريد وكما يحياها الآخرون ..
ندعو جميع شرائح المجتمع السوري أن تنهض وتستيقظ من سباتها الذي طال وطال..
وأن تطالب بحقها بكل حضارة ومن خلال الأدوات القانونية التي يسمح بها الدستور ..دستورنا المعطَّل…
لم نعد نقبل أن نعيش حياة الذل والمهانة والعبودية في ظلّ قانون الغاب وسطوة الأجهزة الأمنية وسياط الاستبداد والاستعباد..
إننا نستحق الحرية.. ولذلك نحن نثور غضباً ونعبّر عن حقنا بصوت عالٍ لكي يسمعنا العالم كله.. ولن نتراجع أو نضعف حتى تسري الحرية في عروق الوطن.. كل الوطن…
27 كانون الأول/ديسمبر 2010
الحملة الرسمية لحرية صبيتنا طلّ الملوحي
صفحة الحملة الرسمية لحرية صبيّتنا طل الملوحي على الفيسبوك
http://www.facebook.com/pages/alhmlt-alrsmyt-lhryt-sbytna-tl-almlwhy/166382300046098
صفحة الحملة على تويتر
مدوّنة الحملة
رابط ديليشيز الخاص بالحملة
http://www.delicious.com/freedomtal
بريد الحملة الالكتروني
freetal.syria@gmail.com